الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

الدكالي: ما تروجه الجزائر من أكاذيب عن المغرب هو هروب تريد به تصريف أزماتها الداخلية نحو الخارج

الدكالي: ما تروجه الجزائر من أكاذيب عن المغرب هو هروب تريد به تصريف أزماتها الداخلية نحو الخارج محمد بنطلحة الدكالي
استفاقت الجزائر على هول صدمة كبيرة، جراء الانتصارات الدبلوماسية المغربية التي بدأت بفتح قنصليات بحواضر الصحراء المغربية ثم الاعتراف التاريخي الأمريكي بمغربية الصحراء، كما لا ننسى قرار مجلس الأمن الأخير الذي وصفته الخارجية المغربية بـ»الواضح والحازم والثابت»، إضافة إلى التضامن الدولي الواسع مع تحرير معبر الكركرات. إن الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك أبانت عن حنكة وتبصر من خلال سياسة تدبيرية واقعية ذات رؤية استشرافية تحمل قدرا كبيرا من الواقعية السياسية والتبصر والحكمة. هذه الانتصارات المتوالية التي حققتها المملكة المغربية، أصابت حكام الجزائر بالارتباك والصدمة النفسية التي جعلتهم يتخذون قرارات طائشة تمثلت في تجنيدهم لوسائل الإعلام الجزائرية كي تخوض حملة دعائية واسعة تستهدف الإساءة للمغرب، ونشر أخبار كاذبة عن الوضع في الصحراء المغربية، من أجل تضليل الرأي العام الدولي ومحاولة ايهامه أن المنطقة تعرف حربا هوجاء، يزكيها ادعاؤهم المغرض قصف معبر الكركرات من طرف مليشيات البوليساريو وتوقف الحركة التجارية فيه. واستعمل مخرجو هذا الادعاء السخيف بعض الصور الحية للتمويه، فاستغلوا صورة حريق سوق للمتلاشيات بأكادير وقدموها على أنها صور قصف للكركرات...!! مما جعلهم محل سخرية من طرف الإعلام الدولي... ان ما تروجه الجزائر أصبح مادة سخرية في العالم، بل حتى من طرف الشعب الجزائري، ولعل خير مثال على تضليلهم البئيس ومحدودية الإبداع عند مخرجي هاته الشطحات الصبيانية وصلت إلى حد أن عرض التلفزيون الرسمي الجزائري وبشكل ساذج ومضحك شريط فيديو يظهر شخصين يدعيان أنهما من جنسية مغربية ويقومان بتهريب المخدرات إلى الجزائر، وهو المشهد الزائف الذي كذبه الجزائريون بأنفسهم ،وأكدوا أن الأمر يتعلق بجزائريين لا علاقة لهما بتهريب المخدرات ومعروفين لدى سكان عين الصفراء بولاية النعامة الجزائرية...!! إن ما تروجه الجزائر لا يعدو أن يكون موجها للاستهلاك الداخلي وأن المغرب هو سبب كل الآفات التي تعرفها الجزائر والمنطقة، حيث تريد بذلك تصريف أزماتها الداخلية وتصديرها، للتغطية عن حالة من عدم الاستقرار منذ اندلاع الحراك الشعبي في 22 فبراير2019، الذي طالب بابتعاد المؤسسة العسكرية عن السياسة، والسير نحو دولة مدنية حديثة، وبحق الشعب الجزائري الشقيق في حياة كريمة بعيدا عن الحكرة التي تمارس عليهم. 
إن ممارسي التضليل الإعلامي بالجزائر يجب أن يعوا جيدا أن علاقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية علاقة استراتيجية، وأن المغرب بالنسبة لأمريكا حليف قوي لا يمكن لترهات الإعلام الجزائري المفضوح أن تؤثر عليه، وأن القرار الأمريكي القاضي بمغربية الصحراء صدر في إطار مرسوم تنفيذي يلزم الدولة الأمريكية ويندرج ضمن الصلاحيات التي يمنحها الدستور الأمريكي لرئيس الدولة وفقا للفصل الثاني من الدستور، والمرسوم التنفيذي يمتلك قوة القانون الفيدرالي. كما أن القرار الأمريكي منسجم مع قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي تدعو إلى حل واقعي وعملي وقائم على الرغبة في التسوية، وأن قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء هو قرار دولة ويخضع لمبدأ استمرارية الدولة... لذا كان من الأجدر أن توفروا يا حكام الجزائر أموال الشعب الجزائري الشقيق بدل تبذيرها في مقالات مردود عليها ومهزوزة من الأساس ولن يثق بها أحد، سوى أنها تشفي خيالكم وأحلامكم البئيسة... 
إن المغرب القوي بثوابته وتاريخه الذي يكرس مكانته كقوة اقليمية في المنطقة، لن تهزه أكاذيب صبيانية وعنتريات فارغة، مازال يقدم اليد الممدودة من أجل حل الخلافات وإرساء حوار دائم وتجاوز مختلف الإشكالات العالقة، انتصارا للوحدة المغاربية، وللروابط التي تجمعنا مع الشعب الجزائري الشقيق.
 
محمد بنطلحة الدكالي/ أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش