الجمعة 3 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب دبيش: المغرب والجوار

عبد الوهاب دبيش: المغرب والجوار عبد الوهاب دبيش
لا يوجد بلد في العالم تعرض للتقسيم وتقطيع اجزاء من ترابه اكثر مما تعرض له المغرب. 
كان اول بلد تعرض لاحتلال اجزاء منه منذ 1415تاريخ  احتلال سبتة المغربية من قبل البرتغال. ومنذ ذلك التاريخ والقارة الاوروبية هي من يتحكم في العالم باحتلال دولها لاجزاء من المعمور وخاصة في القارة الافريقية.
بعد سبتة كان موعد الاروبيين مع ثغورمغربية أخرى: مليلية، طنجة، اصيلا، ازمور، انفا، مازاغان، اگادير، سيدي ايفني بوجدور.
وكان المغرب  مدخل الاروبيين الى احتلال القارة التي عانت من ويلاتهم طيلة القرون الخمسة الاخيرة.
المغرب وموقعه الجغرافي كان ولايزال، مأساته وفي نفس الوقت طاقته الدافعة والمحفزة الى التقدم.
مشكلتنا مع الجوار لخصها المؤرخ والفيلسوف الكبير عبد الله العروي، ان وضعه الجيواستراتيجي أشبه بجزيرة يحيط بها العدو من كل جانب، لكنه في نفس الوقت يعرف كيف يخرج من وضعية التحدي المفروضة عليه  بقوة إيمان مواطنيه بان لا مفر لهم من الدفاع عن وجودهم بكل ما توفر لهم من امكانيات.
المغرب ليس له من خيار غير الإعتراف أولا بوضعه وبمعيقات نموه وتطوره.
إسبانيا كشفت عبر وزيرة دفاعها عن نظرتها الحقيقية لنا بإعتبارنا عدوا استراتيجيا. نحن لا نكذب وزيرة الدفاع الأسبانية، ولا نرى اسبانيا إلا العدو الاستراتيجي رقم واحد. و نعلم ان أي مواجهة معها  لن تكون الا فوق اراضينا وفوق ترابنا.
العائق الاول للمواجهة مع اسبانيا يكمن فينا أولا  إذ أن العدو الاول لنا في هذا الصراع هو التخلف والفقر وسوء التدبير والفساد والتراجع الحقوقي وغياب المأسسة في تدبير الشأن العام والحكامة السيئة هذا هو العدو الأول للبلد في مواجهة أعدائه.
لن اتحدث عن الجوار الشرقي لاني اعتبر مسؤولي البلد فيه حمقى  يلعبون بالنار التي ستحرقهم قبل غيرهم بأيديهم. 
لن تنفعنا سياسة الانغلاق  ولا الانكماش او التقوقع.  
وضعنا كجزيرة محاطة  بالاعداء يفرض علينا الانفتاح على الغير واكتشاف آفاق جديدة مع عالم لا يرى في الغير غير العبيد.
نحن لا نبيع اسلحة ولا نتاجر بالبشر كما فعلت اسبانيا منذ القرن السادس عشر الميلادي، ولم نخلق تمايزا بين الناس بسبب  الوان بشرتهم او انتماءاتهم العقائدية.
نحن نملك قوة الانفتاح على الاخر بايماننا بالتوافق والمساواة ومنطق الربح المتبادل بيننا وبين الاخر نحن مدخل العالم الى افق جديد بالقارة الإفريقية ولن يكون للقارة العجوز وهي كذلك اقتصاديا وسياسيا  كما يلوح في الأفق أي امتياز دون الايمان  بان العلاقات مع الآخر يجب أن تبنى بالتعاون الذي يحترم الاخر. زمن الإستعمار وتصدير الحضارة الى البلدان المتخلفه انتهى ببلوغ الدول سن رشد مجتمعاتها التي عانت من الاستعمار والحروب والمجاعات.
نحن نقبل أن نكون مجتمعا يعيش في جزيرة محاطة بالأعداء ونقبل معها  التحدي.