الثلاثاء 23 إبريل 2024
رياضة

"الشّعب" يطالب بتعيين "زيّاش" وزيرا للسياحة و"حكيمي" وزيرا للجالية!!

"الشّعب" يطالب بتعيين "زيّاش" وزيرا للسياحة و"حكيمي" وزيرا للجالية!! أشرف حكيمي (يمينا) وحكيم زياش (يسارا)
توشيح كأس عصبة أبطال أوروبا بالعلم الوطني، في كرنفال رياضي يحبس أنفاس العالم، حدث استثنائي وأغلى هدية يقدمها حكيم زياش للمغرب. هذا هو السفير المغربي الحقيقي الذي يستحق أرفع الأوسمة، ليس لأن اسمه زياش ويلعب داخل أعرق الأندية بلندن اسمه "تشيلسي"، بل لأنّ هذا اللاعب مواطن فوق العادة، تجري في دمائه حليب البلاد. 

لعلكم تتذكرون قصة حكيم زياش الذي حارب "الطواحين الهوائية"، ووقف في وجه اليمين المتطرف الذي ينظر بعين من نار إلى أبناء المهاجرين المغاربة بهولندا. زياش الذي ولد بالأراضي المنخفضة لم يتردد في حسم جنسية وطن أجداده، اختار أن ينتصر لجيناته المغربية. حالته مشابهة لحالة أشرف حكيمي اللاعب الذي ولد في إسبانيا، وترعرع في مدرسة "البلوغرانا"، ومع ذلك استيقظت فيه عروق الانتماء إلى المغرب، وها هو اليوم يصنع أفراح الفريق الأزرق "الأنترناسبونالي" بميلانو.

قواسم مشتركة بين اللاعبين اللذين يمارسان داخل أعرق الأندية الأوربية، وحتى حين اختارا حمل قميص الأسود، كانت أمامهما إغراءات لا تقاوم. فحمل قميص "المتادور الإسباني" أو قميص منتخب "طواحين الهواء" فرصة لن تتكرر، لكنّ قلبي اللاعبين ينبضان بعشق المغرب.

زياش وهو يتزيّا بالعلم الوطني، ويلبس أغلى الكؤوس الكؤوس العالمية بالراية الحمراء، هو تسويق سياحي للمغرب بالمجان وبصفر درهم، حتى لو صرف المكتب الوطني للسياحة الأموال الطائلة من أجل الدعاية للمغرب الساحر، لن يحصل على مثل هذه الصورة الصّادقة التي تختزل حبّا عفوياًّ للوطن لا يشترى بكنوز العالم. 

التفاف جسد زياش بالعلم الوطني صورة موحية، وقيمتها من قيمة الحدث العالمي الذي التقطته عدسات أشهر وكالات الأنباء العالمية. لأن كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في العالم، تستحق هذه الصورة "إطارا" من ذهب. لن نشكر حكيم زياش عن هذه الصورة، لأنها نابعة من القلب.. ومن يحبّ الوطن لا ينتظر مقابلا، ولا وساما، ولا أجراً.

ليس صورة زياش من ألهبت القلوب، تألق عدد من نجوم المغاربة في الدوريات الأوربية والعربية، دليل على أن الجينات المغربية من معادن نفيسة. 

حكيم زياش بإنكلترا.. أشرف حكيمي بإيطاليا.. زهير فضال بالبرتغال.. يوسف العربي باليونان.. وثلاثي أجاكس أمستردام الهولندي نصير مزراوي وزكريا لبيض وأسامة الإدريسي.. وثلاثي إشبيلية الإسباني ياسين بونو ويوسف النصيري ومنير الحدادي.. بدر بانون بمصر.. وغيرهم، نجوم مغاربة تألقوا، صنعوا أفراح المغاربة… هم من يستحقون أن ننحني لهم ونرفع لهم القبعة، ونقول لهم بملء حناجرنا: 
شكرا لكم.. لقد رفعتم رأس المغرب عاليا!!!