الخميس 28 مارس 2024
منبر أنفاس

عبد المنعم شوقي: فقيدنا العزيز وصهرنا الكريم.. عزاؤنا أنك باق بيننا..

عبد المنعم شوقي: فقيدنا العزيز وصهرنا الكريم.. عزاؤنا أنك باق بيننا.. الراحل أحمد الشرادي

على هامش وفاة والد الفاعل الجمعوي والإعلامي محمد الشرادي المقيم ببروكسيل ببلجيكا، كتب عبد المنعم شوقي، صهر وصديق الفقيد أحمد الشرادي، هذه الكلمات النابعة من القلب يذكر فيها مناقب الرجل وأفضاله، ويعزي من خلالها عائلته وزملاءه وأصدقاءه:

 

"تشاء الأقدار الإلاهية أن تفارقنا في هذه الأيام الأخيرة من سنة صعبة مرت وتمر بها الإنسانية جمعاء، وذلك إثر الوعكة التي أرقدتك قبل أربعة أيام من وفاتك بالمستشفى العسكري بالرباط لتوارى الثرى بمقبرة الشهداء.. وفعلا كان يوما حزينا ومؤلما لنا جميعا ولكل الأصدقاء والمعارف وجيرانك بالحي الشعبي الذي عشقته منذ نعومة أظفارك، هو حي يعقوب المنصور، الجيران الذين تقاطروا على منزلك ليودعوك ولإلقاء نظرة الوداع الأخيرة لجثمانك الطاهر...

 

يصعب علي استقراء كل مراحل حياتك وعطائك وقد رافقناك ورافقتنا لعقود من الزمن وما عرفنا فيك إلا قوة الصبر وجميل القيم، هي سنوات طويلة جمعتنا بك سيدي أحمد الشرادي، يستعصي اختصارها في كلمات، ويصعب علي اختزال مشوارك الحياتي في بضعة سطور... ومن أجل ذلك سنسائل ذاكرتنا ونستنطق جوارحنا، وأنت أيها الفقيد العزيز واحد من الذين أسسوا ووضعوا اللبنات الأولى لعمل المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالناظور في السبعينات إلى جانب زملائك كالحراق، حسن السوسي، الحرمل، مروان، امجاهد، الزوهري، الغازي، رحم الله من انتقل منهم إلى رحمة الله تعالى، وأطال أعمار من مازالوا على قيد الحياة.. وكنت شديد الاحترام لمهنتك النبيلة، وهي حماية أمن وسلامة المواطنين، قبل أن يتسلم المشعل الجيل الجديد ويقدم إضافات مهمة لما أسستموه من أعمال... كنت أيها الفقيد الراحل من الذين سجلوا شرف المشاركة في المسيرة الخضراء المظفرة، وكيف لا وأنت ذلك الوطني الغيور والأصيل...

 

ونحن نشيع جنازتك سيدي أحمد العزيز، استحضرت ابتسامتك الرائعة التي كنت تتميز بها رغم الآلام ومرارة الزمن الصعب الذي نعيشه، عرفتك مبتسما ومتسامحا مع الجميع... واستحضرت اللقاءات التي جمعتنا، والتي لم تكن تفوت فرصة إغناء النقاش فيما يستجد من مواضيع وما ينشب من حوار عقب جلسات عائلية كانت تجمعنا.... و"غير خودوني" التي شارك فيها بوجميع قبل رحيله أخذت منا حيزا مهما من النقاش..

 

أسوق هذه الذكريات التي حفرت في ذاكرتي وأنا أشارك الأسرة هذا المصاب الجلل، وسأبقى أيها العزيز الراحل أعبر لك عن صدق المودة وعاطر الثناء داعيا لك بواسع الرحمات من رب رحيم، ستبقى حاضرا في القلوب ما حيينا...

 

سيدي أحمد، غادرتنا ونحن ما زلنا متشوقين لأحاديثك الشيقة، لكن غادرتنا وأنت مطمئن البال على ذريتك الصالحة، وها هم يتوجهون للعلي القدير بالدعاء الصالح لك وبأن يشملك سبحانه وتعالى بسابغ رحماته، كان محمد وصلاح الدين وسعد يراقبون ويتتبعون وضعيتك الصحية الحرجة عن قرب إلى أن أسلمت روحك الطاهرة للباري تعالى، مثلما كانت نجلتيك الكريمتين تتابعان هذا الوضع الصحي عن بعد بسبب تواجدهن خارج أرض الوطن والإكراهات التي تحول تنقلهن إلى أرض الوطن بسبب الظروف التي تجتازها عدد من الدول بسبب تفشي وباء كوفيد 19 ...

 

أعزي نفسي أولا، ثم العائلة كافة من أخت وأبناء وبنات والشقيق سيدي عبد الله أطال الله عمره وشقيقتيك الجليلتين وكل الأحفاد والأصهار والأقارب والمعارف.

 

رحمك الله أيها الفقيد العزيز، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة وتقبلك بقبول حسن، ورزقنا جميعا جميل الصبر والسلوان ولكل من شاطرنا أحزاننا في هذا المصاب الجلل أقدم لهم كبير امتناننا وتقديرنا.

 

عزاؤنا أنك باق بيننا سيدي أحمد بما تركته وراءك من سمعة وابتسامة لا تفارقك.

 

وإنا لله وإنا إليه راجعون".