الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى العراقي: شطحات وهذيان أبواق قصر المرادية

مصطفى العراقي: شطحات وهذيان أبواق قصر المرادية مصطفى العراقي
بعض المنابر الإعلامية الجزائرية ورقية وإلكترونية، وسعت من حيز هذيانها تجاه المغرب .. وفتحت المزيد من صفحاتها هذه الايام لتحولها الى ساحة وغى رملية مشبعة بالأوهام وبالأكاذيب . يقودها "خبراء استراتيجيون "و" أساتذة جامعيون" و " صحافيون" ... ارتدوابدلات عسكرية تشبه ما ارتداه بطل فيلم " الزعيم" . وأطلقوا العنان الى "دباباتهم "/ أقلامهم لتنتج ادعاءات أحيانا مثيرة للضحك .
تقول هذه "الفيالق " التي تأتمر بأوامر المؤسسة العسكرية الجزائرية أن المغرب خرق اتفاق وقف اطلاق النار وأسقطه وكأنه ودون سبب أو مبرر دفع بالقوات المسلحة الملكية الى معبر الكركرات. وكأن هذه المنطقة المتواجدة بين بلادنا وجارتنا الجنوبية موريتانيا كانت آمنة تنساب فيها وكما كان الشأن منذ عقود حركة تنقل البضائع والأشخاص .
هذه المنابر الجزائرية تصمت صمتا مطلقا على شطحات ميليشيات البوليساريو المتمثلة في دفعها لعناصرها لإقامة حواجز ومتاريس بالمعبر وإرهاب السائقين العابرين وجعلهم رهائن هم وشاحناتهم وسياراتهم وسلعهم .. ونشرها لمركبات عسكرية على مشارف المعبر ..
المغرب لم يطلق ولا رصاصة واحدة وهو يعيد الوضع الميداني وتحت مراقبة قوات المينورسو ؛ إلى ما كان عليه من قبل ..قبل شهر . والمغرب لم يتخطى الجدار الأمني ليمارس استفزازا وينطق سبابا وشتما ... كما فعلت ميليشيات البوليساريو التي ما فتئت عناصرها القيادية بالتلويح بالحرب خاصة بعد الاحتقان الذي يتوسع يوما بعد يوم بمخيمات تندوف..
تنشر هذه المنابر وعلى لسان "خبرائها الاستراتيجيين "أن " المغرب اختار ظرفية تنشغل فيها الجزائر بمرض رئيسها ..." . وتتناسى أن بلادها عاشت فترة فراغ رئاسي لأكثر من ست سنوات كان فيها الرئيس السابق مريضا مقعدا ميتا سريريا ... بل كانت ولا زالت تعيش على ايقاع أزمة سياسية عميقة وجهها البارز الحراك الشعبي المستمر منذ فبراير 2019 . وما عبرت عنه نسبة المشاركة المتدنية جدا في الاستفتاء على الدستور قبل اسبوعين...
المضحك في تحاليل هؤلاء "الخبراء" أن " التراجع العسكري للمغرب بالأراضي الصحراوية في الساعات والايام الماضية تكتيكي . ينتظر منه أن تطال قوات الجانب الصحراوي صحراء وزنزرت التي يستقر فيها الهود المغاربة . وبالتالي ايجاد طريقة لحمايتهم ". هذه الفقرة مأخوذة حرفيا من تحليل لأستاذ للعلوم السياسية بجامعة معسكر الجزائرية.. ونعتقد أن هذه الصحراء وهذا التراجع التكتيكي لا يوجد إلا في هذيان هذا "الاستاذ الجامعي".
في هذه الصحافة الجزائرية هناك من أطلق "صرخة " اهتزت لها أوراق الصحيفة التي نقلت التصريحات والتي تقول أن الجزائر مهددة وأن "هناك لعبة التطويق الاستراتيجي للجزائر". وتناست هذه المنابر بأن نظام بلادها السياسي هو الذي اختار التطويق الذاتي بإصراره على استمرار إغلاق الحدود مع المغرب منذ 1994.
وأن " اختيار المغرب لهذه اللحظة ، يحيل الى حصوله على ضوء أخضر من جهات دولية معينة لا تحب الخير للمنطقة ككل..." . وكأن القوات المسلحة الملكية استفاقت صباح 13 نونبر الجاري وكان معبر الكركرات هادئا خاليا من أي مظاهر استفزازية وقررت أن تقيم حواجز واجراءات ...
من لا يحب الخير للمنطقة ؟؟؟ هل غاب عن هذه الصحافة أن جنرالات الجزائر قرروا اغلاق الحدود مع المغرب منذ 1994. في خطوة تحرم الشعبين المغربي والجزائري والبلدين معا من التواصل والتنقل ..ومن يقف حجرة في وجه اتحاد المغرب الكبير ؟؟ بل من اصطنع هذا النزاع المفتعل منذ بداية عقد سبعينيات القرن الماضي ويحتضن فوق ترابه ميليشيات مسلحة تستهدف المغرب ووحدته الترابية؟؟ أليس هي روح الهيمنة الاقليمية التي تسكن المؤسسة العسكرية التي تحكم قبضتها على الجزائر منذ استقلالها سنة 1962؟؟
إلى هذه المنابر التي تكتب من محبرة العسكر الذي يحجب حقائق التاريخ بغربال الإداعات والأباطيل . اليهم نقول وكما قال جلالة الملك : المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها . وأن القوات المسلحة الملكية وتساندها وحدة الشعب المغربي ، كانت وستبقى الصخرة التي تتحطم عليها أطماع الذين يسعون الى إضعاف بلادنا ..