الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

الدكتور الهيبة يرثي الراحل محمد المرنيسي: شجرة أخرى تسقط واقفة

الدكتور الهيبة يرثي الراحل محمد المرنيسي: شجرة أخرى تسقط واقفة المحجوب الهيبة والراحل محمد المرنيسي (يسارا)
" "كان القانوني قانونيا...فلنحول ملحمة الحزن إلى ملحمة حب ووفاء وحفظ لذاكرة الراحل السي محمد المرنيسي"، هذا مما جاء في مرثية الدكتور المحجوب الهيبة للفقيد الأستاذ محمد المرنيسي، واصفا فقدانه المفاجئ كالصاعقة. وفي ما يلي كلمة الوفاء التي خص بها الدكتور الهيبة الراحل الأستاذ المرنيسي:   
 
"صديقاتي وأصدقائي 
زميلاتي وزملائي
وصلني خبر وفاة فقيدنا العزيز الأستاذ الألمعي والرجل الإنساني المتفاني في عمله والوفي في علاقاته وصداقاته السي محمد المرنيسي كالصاعقة. إنه فعلا رزء فادح، وخسارة كبرى ليس بالنسبة لأسرته الكريمة ولكليتنا وجامعتنا فحسب، بل بالنسبة للمجموعة القانونية جميعها بالمغرب وبالخارج. انها شجرة اخرى تسقط واقفة، إنه أحد الاهرامات القانونية تهوي، إنها معلمة قانونية أخرى تختفي فجأة، وتفجع الجميع. ربطتني بالراحل علاقات مودة وتقدير متبادلين، منذ أن طلب مني اخي العزيز السي محمد علي مكوار تدريس المادة الاختيارية بالنظام القديم للسلك الثالث لطلبة القسم الفرنسي، وكان وقتها الفقيد العزيز رئيساً لشعبة القانون الخاص. وبعد سنتين طلب مني بأدب جم ولطف جارف بأن ادرس نفس المادة بالقسم العربي كذلك لنفس المستوى. وعندما كان عضوا بمجلس المنافسة في صيغته القديمة، كنت كلما التقيته يعانقني ويقول لي "انا فخور بك" « je suis fier de toi » وكم كان ذلك يزيدني حماسا ويقوي من عزيمتي، وفِي نقس الوقت يثقل كاهلي في تحمل مسؤولياتي الرسمية بما لا يخيب ظن الجميع بالمجلس الاستشاري لحقوق الانسان بهيأة الإنصاف والمصالحة آنذاك. كانت لقاءاتي معه كذلك مناسبة للمزيد من الاستفادة من علمه وتجربته وتواضعه. بقدر ما كان المصاب جللا بالنسبة لنا جميعا، بقدر ما نفتخر بما أسداه الفقيد العزيز للجامعة المغربية ولكلية الحقوق بصورة خاصة، فلنحول ملحمة الحزن إلى ملحمة حب ووفاء وحفظ لذاكرة الراحل السي محمد المرنيسي. 
عزاؤنا واحد أحبتي، ودعواتنا بان يشمل الله سبحانه وتعالى الفقيد العزيز برحمته الواسعة.
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي."
"وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".
صدق الله العظيم.