الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

عزيز الساطوري: ذاكرة جرائم اسبانيا

عزيز الساطوري: ذاكرة جرائم اسبانيا عزيز الساطوري
تظهر الصورة مجموعة من المحتجين عندما قاموا، مؤخرا، بإسقاط تمثال "سيباستيان دي بيلالكاسار" المطل على مدينة كالي الكولومبية، تعبيرا منهم عن رفضهم تمجيد أحد رموز الاستعمار الإسباني لبلادهم ولأمريكا اللاتينية عموما. قصة الاستعمار الإسباني للمنطقة هي واحدة من أقبح وأفظع ما شهدته البشرية من جرائم وحشية، وتؤكد على التاريخ الدموي لإسبانيا.
لم تقتصر جرائم إسبانيا على امريكا اللاتينية ففي المغرب، خلال حرب الريف ارتكبت جرائم مروعة وصلت إلى حد قصف السكان المدنيين بالسلاح الكيماوي.
وتسجل كتب التاريخ أيضا صفحة أخرى سوداء من تاريخ حافل بالجرائم التي ارتكبتها إسبانيا، خلال ما تسميه بـ" حروب الاسترداد" والتي كانت في الواقع عملية تطهير عرقي طالت الملايين من المسلمين واليهود بعد سقوط الأندلس.
 
 
 
ورغم كل هذه الجرائم التي لم تعتذر عنها، تواصل إسبانيا التعامل مع الآخر والمغرب بالخصوص بنفس العقلية، الكراهية، التعالي، الابتزاز والاستغلال.
إسبانيا، العضو بالاتحاد الأوروبي تريد ان تأخذ مكانة لها ضمن الدول الديموقراطية، وضمن نادي الكبار، الذي تحكمه قوانين وأعراف لا تؤمن بها...تريد أن يعترف بها كواحدة من الأمم المتحضرة، لكن في نفس الوقت تتشبث بماضيها الاستعماري في سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وبالعقلية الاستعمارية...إنها كما يقول المثل الفرنسي تريد الزبدة وثمن الزبدة...لكن الوقت قد حان لكي تدرك أن من يريد الزبدة عليه ان يدفع ثمنها.
عبد العزيز ساطوري، صحافي بجريدة الاتحاد الاشتراكي