"خيي عملني من حبابك، سال عليا وكيف يمكن تسال عليهم، واخيي
أنا جيت قاصد بابك لا تخيبني راه قلبي بغاك ويبغيهم، واخيي
سال عني من حين لحين ديرني فبالك وذكرني
وشكون من غيرك يا الحنين يعرف حالي ويعذرني
عاشقك من مدة وسنين وخا تقسى وتهجرني ويا خيي
سال عليا عفاك، عفاك يا خيي خيي فكر فيا عفاك، عفاك يا خيي خيي".
هي كلمات ليست كالكلمات أبدع فيها الكاتب الزجال أحمد الطيب لعلج، ولحنها المبدع عبد القادر الراشدي وأدتها لطيفة رأفت، استمتع بها جيل من المغاربة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لأنها تحمل أجمل الأحاسيس بصوت مغربي أصيل..
ورغم تطور الأغنية المغربية على مستوى الأداء والكلمات، وكذا التوزيع الموسيقي، ظلت أغنية «خويي» تحتل الصدارة في «سوق» الأغاني المغربية لأكثر من 35 سنة، إلى أن سيأتي يوم تقف فيه المغنية لطيفة رأفت أمام المحكمة التجارية بالدار البيضاء، وهي متابعة بخرق مواد الظهير الشريف المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.. أما المدعون فهم ورثة عبد القادر الراشدي..
ورثة الراشدي.. ورثة أغنية "خويي"
في مقال الدعوى المقدمة، عرض ورثة الراشدي، زوجته وأبناؤه، أنهم تفاجأوا بعرض أغنية من ألحان مورثهم، في برنامج «كوك ستوديو» على القناة الثانية، أدتها لطيفة رأفت وعبد الحفيظ الدوزي، مؤكدين أن الأغنية مصنفة محمية قانونا، وهو ما أضر وأساء للأغنية نتيجة التغييرات التي أدخلت على لحنها، كما أساءت إلى سمعة الفنان عبد القادر الراشدي وورثته، نظرا للطريقة التي تمت بها إعادة تلحين تلك الأغنية بدون سند قانوني، ودون الحصول على موافقة الورثة الشرعيين باعتبارهم الخلف الخاص لصاحب الحق الأدبي، وأن القناة الثانية والشركة المنتجة والمغنية لطيفة رأفت لا تربطهم أي علاقة تعاقدية تسمح لهم بالتصرف في الأغنية، وأن الغرض كان استعمالها تجاريا، وأنها بذلك حققت أرباحا عند عرض الأغنية على حساب صاحب الحق الأصلي دونما موجب حق ملتمسين الحكم على المدعى عليهم بوقف نسخة الأغنية المعدلة، وأداء تعويض مسبق، مع الأمر بإجراء خبرة حسابية لتحديد الضرر المادي والمعنوي اللاحق بهم جراء تصرف المدعى عليهم غير القانوني.
القناة الثانية.. الأغنية خدمة عمومية
في الوقت الذي رفضت المغنية لطيفة رأفت الإدلاء بأقوالها أمام المحكمة التجارية، رغم توصلها بالاستدعاء، فإن القناة الثانية اعتبرت عرض الأغنية ضمن مهامها الإعلامية ببث برامج فنية تعنى بالموسيقى والغناء المغربي الأصيل والعصري بما يضمن تنوع التعبيرات الفنية المغربية وأذواقه المتعددة في بعدها الجهوي واللغوي مع العمل على تشجيع الإبداع وإبراز المواهب الجديدة، مضيفة بأن البرنامج الفني الذي عرضت فيه الأغنية تملك حقوقه شركة تعاقدت مع المغنية لطيفة رأفت، التي تنازلت عن حقوق الأغنية بمقتضى عقد موقع، وأن لطيفة رأفت أقرت لها بأنها مالكة جميع الحقوق الفكرية المتعلقة بأغنية "خويي"..
بعد المداولة.. القرار
كشفت المحكمة التجارية أن أغنية «خويي» هي ضمن المصنفات الفنية المشمولة بحقوق المؤلف لصاحبها عبد القادر الراشدي، ومن ثم ورثته، وهي مشمولة بالحماية المقررة في القانون رقم 00-02 المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وهو ما يتبين في الشهادة الصادرة عن المكتب المغربي لحقوق المؤلف بتاريخ 19 ماي 1986، كما كشفت أن هناك عقدا أبرمته لطيفة رأفت مع الشركة منتجة البرنامج الفني تنازلت عن كل الحقوق المرتبطة بالأغنية، وهو ما يشكل مساسا بالحقوق الفنية لمورث المدعين.
ولأن الشركة رفضت الإفصاح عن مبلغ هذا التنازل الذي أدته للطيفة رأفت مقابل التنازل، عينت المحكمة خبيرا حدد الأرباح الجزافية في مبلغ مليونين و416 ألف درهم، اعتمادا على آراء المهنيين المختصين في ميدان الفن والغناء حسب الترويج لها في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «يوتيوب»، إذ فاق عدد المشاهدات 7 ملايين و800 ألف مشاهدة..
من كل هذا حكمت المحكمة التجارية الاستئنافية بالدار البيضاء على لطيفة رأفت بأداء تعويض عن الضرر المادي والمعنوي محدد في مبلغ مليونين و416 ألف درهم.
ظهير شريف رقم 20-00-1 صادر في 9 ذي القعدة 1420 بتنفيذ القانون رقم 00-2 المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة
المادة 2:
يستفيد كل مؤلف من الحقوق المنصوص عليها في هذا القانون على مصنفه الأدبي أو الفني.
وتبدأ الحماية المترتبة عن الحقوق المشار إليها في الفقرة السالفة والمسماة فيما بعد «حماية» بمجرد إبداع المصنف حتى لو كان غير مثبت على دعامة مادية.
المادة 3:
يسري هذا القانون على المصنفات الأدبية والفنية المسماة فيما بعد «بالمصنفات» التي هي إبداعات فكرية أصلية في مجالات الأدب والفن مثل:
أ) المصنفات المعبر عنها كتابة.
د) المصنفات الموسيقية سواء كانت مصحوبة أو غير مصحوبة بكلمات.
هـ) المصنفات المسرحية والمسرحيات الموسيقية.
و) المصنفات الخاصة بالرقص والإيماء.