الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

أطباء: النتائج الأولية للقنب الهندي مشجعة لكن لم نصل لحد العلم اليقيني

أطباء: النتائج الأولية للقنب الهندي مشجعة لكن لم نصل لحد العلم اليقيني الدكتورة رقية بنجلون تتوسط الدكتورين هاشم التيال وجعفر هيكل

هم طبيبة وطبيبان، تختلف تخصصاتهم العلمية، التقتهم جريدة «أنفاس بريس»، في إحدى الندوات التي نظمتها جامعة محمد السادس لعلوم الصحة والمستشفى الجامعي الدولي الشيخ خليفة بالدار البيضاء، وذلك على خلفية موضوع تحديات الاستعمالات الطبية لمادة القنب الهندي.

 

النبتة التي رفع عنها الحظر القانوني، لتصنف ضمن المواد الطبية، قال عنها الدكتور هاشم التيال، المختص في العلاج النفسي، بأنها تضم حوالي 500 مادة، تم اكتشاف جزء منها في جانبه الطبي، ليس حديثا بل منذ عقود، ويتم استخلاصها إما بشكل طبيعي أو عن طريق المختبرات، ويصلح كعلاج في بعض أنواع الربو، ومؤخرا تم اكتشاف مادة «الكانابيدول» وهو غير محظور عالميا، وله أيضا فوائد طبية عديدة منها، مرض السرطان، مرض الباركينوسون، آلام الصرع عند الأطفال، مرض التصلب الجلدي، مرض الخوف والهلع المرضي، واضطرابات النوم..

 

من جهته أوضح الدكتور جعفر هيكل، الاختصاصي في الأمراض المعدية والطب الوقائي، أن البحوث المنصبة حول الاستعمالات الطبية للقنب الهندي ليست حديثة بل قديمة، لكن في المغرب كان الطابع الغالب هو للاستعمال الترفيهي، وكان على الدولة انتظار رفع الحظر عن هذه النبتة، لكي تنخرط كغيرها من الدول في ورش الاستعمال الطبي، «الأمر يتعلق بعقار طبي، كغيره من العقارات التي تحتاج لمزيد من الأبحاث لمعرفة جدواها العلاجية والطبية حتى لا تنعكس سلبا على صحة المواطنين، ومنها تخفيف الآلام في الأمراض السرطانية والجهاز الهضمي، وأمراض مزمنة أخرى من بينها الصرع.. والأدوية الموجودة لها أيضا فعالية لكنها نسبية، وهذا من شأنه تنويع عروض العلاجات وجعلها متكاملة»، يقول الدكتور هيكل.

 

وأضاف أن بعض الأدوية تتضمن نسبة معينة من مادة نبتة القنب الهندي لها أثر علاجي خصوصا في الأمراض النفسية، أما الأمراض العضوية، فمن شأن القنب الهندي تخفيف الألم.

 

الدكتورة رقية بنجلون، الأخصائية في علاج الأمراض النفسية والعقلية والإدمان، شددت على ضرورة تكثيف البحوث العلمية والطبية والمختبرية، منبهة إلى أن لأي عقار جوانب سلبية وإيجابية، والتجارب لحد الساعة أثبتت في العديد من الدول نجاعة القنب الهندي، في علاج العديد من الأمراض، ومع ذلك يتعين على المغرب إجراء المزيد من البحوث الميدانية، لأن مكونات هذه النبتة متعددة، وجزء ضئيل منها هو المعني بالاستعمال الطبي، خصوصا في الاضطرابات النفسية والعصبية، بل حتى النبتة في حد ذاتها ينبغي أن تختار من اي صنف، وألا تتوفر على نسبة كبيرة من "تي أش سي"..

 

وبخصوص البنية التحتية للبحث العلمي، وخصوصا في المجال الطبي وصناعة الأدوية، المختبرات، أكد الأطباء الثلاثة على أهمية ذلك؛ مشددين على دور كليات الطب والصيدلة ومعهد الزراعة والبيطرة في تحليل نبتة القنب الهندي؛ موصين بالانفتاح على تجارب عالمية لها سابقة في الاستعمالات الطبية لهذه النبتة، معتبرين أن جدوى العلاج ستجعل المغرب ينخرط بواسطة أطبائه وصيادلته في العديد من التجارب الميدانية.