السبت 27 إبريل 2024
سياسة

أبو وائل الريفي يكشف الوجه الدموي للإرهابي محمد حاجب بألمانيا

أبو وائل الريفي يكشف الوجه الدموي للإرهابي محمد حاجب بألمانيا وزير الخارجية الألماني هيكو ماس (يسارا) والإرهابي محمد حاجب

"إنه زمن الكذب وقلب الحقائق، كلما حقق المغرب عن طريق أجهزته الأمنية ضربة ضد الإرهاب خارج ترابه"؛ هكذا يختم أبو وائل الريفي مقاله، الذي نشره في موقع "شوف تيفي"، والذي يعرض فيه بتبيان الحقائق وكشف زيف وأكاذيب الإرهابي محمد حاجب، والتي تم الترويج لها في برنامج للقناة الأولى الرسمية الألمانية؛ وهي أكاذيب في وضح النهار لا تحتاج لذكاء خارق من أجل تعريتها وتفكيك مرتكزاتها...

 

"بينت تطورات الأشياء أن المغرب كان محقا في تعليق الانصالات مع السفارة والمصالح الألمانية بالرباط، بعد تكاثر المبادرات غير الودية بتنسيق مع الطرف الجزائري، فحتى اقتراح ألمانيا لسفير جديد لا يظهر أنه سيجعل العلاقات تعود إلى سابق عهدها، لأن السفير الحالي لا يتحمل في الحقيقة أية مسؤولية في تدهور العلاقات لأن المسؤول عنه بالأساس هي الحكومة الفيدرالية الألمانية.

 

آخر المبادرات غير الودية هي تخصيص القناة الأولى الرسمية لبرنامج حول الإرهابي محمد حاجب روجت فيه لكل كذب الإرهابي وبهتانه وهو كذب لا يحتاج لذكاء خارق من أجل تعريته وتفكيك مرتكزاته.

 

تقول القناة إن أبا عمر الألماني لم يكن جهاديا وأنه كان من أتباع جماعة التبليغ والدعوة إلى الله، وأنه انتقل إلى باكستان في إطار الخروج في سبيل الله. يعرف المغاربة أصحاب التبليغ لأن لهم تواجد في المغرب ويعرفهم المغاربة من خلال زيهم الأبيض في الغالب، ومن أجل الانتقال إلى مقر جماعة التبليغ في راولبيندي في باكستان لابد من الحصول على تأشيرة من السفارة الباكستانية.

 

أبو عمر الألماني الذي كان يقيم في ألمانيا لم يلجأ إلى السفارة الباكستانية في ألمانيا للحصول على تأشيرة دخول.

 

من حيث المبدأ، الذاهبون إلى مقر الجماعة في باكستان لا يذهبون فرادى، بل في جماعات صغيرة ويحتاجون إلى اعتماد من فرع الجماعة للحصول على التأشيرة.

 

أبو عمر الألماني لم يطلب التأشيرة من سفارة باكستان في ألمانيا، ولم يسافر مباشرة من ألمانيا إلى باكستان الذي يتطلب سويعات بعد مرحلة توقف في أحد مطارات آسيا، بل فضل الذهاب إلى تركيا وبعدها الانتقال إلى إيران والادعاء بأنه يود الحج إلى الأماكن المقدسة الشيعية في إيران، وأمضى أياما في مدينة مشهد وهو يبحث عمن يوفر له تأشيرة مزورة للدخول بشكل سري برا إلى التراب الباكستاني، وعوض أن يطلب تأشيرة نظامية مع تأدية رسوم رمزية، فضل أن يبحث عن تأشيرة مضروبة كلفته على الأقل أيامها 500 أورو، وعوض أن يذهب بالطائرة وينزل في العاصمة الباكستانية ويلتحق بمقر الجماعة على بعد كيلومترات من العاصمة، اختار مسارا وعرا عبر الجبال والتضاريس الصعبة للدخول إلى باكستان، وبعد وصوله إلى باكستان لم يلتحق بمقر الجماعة بل اختار التوجه إلى وزيرستان أو منطقة القبائل حيث تسود القاعدة والفصائل الموالية لها.

