الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الصادق العثماني: لا يمكن لإسبانيا أن تقدم لنا دروسا في حقوق الإنسان

الصادق العثماني: لا يمكن لإسبانيا أن تقدم لنا دروسا في حقوق الإنسان الصادق العثماني
لا يمكن لإسبانيا أبدا أن تقدم لنا دروسا في ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية الدين والعقيدة وغير ذلك، فتاريخها الاستعماري الدموي يشهد لها بدعشنتها لما اقترفته في حق البشرية والإنسانية في أفريقيا والدول العربية ومنهم مملكتنا المغربية، فالكنيسة الكاثوليكية الإسبانية وحدها قد قامت بطرد 5 ملايين أندلسي إلى المغرب، وحضارة إسبانيا اليوم التي تفتخر بها وتدخل من ورائها الملايين من العملة الصعبة عن طريق حصونها ومعالمها السياحية قد شيدها وبناها المغاربة في عهد المرابطين والموحدين والمريخيين، ولازال للمغرب الحق الكامل في المطالبة باسترجاع هذه الحصون والمساجد والمعالم الأثرية، وليست سبتة ومليلية وحدهما يجب علينا المطالبة باسترجاعهما للمغرب، كما أن إسبانيا -التي تريد أن تعلمنا شؤون أمورنا وقوانين الهجرة- وقبل 500 عام تقريبا قامت بتهجير أكثر من مليون أندلسي إلى المغرب أغلبهم استقروا في قرى شمال المغرب ومدنها كسبته والفنيدق والمضيق وتطوان والشارون وطحنه. . ومنهم من وصل إلى البرازيل والأرجنتين والشيلي والمكسيك. أما الطرد والتهجير النهائي للمسلمين من الأندلس إلى المغرب فقد تم ما بين 1609-1614؛ أي خلال 5 سنوات تم طرد تقريبا ربع مليون، مع أن سكان المغرب في ذلك التاريخ كان لا يزيد عن 3 ملايين، لهذا يؤكد بعض المؤرخين بأن ثلث المغاربة أندلسيون.
فهذه الحقوق المغربية تجاه إسبانيا لا تسقط بالتقادم، ويمكن تحريكها إعلاميا ووطنيا وإقليميا وعالميا، ثم بعد ذلك يتم تقديمها رسميا من الحكومة المغربية إلى الأمم المتحدة مع الحجج والدلائل والوثائق لتقول كلمتها في هذه الجرائم التي ارتكبتها إسبانيا في حق المغرب والمغاربة، ناهيك عن استعمارها لشمال المغرب وضرب سكانه بالأسلحة الكيماوية الممنوعة دوليا، كما استعمرت إسبانيا كذلك بعض المناطق الجنوبية في الصحراء المغربية التي كان لها اليد الطولى في صناعة جبهة البوليساريو الإرهابية، لهذا وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب، نفهم لماذا إسبانيا سمحت للمدعو إبراهيم غالي بدخوله إلى أراضيها باسم مزور؛ مع أنه متابع في محاكمها بممارسات الإجرام والعنف والإرهاب والاغتصاب في حق بعض المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر.