الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد شفيق: من أجل نفس حقوقي متجدد

محمد شفيق: من أجل نفس حقوقي متجدد محمد شفيق

 يمثل اليوم العالمي لحقوق الإنسان، موعدا سنويا ومناسبة سانحة لكل الحقوقيين والمناصرين للقيم الإنسانية مناسبة للتقييم الموضوعي لنتائج معارك تكاد تكون يومية وتعبئة متواصلة من أجل مجتمع الكرامة والعدالة والحريات.

 

في المغرب يبدو هذا المسار، وعلى الرغم من حجم المكتسبات التي تم تحقيقها سواء على المستوى السياسي أو المؤسساتي أو على المستوى المدني، شبيها بالمشي فوق رمال متحركة تجعل من ترصيد المكتسبات وتطوير نتائجها عملا مضنيا حتى تنأى بها عن أخطار النكوص والعودة إلى نقطة البداية.

 

بالتأكيد كانت جرأة استثنائية عندما قرر المغرب مواجهة مرحلة أليمة من صيرورة تطوره الاجتماعي والسياسي وأعلن عن مصالحة لبناء حاضر ومستقبل لا مكان فيه لتكرار المآسي والفواجع الإنسانية، وتحررت بذلك دينامية لافتة جعلت من تكريس ثقافة حقوق الإنسان واحترامها داخل الدولة والمجتمع على السواء أحد عناوينها البارزة.

 

وقد نجحنا في مناسبات وفشلنا في أخرى وانتصبت أمام الفاعل الحقوقي أسئلة جديدة تحتاج إلى أجوبة جماعية، وفي مقدمتها نقط التماس الملتبسة بين الحرية والمسؤولية، فضلا عن مصير التعدد اللغوي والإثني بمختلف تعبيراته الرمزية لهوية وطنية منفتحة ومركبة (تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية كنموذج) وتفشي ظواهر اجتماعية أعلنت عن نفسها بكثير من البشاعة ممثلة في العنف ضد النساء بأشكال مختلفة واختطاف الأطفال واغتصابهم كما أبرزت الجائحة التي نعيشها الحاجة الكبيرة إلى عودة الدولة الاجتماعية والتمسك بمهامها الاستراتيجية، من صحة وتعليم ومراجعة أدوار ووظائف الخواص ومساهماتهم الاجتماعية.

 

إننا في حاجة إلى مراجعة للمنظومة الحقوقية في اتجاه إدماج الجيل الجديد من الحقوق وتزويد الدينامية الحقوقية بنفس متجدد من أجل مجتمع الحرية والكرامة الإنسانية.

 

- محمد شفيق، فاعل جمعوي