الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

نشطاوي : تناسل فتح القنصليات بمدن الصحراء عنوان لصحوة المجتمع الدولي

نشطاوي : تناسل فتح القنصليات بمدن الصحراء عنوان لصحوة المجتمع الدولي محمد نشطاوي، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش
قال محمد نشطاوي، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش إن مدينتي العيون والداخلة بالصحراء المغربية أصبحتا واجهتين لدبلوماسية المملكة المغربية، وخصوصا منذ عام 2017 إثر قرار المغرب العودة إلى منظمة الإتحاد الإفريقي.
وأشار نشطاوي أن هذا الزخم ازداد بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو الأمر الذي يدل أن المجتمع الدولي بدأ يعي عن قناعة بأن حل النزاع في الصحراء المغربية لايمكن أن يتم إلا في إطار السيادة المغربية، وأن افتتاح هذه القنصليات ماهو إلا تكريس ودعم لمغربية الصحراء.
وفي سؤال لجريدة "أنفاس بريس" يتعلق حول غموض موقف الإتحاد الأوروبي بشأن قضية الصحراء المغربية، أجاب نشطاوي بأن الإتحاد الأوروبي لا يرغب بأن يسير على النهج الأمريكي، ويريد أن يظهر أن قناعاته وإرادته لايمكن أن تتماهى مع الإرادة الأمريكية، والجانب الثاني - حسب نشطاوي - هو أن بعض دول الإتحاد الأوروبي لازالت تستفيد من هذه الأزمة، حيث تشكل قضية الصحراء بالنسبة لها فرصة للضغط على المغرب من أجل الحصول على عقود وضمان " غلتها " من مجهودات المغرب، وخصوصا فرنسا واسبانيا، اللتان يفترض فيهما اتباع نفس النهج الأمريكي، وخصوصا وأنهما يعيان بأن الحكم الذاتي هو الحل الأنجع لهذه الأزمة، مضيفا بأنهما فوجئتا بالموقف الأمريكي، علما أنه تقع عليهما مسؤولية تاريخية، ففرنسا هي السبب في التقطيع الإستعماري الذي عانى منه المغرب، حيث أنها ضمت العديد من الأراضي الشرقية للجزائر، وهي مسؤولة قانونيا وتاريخيا عن إحقاق الحق، ونفس الأمر بالنسبة لإسبانيا، فهي تتحمل مسؤولية تاريخية في ما يتعلق بتقسيم المغرب الذي كان سيدا على أقاليمه الجنوبية قبل دخول الإستعمار الإسباني للمناطق الصحراوية، ولذلك يعتقد نشطاوي أن جانب المصلحة هو الذي يحول دون اعتراف فرنسا واسبانيا بمغربية الصحراء أو على الأقل إبداء حسن النية بتغيير طبيعة التعامل مع المشكل بالنسبة للمغرب.
ودعا نشطاوي الدبلوماسية المغربية إلى التركيز على محور المسؤولية التاريخية والقانونية لفرنسا واسبانيا في ما يتعلق بالحالة التي وصلت إليها الأقاليم الجنوبية، وأنه لابد من تصحيح هذه الوضعية بثمين الإعتراف الأمريكي تمهيدا لإعتراف اسباني وفرنسي ومعه اعتراف أوروبي بمغربية الصحراء.
وجوابا عن سؤال آخر يتعلق بأوراق الضغط التي يمتلكها المغرب لكسب مزيد من الإعتراف بمغربية الصحراء، قال محاورنا إن المغرب يمتلك الكثير من أوراق الضغط أبرزها الموقع الإستراتيجي للمغرب وباعتباره بوابة على إفريقيا وأوروبا والذي يجعل منه ممتلكا للعديد من الأسلحة ( الهجرة السرية، البعد الإقتصادي والإستراتيجي للمغرب، الدور المغربي في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، الدور الذي يلعبه المغرب باعتباره بوابة للإستثمارات في إفريقيا ) دون إغفال كون المغرب يتمتع بموقع جيد في العلاقات مع الإتحاد الأوروبي، حيث تربطه الشراكة المتقدمة مع الإتحاد الأوروبي، وله اتفاقيات التبادل الحر مع الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ومع كل من تركيا والأردن ومصر، وكل هذا يبيين أن المغرب له العديد من الأوراق الرابحة التي قد يستخدمها للضغط  على الإتحاد الأوروبي، متمنيا أن يقوم الإتحاد الأوروبي بمراجعة موقفه من قضية الصحراء وكسب حليف وصديق استراتيجي شكل إضافة للتعاون شمال/ جنوب، كما يشكل ضمانة للإستثمارات الأوروبية سواء في الداخلة أو في إفريقيا جنوب الصحراء.
 
وأضاف نشطاوي أنه لابد من الضغط على بلدان الإتحاد الأوروبي من طرف المغرب، خصوصا أن مصالحها مع مغرب موحد وبأقاليمه الجنوبية، وبسيادته الدائمة على هذه الأراضي، وإلا فإن تحريك آلية المهاجرين غير الشرعيين و الهجرة السرية قد تشكل آلية للضغط على هذه البلدان، مما يستلزم الجلوس على طاولة المفاوضات لإعطاء المغرب المكانة التي يستحقها بسيادته التامة و الكاملة على أراضيه الجنوبية، وتبيان أنه ليس هناك من حليف استراتيجي ودائم للإتحاد الأوروبي أكثر من المغرب.