الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

المدرعي يسائل رئيس الحكومة ووزيره في الصحة.. متى تباشران عملية التلقيح؟

المدرعي يسائل رئيس الحكومة ووزيره في الصحة.. متى تباشران عملية التلقيح؟ من اليمين: وزير الصحة خالد أيت الطالب ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والفاعل الجمعوي علي المدرعي

تتبعت جريدة "أنفاس بريس" خيوط هاجس الحيرة والتردد في النقاش المفتوح بين مختلف الشرائح الاجتماعية بخصوص زمن انطلاق عملية التلقيح بالمغرب ضد وباء كورونا الذي حول سنة 2020 إلى حائط مبكى لرثاء ضحايا حلبة الفيروس القاتل، وما خلفته الجائحة من مآسي اقتصادية واجتماعية وإنسانية..

هذا التوجس ساهم فيه ارتباك وتخبط حكومة العثماني في الحسم لتحديد توقيت التلقيح، من خلال عدم الوفاء بتواريخ تم الإعلان عنها قبل انصرام سنة 2020، فضلا عن غياب وزارة الصحة كقطاع مسؤول عن تنوير الرأي العام والتواصل معه في شأن التلقيح المبكر. الشيء الذي فتح الباب على مصراعيه للتشكيك وإثارة البلبلة.

في هذا السياق صرح الفاعل الجمعوي علي المدرعي، لـ "أنفاس بريس" قائلا: "بطبيعة الحال تخبط الحكومة سيؤدي إلى فتح المجال للإشاعات، والتخوفات التي بدأت تروج في أوساط المجتمع المغربي... بالإضافة إلى مجتمعات أخرى بدول أوروبية". موضحا بأن "هناك اليوم سلالات جديدة أكثر انتشار وشراسة، لحسن الحظ أنها ليست أكثر إماتة".

 

ولم يفت محاورنا أن يذكر بأن الظرف الزمني للجائحة "تزامن اليوم مع فصل الشتاء والطقس البارد الذي يتعرض له المغرب، والذي سيستمر زهاء شهر ونصف تقريبا"؛ مؤكدا على أنه يشكل "عاملا أساسيا في التخوف من تفشي الجائحة وانعكاساتها على المسنين وحاملي الأمراض المزمنة فضلا عن انتشار مرض الأنفلونزا في هذا الموسم البارد". معتبرا أن "تأخر انطلاق عملية التلقيح سيساهم بشكل وافر في الحد ومحاربة الجائحة، على اعتبار أن الدول التي ستنطلق فيها عملية التلقيح بسرعة بنسبة ما بين 60 في المائة إلى 80 في المائة، سيمكنها ذلك من محاصرة الوباء، خلاف الدول التي ستتأخر في العملية، بحيث أنه لا يمكن الحديث عن شهر يونيو 2021 كحد أقصى لمحاصرة مرض كورونا إن حصل هذا التأخير بل أن المسألة اليوم يمكن أ، تتعطل إلى غاية شهر أكتوبر 2021".

 

هذا التأخر في مباشرة عملية التلقيح -يقول المدرعي- "طبعا سيكون له انعكاس سلبي على المجتمع، خاصة على العاملين في الصفوف الأمامية، داخل مجموعة من القطاعات (الأطباء والممرضين ومكونات السلطات العمومية والأمن ورجال التعليم ..) هذه الفئات لا بد أن يتم تلقيحها في أقرب فرصة حتى تتمكن من أداء مهامها داخل المجتمع بشكل طبيعي وفي ظروف عادية بعيدا عن الضغط النفسي وبمعنويات مرتفعة ".

 

وسجل الدكتور علي المدرعي بأسف شديد "غياب حملة تواصلية تحسيسية، لتنوير الرأي العام عن طريق تكثيف الصلات الإشهارية، والندوات العلمية، ولقاءات مباشرة مع المختصين في الميدان، وإشراك جمعيات وهيئات المجتمع المدني"...

 

وخلص محدثنا إلى أن هناك "غياب لأشكال تواصلية عبر وسائط المجتمع والتي لها القدرة على المساهمة والمساعدة ميدانيا في انطلاق حملة التلقيح بشكل واع ومنضبط وسليم في ظروف عادية"؛ مؤكدا على أن "غياب حملة التواصل من طرف وزارة الصحة سيكون له انعكاس سلبي على نفسية المواطنات والمواطنين، بل أنه يساهم في انتشار الأسئلة وتلغيمها بالشك، وإحداث البلبلة وسط المجتمع علما أن لقاح كوفيد 19 سيتم استعماله أول مرة، ما يثير عدة أسئلة لا يمكن الجواب عليها إلا مع مرور الوقت، أي بعد سنة أو سنتين من خلال تقارير علمية مستخلصة عن طريق تتبع المضاعفات والأعراض الجانبية للتلقيح، وبحوث ميدانية علمية".

 

وختم تصريحه قائلا: "كل هذه الأمور أعتقد أن وزارة الصحة والحكومة لا تأخذها بعين الاعتبار في زمن الجائحة للخروج بأقل الأضرار الممكنة"...