الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

"حماة اللغة العربية" يرصدون "تعليم العربية للناطقين بغيرها: الإكراهات وسبل التطوير"

"حماة اللغة العربية" يرصدون "تعليم العربية للناطقين بغيرها: الإكراهات وسبل التطوير"

تنظم الرابطة المغاربية لحماية اللغة العربية ندوة دولية عن بعد بعنوان: "تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: الإكراه وسبل التطوير"، احتفاء باليوم العربي للغة العربية، والذكرى الرابعة لتأسيسها (01 مارس)، يوم السبت 14 شعبان 1442هـ الموافق لـــ 27 مارس 2021م، عبر تقنية التناظر google meet ... وفي ما يلي الورقة العلمية لهذه الندوة:

 

من الطبعيّ أن تواجه كل لغة من لغات العالم صعوبات معينة، قد تقف حائلا بينها وبين إتقان متعلميها، واللغة العربية في هذا المجال ليست بدعا بين اللغات؛ ذلك أن اللسانيات التطبيقية وديداكتيك اللغات تعلمانا، كل يوم، هذه الحقائق وتدعونا، باستمرار، للبحث فيها والكشف عن الإكراهات، وإيجاد الحلول وسبل التطوير.

 

يواجه تعليم اللغة العربية وتعلمها، بوصفها لغة ثانية، صعوبات ومشكلات كثيرة ومتنوعة. ومن خلال التجربة والخبرة الناجمتين عن تعليم اللغة العربية وتدريسها، نستطيع أن نشير إلى أربع مشكلات كبرى تواجه كل من يقبل على هذه اللغة الأصيلة، تعليما أو تعلما:

1- المشكلة الأولى: مشكلة ذاتية تتعلق باللغة العربية نفسها؛ ذلك أن اللسانيات التطبيقية لا تفتأ تذكرنا بهذه الصعوبة. هذه المشكلة مزمنة أحسّ بها علماء العربية وسعوا، بشتى السبل، إلى تيسير تعليم اللغة العربية وتمكين متكلميها من تملكها، غير أن هذا الصنف من المشكلات مستمرٌّ ، ويصمدُ أمام أي اجتهاد علميّ ويأبى الزوال؛

2- المشكلة الثانية: ديداكتيك اللغة العربية، حيث إنّ تعليم اللغة العربية تكتنفه صعوبات على صعيد إرساء الأهداف، واختيار طرق التدريس، واعتماد المناهج التعليمية الملائمة، وتحديد طرائق التقييم والتقويم الناجعة؛

3- المشكلة الثالثة: مشكلات تتصل بمتعلمي اللغة العربية؛ فهؤلاء قد انغمسوا، منذ طفولتهم، في أنظمة لغوية محلية وتشربوها حتى صارت هذه الأنظمة اللغوية أنظمة ذهنية تتميز بالاستقرار والثبات؛

4- المشكلة الرابعة: ضعف تكوين مدرسي اللغة العربية، سواء أدرسوها لمتكلّميها الأصليين أو للناطقين بغيرها. فهناك شبه إجماع على أن من أبرز مشكلات تعليم اللغة العربية قلة المدرسين المؤهلين تأهيلًا علميا للقيام بهذه المهمة، فهناك عشوائية ملحوظة في هذا الباب.

 

إن المشكلات التي يواجهها متعلمو اللغة العربية والناطقين بغيرها من اللغات الأخرى، متعددة ومتنوعة، منها ما يتصل بالنظام الصواتي للغة العربية، أو ما له صلة بنحو العربية ونظامها الدلالي، أو طبيعة الثقافة-المورد لهذه اللغة، أو ما يتعلق بمهارات القراءة والتحدث والكتابة، أو مشكلات مقترنة بالجوانب التربوية والتعليمية والنفسية. وهذه المشكلات والصعوبات بحاجة ماسة إلى التشخيص والوصف والمعيرة حتى يتمكن مدرسو اللغة العربية للناطقين بغيرها من فهم المشكلات، واستحضار الصعوبات، واقتراح الحلول الهادفة إلى تطوير تعليم اللغة العربية وتمكينها من أفضل النظم والاستراتيجيات.

