الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الإله الجوهري: حب الوطن لا يضر أحد في شيء

عبد الإله الجوهري: حب الوطن لا يضر أحد في شيء عبد الإله الجوهري
المغرب بلد كبير برجالاته ونسائه، كبير بانجازاته وحضوره، كبير بتاريخه وتراثه. فلا عجب أن يتكاثر الحساد حوله، ولا عجب أن يتآمر الإخوان قبل الأعداء على مساراته، ولا عجب أن يطعنه بعض ممن استفادوا من خيراته وعاشوا في كنفه.
المغرب عريق أصلا وفصلا. المغرب تعاقب على حكمه دول انطلقت من مراكش أو فاس، وامتد نفوذها لغاية حدود فرنسا شمالا وبرقة شرقا ونهر السينيغال جنوبا. المغرب الذي لم يدخل يوما تحت نفوذ أي دولة قادمة من جهة الشرق.
المغرب الذي هزم الأتراك في معركة واد اللبن وطردهم خائبين بينما امتد نفوذهم على مجموع البلاد العربية، لحد أنه مسخ هوية الكثير منها وأصبح بعضهم يعتقد أن التراث التركي في اللباس والأكل هو تراثهم. المغرب الذي تعرض، ولازال لمؤامرات عدة دول أوروبية منذ فجر التاريخ بحكم الجوار، ومع ذلك ظل واقفا صامدا، رغم الندوب التي لا زالت ماثلة، بل وانزل ببعضهم هزائم بصمت التاريخ، مثل ما حدث في معركة وادي المخازن التي انهارت على إثرها الإمبراطورية البرتغالية. المغرب الذي يأتيه الغريب غريبا فيصبح بين ليلة وضحاها ابن البلد لكرم سكانه. المغرب الذي يوصي الأدباء والمفكرين بالدفن في تراب أرضه، نموذج جون جيني وخوان غويتوسلو ومحمد اركون وايف سان لورون .
المغرب بلدي أعتز بالانتماء له في هذه اللحظة المفصلية من التاريخ العالمي، وافخر بسمعته التي لا ينقصها شيء سوى الحكمة في التعامل مع أبنائه المختلفين، أبناء نعتز بغيرتهم على وطنهم في رفع أصواتهم من أجل مغرب أفضل، لهذا نطالب برفع اليد عنهم، وإطلاق سراح من هو معتقل منهم بسبب حرية الرأي والتعبير، أما غير هذا، فالمغرب، في اعتقادي، أجمل بلد في العالم.
عبد الإله الجوهري، مخرج وناقد سينمائي