الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

ردا على موقف جماعة منيب: حزب المؤتمر يحسم موقفه في موضوع اندماج اليسار

ردا على موقف جماعة منيب: حزب المؤتمر يحسم موقفه في موضوع اندماج اليسار عبد السلام العزيز الأمين العام لحزب المؤتمر يرفض إهدار الوقت

كان المقر المركزي لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي بمدينة الدار البيضاء، مساء يوم السبت 13 مارس 2021، على موعد مع الندوة الداخلية لأعضاء وعضوات المجلس الوطني (151 عضو(ة) لهذا الحزب، العضو في فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي تجمعه بحزبي الطليعة والاشتراكي الموحد.

 

اختير لهذه الندوة عنوان "وحدة اليسار: غاية واحدة، مسارات متعددة"، جاءت في سياق التحضير لعقد المجلس الوطني للحزب، وذلك وفقا لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الأخير للهيئة التقريرية لفيدرالية اليسار، التي أقرت بأغلبية واسعة لأعضائها وجوب عقد المؤتمر الاندماجي بين الأحزاب الثلاثة بعد ستة أشهر على أبعد تقدير من انتهاء الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والذهاب مباشرة إلى هذا المؤتمر الاندماجي دون عقد المؤتمرات الوطنية لكل حزب على حدة، أيضا تم الاتفاق  في بيان الهيئة التقريرية التي انعقدت خلال شهر دجنبر الماضي على دعوة المجالس لوطنية لأحزاب الفيدرالية من أجل الانعقاد والمصادقة على المخرجات المشار إليها أعلاه..

 

لكن، وبالنظر إلى الموقف المتلكئ للعناصر المتحلقة حول الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، والذين شكلوا أقلية أثناء اجتماع الهيئة التقريرية الأخير (13 عضو مقابل 57 عضو)، حيث ظلوا متشبثين بموقفهم السابق، والمتمثل في ضرورة إنضاج شروط الاندماج دون أن يقدموا مبررات معقولة وموضوعية لهذا الموقف، الأمر الذي دفع بثلاث فصائل وازنة داخل الاشتراكي الموحد، والتي يعد كل من مجاهد، الساسي، بلافريج، حفيظ، أقصبي والشناوي، من أبرز متزعميها، إلى رفض هذا الموقف والاصطفاف إلى جانب ممثلي حزبي المؤتمر والطليعة عبر التصويت لفائدة تسريع عملية الاندماج.

 

إلى هنا تبدو الأمور جد عادية حيث اعتقد الجميع بأن الأقلية المتحلقة حول نبيلة منيب ستنضبط لقرارات الأغلبية وتعمل على تنفيذ مخرجات الهيئة التقريرية، لكن شيئا من هذا لم يحدث، فقد كانت ردة فعل جماعة نبيلة منيب مثيرة للاستغراب والاستنكار يقول أحد أعضاء المكتب السياسي لحزب المؤتمر "فعشية انعقاد الاجتماع العادي للهيئة التنفيذية أصدرت نبيلة منيب بيانا باسم جزء من المكتب السياسي لحزبها تهدم فيه كل ما تم الاتفاق عليه بخصوص عملية الاندماج، لهذا يضيف نفس العضو "كان ضروريا عقد هذه الندوة الداخلية للحسم في موقفنا بخصوص صيرورة الاندماج والتفكير في مقاربات جديدة لتحقيقها على أرض الواقع، حيث ظهر من خلال تدخلات أعضاء المجلس الوطني لحزبنا أن الأغلبية الساحقة تدعو إلى تحقيق الاندماج رفقة حزب الطليعة وباقي الفعاليات اليسارية الأخرى كحزب البديل (رفاق المرحوم الزايدي) وجزء من الاتحاديين الذين غادروا الاتحاد الاشتراكي في فترات متفرقة وكذا الفعاليات اليسارية والديمقراطية المستقلة وكل من يرغب في الاندماج من داخل الفيدرالية، بل الأكثر من ذلك يؤكد هذا القيادي في حزب المؤتمر "بأن حزب المؤتمر لا يرى مانعا في إشراك تيارات اليسار الإسلامي المتنور في هذا المشروع الاندماجي، خاصة وأن اليسار لا مشكل لديه مع الدين الذي يعتبره جزءا من هويته الوطنية بل أن اليسار ظل مناهضا للتيارات الإسلاموية المتطرفة والمحافظة التي تقدم تفسيرات وتأويلات رجعية ومنافية لروح العصر ولمقاصد الدين الإسلامي الحنيف ".

 

من جانب آخر لا يستبعد هذا القيادي تنظيم مؤتمر اندماجي قبل موعد الانتخابات، إذا لم يلتزم الحزب الاشتراكي الموحد بمقررات الهيئة التقريرية ويعقد مجلسه الوطني  للمصادقة عليها، ففي الكلمة الافتتاحية  لعبد السلام العزيز الأمين العام لحزب المؤتمر، أكد هذا الأخير بأنه لم يعد ممكنا الانتظار مدة أطول والقبول بهدر مزيد من الوقت للشروع في تحقيق الاندماج، خاصة بعد أن تبينت النوايا الحقيقية للجهة المعرقلة للوحدة والتجميع؛ مشيرا في نفس الوقت إلى أن حزب المؤتمر لا طموح له في قيادة الحزب اليساري الجديد، لكنه يرفض منطق الابتزاز وفرض الأمر الواقع بهذا الخصوص، بل إن حزب المؤتمر يدعو إلى احترام إرادة المناضلين اليساريين وحقهم في اختيار قياداتهم وأجهزتهم المسيرة".

 

 

في نفس السياق حذر المشاركون في هذه الندوة من الإشكالات التي ستطرحها مسألة الترشيحات للانتخابات المقبلة، خاصة بالنسبة للعناصر الرافضة للاندماج والتي قد تتمكن من الحصول على مقاعد في مجلس النواب أو في بعض المجالس الجماعية والجهوية، الأمر الذي جعل أغلب التدخلات تلح على ضرورة الحسم في مسألة الاندماج مع الأطراف الأخرى داخل الفيدرالية قبل الحسم في أسماء المرشحين والمرشحات، والتفكير من الآن في إمكانية تأسيس اتحاد أحزاب جديد يستثنى منه الرافضون للاندماج، ويتم من خلاله دخول الاستحقاقات الانتخابية.

 

تجدر الإشارة في الختام إلى أن حزبي الطليعة والمؤتمر يحضران لعقد المجلس الوطني لحزبيهما في نفس اليوم وبكلمة موحدة للتصويت بالإيجاب على مقررات الهيئة التقريرية بخصوص خارطة طريق الاندماج وبناء الحزب اليساري الكبير، وذلك كإشارة ايجابية منهما إلى قواعد اليسار والمتعاطفين معه بخصوص مسألة التوحيد والاندماج.