لم يشرع الاسلام شيئا إلا لحكمة بالغة وهدف نبيل؛فمامن عبادة أوشعيرة شرعت في الإسلام إلا وكان الهدف الأسمى منها هو التقرب إلى الله وزيادة درجة التقوى وتحقيق مصلحة الفرد والمجتمع،قال تعالى"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين".
* ومن نفحات الله وفضله على عباده أن جعل لهم مواسم يتقربون إليه فيها بعبادات متنوعة ليزدادوا قربا وعطاء وأنسا به سبحانه.
ومن هذه النفحات الربانية والمواسم الإيمانية التي يتقرب بها المسلم الى الله تعالى شعيرة الأضحية بشروطها المعلومة.
قال الإمام مالك في الموطإ"الضحية سنة وليست بواجبة ولا أحب لأحد ممن قوي على ثمنها أن يتركها..."
والدليل على أنها سنة وليست بواجبة ماأخرجه مسلم من جديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إذارأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي وهودليل على أنها غير واجبة(شرح الزرقاني للموطأ)
*أما من كان قادرا عليها فتركها فإنه يذم على ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من وجد سعة ولم يضح فلايقربن مصلانا" أخرجه ابن ماجة من حديث أبي هريرة.
*وأما مشروعية الأضحية.
من القرآن:قال تعالى"فصل لربك وانحر"
من السنة:"حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين فرأيته واضعا قدميه على صفاحهما ويكبر فذبحهما بيده"
من الإجماع:"أجمعت الأمة على مشروعية الأضحية.
*وخلاصة القول فإن الأضحية من الدين في أبعادها ومراميها النبيلة السامية التي ارتضاها الشرع للمسلمين تقرباإلى الله بشروطها المعروفة والمحددة بكتب الفقه بمافيها القدرة المالية،ولايجوز إخضاع هذه الشعيرة الدينية للأهواء والأمزجة والمواقف ولما يعتري الوجدان من الانشراح والانقباض بهذه الذريعة اوذاك المبرر.
كتاب الرأي