 

والأكثر من هذا فقبل خروجه إلى باكستان، باع الرجل كل ما يملك لتمويل رحلته وأعاد زوجته الإيرلندية وابنه إلى المغرب.

 

فهل من كان خارجا في سبيل الله على هدى أصحاب التبليغ يصفي كل أملاكه في ألمانيا ويصفي شركته ويبيع بضائعه بأقل ثمن فقط لأنه يريد أن يغيب أياما في الخارج، أم أنه جهادي ذاهب إلى أرض الجهاد إما قاتلا أم مقتولا ابتغاء للشهادة وليس لللتبليغ  والدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة؟

 

فهل في عقيدة أهل التبليغ أن يخضعوا للتداريب العسكرية ويتحملوا شراء الأسلحة من مالهم الخاص للخضوع بسرعة لدورات تدريبية حول استعمالها، والأكثر من ذلك مسلم من أصل مغربي حامل لجواز سفر مغربي يسافر بطريقة غير نظامية وبجواز سفر ألماني.

 

الجواب واضح، حملة الجوازات الغربية كانوا آنذاك هم العملة النادرة التي تبحث عنها القاعدة في إطار تنفيذ مخططات بن لادن لنقل المعركة إلى قلب الدول الغربية.

 

يتذكر الجميع خلية هامبورغ في ألمانيا التي كانت النواة لكومندو القاعدة الذي نفذ العمليات الإرهابية لـ 11 سبتمبر 2001، كانوا جميعا من حملة جوازات السفر الألمانية بالإضافة إلى باقي أعضاء الكومندو الحاملين لجنسيات أخرى أوروبية وعربية.

 

منذ عودة أبو عمر الألماني إلى ألمانيا بعد قضائه عقوبة حبسية بالكامل في المغرب وهو يحظى بالاحتضان، والغريب أن الأطراف المحتضنة الأساسية توجد داخل مركز القرار الأمني. فعندما أصدر المغرب مذكرة اعتقال دولية في حق أبو عمر الألماني عقب دعوته إلى عمليات استشهادية في المغرب عشية سفره إلى إيرلندا، تحركت وبشكل غريب أطراف داخل الأمن الألماني وأخبرته بالأمر ومنعته من السفر حتى لا يتم اعتقاله وتسليمه للمغرب، وكانت تزوده بين الفينة والأخرى بمعطيات غير متوفرة للعموم حول الإجراءات القضائية المغربية، أما الآن فقد عبأت لفائدته القناة الأولى الألمانية الرسمية في عملية مفضوحة من أجل تبييض أعمال إرهابي سقطت عنه ورقة التوت.

 

أبو عمر الألماني النصاب المهووس بالمال رفع دعوى على السلطات الألمانية يطلب فيها تعويضا مليار ونصف بحجة أنه تم منعه من الدخول إلى ألمانيا وأجبر على الذهاب إلى المغرب بعد أن تم تسفيره من باكستان غداة قضائه لعقوبة حبسية من أجل الدخول إلى باكستان بطريقة غير شرعية، رغم أن وزير العدل الألماني سبق له أن وضح حينها للبرلمان الألماني أن أبو عمر الألماني اختار الذهاب إلى المغرب وأدى من ماله الخاص تكاليف العودة على متن شركة الطيران الألمانية.

 

لقد انكشف المستور. ونزوع أبو عمر الألماني إلى العنف غير محتاج إلى دليل، فقد قضى سنتين كعقوبة حبسية من أجل التمرد المسلح الذي شارك فيه أيام كان يقضي العقوبة الحبسية في المغرب من أجل الإرهاب ومازالت أدلتها التي نشرها بنفسه في وسائط التواصل الاجتماعي شاهدة على طبيعته وتوجهه العنيف، فأين نحن من أخلاق الإسلام السمحة والكلمة الطيبة والدعوة بالتي هي أحسن، لكنه زمن الكذب وقلب الحقائق، كلما حقق المغرب عن طريق أجهزته الأمنية ضربة ضد الإرهاب خارج ترابه".