 

إذا كانت هذه عينة من المشكلات المزمنة التي يواجهها متعلموها من الناطقين بغيرها، مشاكل ألفوها، لكنها بحاجة ماسة إلى الاستكشاف والوصف:

كيف نحل بعض المشاكل المرتبطة بالنظام الصوتي والصواتي، في اللغة العربية، والتي من شأنها تنفير متعلميها منها شأن الأصوات المتقاربة والمشتركة؟ ماذا عن الأصوات الموجودة في العربية ولكنها، في المقابل، ليست موجودة في اللغات الأم للراغبين في تعلمها؟ ما العمل مع الصوائت القصيرة والطويلة؟ ما السبيل لإقدار متعلميها على تمييز الألف الممدودة من الألف المقصورة؟ كيف يكتسب متعلموها من الناطقين بغيرها القدرة على تمييز التفخيم من الترقيق مثلا؟ ظاهرة إلصاق "أل التعريف" الشمسية والقمرية؟ ظاهرة الهمزة واختلاف العلماء في تحديد قاعدتها؟ كيف يميز متعلم العربية من الناطقين بغيرها بين المعنى والدلالة؟ إشكاليات المبتدإ والخير؟ ما الطرائق البيداغوجية والديداكتيكية التي من شأنها وضع هذه المشكلات كلها موضع التعلم الفعال والناجع؟ لم يجب أن نستحضر مشكلات التعدد والتجاور اللغويين في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، خاصة أن هؤلاء مجبرون على اكتسابها لقضاء حوائجهم الواقعية واليومية؟

 

لا شك أن مشاكل وصعوبات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها متعددة ومتنوعة، ولا شك أن سبل التطوير كثيرة ومتعددة، لذا، نحن بحاجة إلى حصر أكبر عدد من هذه المشكلات والصعوبات ووصفها وتحليلها، وبحاجة أمس، لأنه تحذونا الغيرة والعلمية على العربية، إلى التفكير في سبل التجاوز والتطوير، كي نجعل اللغة العربية جزءا أساسا من الأرقام الصعبة للاقتصاد اللغوي، ونجنب أنفسنا ولغتنا الاختناق في مشكلاتها المزمنة والمتجددة.

 

وتبعا للأسئلة السالفة الذكر، سيقارب المشاركون والمشاركات في الندوة الدولية عن بعد: "تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: الإكراه وسبل التطوير"، التي تنظمها الرابطة المغاربية لحماية اللغة العربية، احتفاء باليوم العربي للغة العربية، والذكرى الرابعة لتأسيسها (01 مارس)، يوم السبت 14 شعبان 1442هـ الموافق لـــ 27 مارس 2021م، عبر تقنية التناظر google meet في مداخلاتهم  المحاور الآتية:

1- المشكلات الذاتية في اللغة العربية وسبل معالجتها؛

2- مشكلات ديداكتيك اللغة العربية والحلول المقترحة؛

3- مشكلات متعلقة بمتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغير ها وسبل تجاوزها؛

4- مشكلات متصلة بضعف تكوين مدرسي اللغة العربية للناطقين بغيرها وسبل معالجتها.

المشاركون في الندوة الدولية عن بعد:

باحثون متخصصون وأكاديميون ومهتمون من بلدان عربية وغربية: من موريتانيا، وتونس، وليبيا، والجزائر، وقطر، ومصر، وفرنسا، وبلجيكا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب،

 

رئيس الندوة الدولية وميسرها: أ. د. عطاء الله الأزمي؛ أستاذ التعليم العالي - خبير تربوي وفاعل جمعوي - الأمين العام للرابطة المغاربية لحماية اللغة العربية (المغرب)؛

الإشراف العلمي: أ.د. الميلود عثماني؛ أستاذ التعليم العالي - باحث أكاديمي وناقد وخبير ديداكتيكي (المغرب)؛

تنـسيق :أ. يونس الإدريسي؛ أستاذ مبرز للغة العربية، رئيس شعبة اللغة العربية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الدار البيضاء - سطات (المغرب)؛

المقرر: أ. أنس ملموس؛ طالب باحث لسانيات في سلك الدكتوراه بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس (المغرب).

 

- الورقة العلمية من إعداد الأستاذ الدكتور الميلود عثماني؛  أستاذ التعليم العالي، من المغرب