الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

لكريني: سياسة إغلاق الحدود ومدّ السّياجات بمبررات مختلفة هو خيار مفلس ولا ينمّ عن بعد استراتيجي

لكريني: سياسة إغلاق الحدود ومدّ السّياجات بمبررات مختلفة هو خيار مفلس ولا ينمّ عن بعد استراتيجي ادريس لكريني، مدير مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات ورئيس منظمة العمل المغاربي
أكد ادريس لكريني، مدير مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات ورئيس منظمة العمل المغاربي، في تصريح لـ «أنفاس بريس» أن ثمّة الكثير من المقوّمات والإمكانات المذهلة التي توفّر الأساس لنجاح تكتل المغرب العربي في كسب رهانات داخلية وإقليمية ودولية، فعلاوة على الموقع الاستراتيجي وتنوع الخيرات، وتوافر الإمكانات البشرية والطبيعية، هناك تراكم تاريخي ومشترك ثقافي يدعم هذا الأمر.
ورغم هذه الإمكانيات الضخمة، والتي تقابلها تحديات ومخاطر اقتصادية وأمنية واجتماعية. مشتركة تواجه المنطقة برمتها في الوقت الراهن، فإن حصيلة الاتحاد جاءت على امتداد ما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن، هزيلة وضعيفة تعكسها وتترجمها حالة الجمود التي رافقت هذا الإطار ومختلف الاتفاقية التي راكمها منذ إحداثه.
ويرى لكريني أنه رغم تزايد المخاطر والتحديات في المنطقة المغاربية في العقدين الأخيرين، سواء تعلق الأمر منها بتراجع ميزان التفاوض في مواجهة الاتحاد الأوربي بصدد عدد من الملفات والقضايا منها التعاون الاقتصادي والهجرة، والصيد البحري..، أو تمدّد الإرهاب وتنامي الهجرة بكل أشكالها، وارتباك الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا..، فإن ذلك لم يشكّل حافزا لطي الخلافات، وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين دول المنطقة، بل تطوّرت وتصاعدت هذه المشاكل، بما فوّت على المنطقة برمتها فرصا حقيقية، وكلّفها خسائر باهظة، أصبحت معها المنطقة ضمن التكتلات الإقليمية الأقلّ تعاونا على المستويين الاقتصادي والتجاري..
ويرى لكريني أن هناك مشاكل مختلفة تعوق هذا البناء، تتراوح في مجملها بين نزاعات تاريخية وحسابات مصلحية ضيقة وآنية لا يمكن إخفاؤها.. غير أن هذا الرهان يظلّ في حقيقة الأمر قدرا جماعيا، وضرورة استراتيجية، وحتما سيشكّل أولوية كبيرة بالنسبة للأجيال الصاعدة التي ستقتنع بجدواه وحيويته في عالم سمته التهافت.
في الوقت الذي تتزايد فيه المطالب الداعية إلى تمتين العلاقات الاقتصادية بين الدول المغاربية، كسبيل لتشبيك المصالح الكفيلة بتوفير الشروط البنّاءة لتسوية وتدبير الخلافات القائمة، تشير المعطيات الإحصائية والميدانية إلى ضعف المبادلات التجارية بين هذه الأقطار، فيما تزداد الأمور تعقيدا، مع بقاء الحدود الجزائرية – المغربية مغلقة منذ سنوات وبذرائع واهية.
ويشير لكريني إلى أن سياسة إغلاق الحدود ومدّ السّياجات بمبررات مختلفة كالحدّ من الهجرة السرية أو التهريب.. هو خيار مفلس، ولا ينمّ عن بعد استراتيجي، ذلك أن المخاطر تندثر بصورة كبيرة مع تعزيز التواصل وفتح الحدود، في زمن العولمة وتنامي المخاطر العابرة للحدود وما يفرضه ذلك من تكثيف التعاون ومدّ الجسور والتنسيق على مختلف الواجهات.
ويؤكد الأستاذ الجامعي أن التّحدّيات التي تواجه المنطقة المغاربية ستزداد يوما بعد يوم، ما يفرض استحضار مصالح الشعوب والالتفات إلى الأصوات البنّاءة، وبلورة مواقف جريئة تدعم طي الخلافات واستثمار المقومات المتوافرة خدمة للمستقبل، بدل هدر الزمن والإمكانات في صراعات ضيقة ومفلسة لن تكون في صالح المنطقة برمتها.