الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

العلوي: التدبير الفج لملف الأستاذة المتعاقدين عمق جراح المدرسة المغربية

العلوي: التدبير الفج لملف الأستاذة المتعاقدين عمق جراح المدرسة المغربية تعنيف المدرسة المغربية تعنيف للوطن
في الوقت الذي نوجه انظارنا وتطلعاتنا جميعا إلى المدرسة، وما يمكن أن تقدمه للوطن، فهي وسيلتنا التي لا غنى عنها في بناء إنسان سيبني الوطن، إذ بنا نشهد، في مشاهد مستنسخة ومتكررة، هجمات وقرارات تحبس أنفاس الوطن. فقد توالت النكبات والأزمات في قطاع اجتمعت فيه كل مكونات ورهانات البلد، كيف لا وهو مشتل كل الكوادر والمهن، بل فيه تكتمل بنى المجتمع . فلما نعنف المدرسة وكأننا لا نريد أن تستقيم أوضاع مكوناتها، فيستقيم بهم ومن خلالهم الوطن. آخر مشاهد مآسي المدرسة المغربية هي صور ووقائع العنف الذي مورس ضد الأساتذة، من فئة المتعاقدين، الذي طالبوا بتغيير وضعيتهم الادارية والقانونية، من صفة المتعاقد إلى المرسم، وهو المطلب الذي يبدو مشروعا شكلا ومضمونا، غير أن مايثير الإستغراب هو هذا التدبير الفج لملف عمق جروح المدرسة المغربية. وإذا كان إصرار الحكومة المغربية على ضرورة العمل بهذه الصيغة، للأسباب التي يعلمها الجميع، حتى وإن كانوا يبررون بغيرها، فما سنجنيه جميعا هو تعميق الخلافات وترسيخ صراع سيقوض كل بناء، فما ترسخ في أذهان عامة الناس، بعدما شاهدوه، لا يمكن أن تمحيه أيام أو شهور، حتى أن همم الأفراد وإراداتهم لاشك ستخفت وستنحصر تطلعاتهم وهم يشاهدون التنكيل يلحق من يفترض أن يكونوا شعلة الأمل. وبالتالي فكل أسئلة  جودة التعليم بالمغرب، لابد وأن تنطلق من تناول جاد ومسؤول لمشاكل هذه الفئة وغيرها من الفئات التي كبلتها أوضاعها المهنية عن كل إبداع وفاعلية في قطاع تعتبر فيه الذوات البشرية المحرك الأساس، فكيف يتحقق فيه النجاح بذوات مكسورة؟
معلوم أن هذا الوطن يخوض معارك متعددة، لكن الانتصار في أهمها سيضمن، لا شك، الانتصار في كل المعارك. إنها معركة تجويد المدرسة المغربية. فبدون مدرسة فاعلة لا يمكن الحديث عن نجاح أو تقدم فعلي، حتى وإن أظهرت بعض الأرقام والمؤشرات صورا لملامح نجاح مزيف. فغالبا ما ترتطم التوجهات والشعارات بمجتمع ومؤسسات فاقدة لحيوية وشروط البناء، والتي لا يمكن أن تحضر إلا بعد تراكم شاق لقيم ومعاني ومبادئ وقدرات الانجاز والابتكار، وكلها تكتسب، في جزء هام منها، عن طريق المدرسة.
وإذا كانت الأقلام قد جفت في قراءة وتقييم التعثرات التي طبعت مسار وأشواط مشاريع إصلاح التعليم الطويلة، فإن المشهد اليوم يختزل كل هذا الجهد، إذ أصبح بإمكان، حتى غير المتخصص، أن يضع الأصبع على الكدمات والجروح التي سببت النزيف. وبالتالي فإن بناء هذا الوطن، يمر لزاما عبر الإنتصار في معركة إصلاح المدرسة المغريبة، وهو هدف لا يتم دون اعتبار المدرسة شريكا لا غنى عنه في هذا البناء. ودون التعاطي الجاد والمسؤول، والحامل لمعاني الوطنية الحقة، مع هذا الرهان لا يمكن توقع أو انتظار أية انجازات.
وفي المجمل، يمكن القول أن تعنيف المدرسة المغربية تعنيف للوطن، وانتصارها انتصار عظيم للوطن.