الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

اسماعيني بناصر: تبويقات النقابات و الأحزاب التقدمية..ماذا عن معتقلي الحراك ؟

اسماعيني بناصر: تبويقات النقابات و الأحزاب التقدمية..ماذا عن معتقلي الحراك ؟

بصرف النظر عن ممارسات المخزن و سلطة الحديد التي يواجه بها الحراك و على اعتبار ان الوهم المنتشر في صفوف البعض حول طبيعة سياسة الدولة تجاه فاضحي الفساد او المطالبين بابسط الحقوق قد إنتفى من خلال الزيادة في درجة القمع الممنهج و سلطة الاعتقال و السجن و ما الى هنالك من ممارسات قمعية، هذا الوضع ازال عدة افكار حول طبيعة المؤسسة المخزنية و حقيقة الدور الذي تقوم به ...لن نستفيض هنا في هذه التفصيلات بقدر ما سنوجه نقاشنا حول المؤسسات و المنظمات و التي تعتبر نفسها ممثلا شرعيا و مدافعا عن الفئات الكادحة سواءا على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي بالنسبة للتنظيمات النقابية او حاملا لمشروع اجتماعي يدافع عن مصالح هده الفئات فيما يخص التنظيمات السياسية،وطبعا هذا ما تحاول ان تروجه هذه المنظمات من خلال خطاباتها و بياناتها و تبويقاتها الصحافية، لكن على المستوى الميداني و ما تفرضه الضرفية الراهنة من اعطاء مواقف حازمة و التدخل العملي لمواجهة الهجوم المخزني..ماذا عن هذا ؟فالية القمع تشتغل حاليا ليلا نهار و رقم لائحة الاعتقالات يتزايد في كل دقيقة و حتى الشهداء يتساقطون و المحاكم تصدر احكاما بالسجن و الغرامات و الملفات تنجز في كل دقيقة من طرف الاجهزة الاستعلاماتية و ملاحقة العناصر الحركية و التضيق عليهم ساري المفعول دون انقطاعو تكسير اضلع المحتجين لازمة تتردد في كل خرجة احتجاجية .....في مواجهة هذا الوضع ماذا قامت به الاحزاب و التوجهات السياسية التي تعتبر نفسها موالية للفئات الفقيرة و كذلك ماذا فعلت نقاباتها طبعا لقد شجبوا و نددوا و ادانوا .....و تاسفوا و طالبوا.. و حملوا المسؤولية.. و حدروا لما ستؤول اليه الأوضاع و و و ....و.. تبويقات لا طائل منها الا انها تزيد المخزن ارتياحا هذا الاخير الذي اصبح ينظر لهذه التنظيمات و الى كل فعل جماهيري بكل احتقار لانه بات متيقنا الى حد ما من خلال تجربته القريبة جدا 2011 انه قادر و له كل الوسائل على احتواء الاوضاع مهما بلغت درجة تطورهما جعله يحس باريحة تامة و لاصحابنا المعنين هنا دورا مهما في ذلك .. طبعا بالعودة لهذه التنظيمات و السؤال يطرح نفسه بشكل كبير و مباشر لماذا لا تعمل نقاباتها على تنظيم اشكال احتجاجية لدعم معتقلي الحراك ؟؟؟؟ لن نقول هنا الحراك بل فقط معتقلي الحراك و لماذا التنظيمات السياسية التي تعتبر نفسها راديكالية و الكل يعلم ان لها امتدادات داخل النقابات و الجمعيات الحقوقية لماذا لا تشكل درعا داعما للمعتقلين ..و هنا نطرح الامور على المستوى السياسي و الميداني و ليس على مستوى المحاكم و حتى لا نوصف بالعدمين و نستتني المجهودات الكبيرة التي يقوم بها المحامين المتطوعين،طبعا هيئة الدفاع لهادور كبير لا يمكن استتناؤه لكنه محدود و لا يمكن تحميلهم اكثر من ذلك و حتى هذه الفئة اصبحت تتعرض للقمع و الحصار و التهديد و تبقى دائم الوجهات المهمة في المواجهة و في تحويل موازين القوى هي الوجهتين الاقتصادية و الساياسية و نقول هنا اليس من الاجدر بهذه التنظيمات ان تعلن برنمجا نضاليا يتضمن اضرابات عن العمل تدعوا اليها و تاطرها بشكل مباشر النقابات و بشكل غير مباشر تتواجد من خلالها التنظيمات السياسية المعنية مدعومتا بالجمعيات الحقوقية ؟؟؟ الا تخرج هذه التنظيمات عندما يتعلق الامر بالمس بؤجور عناصرها او الترقيات الى غير ذلك من هذه الامور البركماتية ؟ الا تعتبر التحججات بالضعف و عدم القدرة على المواجهة سببه الرئيسي هو الابتعاد عن الفئات الشعبية و عن مصالحها و تبني مواقف انهزامية في مثل هذه الضرفيات و هذا من يبين الاسباب الرئيسية في الضعف التي تعانيه ؟ اليس التدخل في هذه المرحلة قد يعيد الثقة في هذه التنظيمات و يحول موازن القوى لصالحها و تستعيد قوتها؟ ام انها غير مستعدة للمس بمسلسل التوافقات مع المخزن ؟ اوغير قادر على دفع التكلفة ؟ و بالتالي فل يدفعها ابناء الشعب لوحدهم ؟ الا تفترض هذه التنظيمات و قياديها ان مرور هذه المرحلة التاريخية سيسجل عليها التخادل و عدم اخد مواقف حازمة فعلية تتجاوز حدود التبويق؟ لان المخزن لا يابه لها اصلا فما بالك بتبويقتها، الا تفترض انها فرصة تاريخية لاعادة ثقة الفئات الشعبية التي تدعي سيدتنا التنظيمات جزافا انها تحمل همومها و تدافع عنهاو هذه الثقة قد تعيد ترميم بيوتها و تجديد قيواها و كذا تغير نوعية الخطاب مع المخزن و حتى قاعدة التوافقات معه و تبني قاعدة توافقات جديدة قد تحتل فيها مكانة اكثر من سابقتها ؟ اليس لها في التاريخ دروس ؟؟؟ الا ترى ان مرور هذه المرحلة دون مواقف و فعل حازمين سيجعل الشارع يتجاوزها و بكل الاحوال حاليا قد تجاوزها لانها لا تستطيع ان تاتر حتى في تظاهرة هامشية في قرية معزولة..،لكن لازال الوقت للحاق به هذا الوقت الذي لن يتوفر دائما لكن بعد ذلك الن تزيدها هذه الوضعية ضعفا و يزيد احتقار المخزن لها ؟ و ترتفع درجة ازمة المصداقية المسجل مسبقا تجاهها ؟و ربما قد يفكر المخزن في اجثثاثها او يفرض عليها ادوارا قد تصل درجة ان تصبح قماشا لمسح اوساخه السياسية كما فعل مع عدد من التنظيمات رغم ان هذه الاخيرة كانت اقوى في مرحلتها و بالتالي لن تجد بيروقراطيتها حتى موقع الاستفادة الداتية الذي وجدته سابقتها،ام ان سيرورة هذه التنظيمات يسمها الطابع الاعتباطي ما يخلق وضعية سيزيفية في مسارها التاريخي تحس من خلال ذلك بدوار الحمل لكن هذا الحمل وهمي لا طائل من انتظاره فل يعول الشرع على قواه الذاتية.