معلوم أن هذا الوطن يخوض معارك متعددة، لكن الانتصار في أهمها سيضمن، لا شك، الانتصار في كل المعارك. إنها معركة تجويد المدرسة المغربية. فبدون مدرسة فاعلة لا يمكن الحديث عن نجاح أو تقدم فعلي، حتى وإن أظهرت بعض الأرقام والمؤشرات صورا لملامح نجاح مزيف. فغالبا ما ترتطم التوجهات والشعارات بمجتمع ومؤسسات فاقدة لحيوية وشروط البناء، والتي لا يمكن أن تحضر إلا بعد تراكم شاق لقيم ومعاني ومبادئ وقدرات الانجاز والابتكار، وكلها تكتسب، في جزء هام منها، عن طريق المدرسة.
وإذا كانت الأقلام قد جفت في قراءة وتقييم التعثرات التي طبعت مسار وأشواط مشاريع إصلاح التعليم الطويلة، فإن المشهد اليوم يختزل كل هذا الجهد، إذ أصبح بإمكان، حتى غير المتخصص، أن يضع الأصبع على الكدمات والجروح التي سببت النزيف. وبالتالي فإن بناء هذا الوطن، يمر لزاما عبر الإنتصار في معركة إصلاح المدرسة المغريبة، وهو هدف لا يتم دون اعتبار المدرسة شريكا لا غنى عنه في هذا البناء. ودون التعاطي الجاد والمسؤول، والحامل لمعاني الوطنية الحقة، مع هذا الرهان لا يمكن توقع أو انتظار أية انجازات.
وفي المجمل، يمكن القول أن تعنيف المدرسة المغربية تعنيف للوطن، وانتصارها انتصار عظيم للوطن.