الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

العيطة الحوزية رقصا واستعراضا ومسرحة للغناء (1)

العيطة الحوزية رقصا واستعراضا ومسرحة للغناء (1) مجموعة شيوخ لمخاليف الحوزية

تخص جريدة "أنفاس بريس" قرائها بحلقات جديدة في تيمة "العيطة الحوزية رقصا واستعراضا" والتي جاءت من إيحاء الأستاذة مهادي رحيمة عاشقة العيطة الحوزية من خلال التداول في الموضوع عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث نبهت مجموعة البحث خلال التداول في الرقص الشرقي، والدبكة الفلسطينية، والرقص الحجازي، والشامي، بأن الإستعراض، ومسرحة الغناء ليست ميزة الشرق فقط، بل العيطة الحوزية، هي إستعراض، ومسرحة للغناء، بطريقة تغاير الشكل المشرقي، لطبيعة الحضارة المغربية المتفردة.

لذلك كان تنبيه الأستاذة مهادي رحيمة منطلقا لمجموعة البحث (عبد العالي بلقايد وهشام متصدق ...) في الخوض في التعاطي مع التيمة أعلاه كمقدمة لبحث يتعاطى مع أشكال حضارية أخرى مستقبلا، طبعا كعشاق للعيط الحوزي خاصة، والمغربي بشكل عام.

 

إن الحديث عن العيطة الحوزية لا يستقيم دون إستحضار الرقص، كخصيصة تميز كافة ألوان فن العيطة. فأثناء التفرج على إحدى المقطوعات الغنائية للحوزي، يبرز الإستعراض الغنائي بوضوح، لأنها استعراض يبغي إيصال خطاب غنائي، بهذه الطريقة لمتلقي يمتح من نفس المعين الثقافي.

إن ارتباط العيطة الحوزية بالإيقاع، جعل الإستعراض، والرقص يهيمنان، كمكونان أساسيان لبناء العيط الحوزي.

وقد استعملت فيه آلة "الطعريجة" كآلة موسيقية مغربية صرفة، مع الإعتماد على الكفين، والقدمين، لبناء أشكال الرقص، وتعبيراته. فالقدمين، والكفين كانتا آلتان طبيعيتان، لهما دور كبير في بناء رقصات العيط الحوزي، والمغربي بشكل عام. و الكثير من التعبيرات الراقصة بسوس، والأطلس الصغير شرق المغرب.

فقد وظفت هذه المناطق بشكل أنيق الكفين، والقدمين، في تشكيل رقصاتها. لأن الرقص المغربي غني بتعدد روافده ( الهواري، والسوسي، والرما ، وأحواش الأطلس المتوسط..) بالإضافة للجذب، المميز للجيلاني، وكناوة، وإن كانت هذه الخصيصة أيقونة تنسحب عليه بشكل عام، لما للصلحاء من دور في تشكيل الحضارة المغربية. ما جعله مطبوع بنفحات الوجد الروحاني، باعتباره حالة سيكو/إجتماعية، مركبة، لمجتمع مركب حسب تعبير "بول باسكون"، فنمط الإنتاج المغربي متميز عن نمط الإنتاج الأسيوي، والإقطاع الغربي.

 

إن التشابه مع الرقص الشرقي في بعض الخصائص، ومنها الطابع الفروسي، كرقصة السيف بالحجاز، وحتى الشامي، لا يعني التماهي لأن الفروسية المغربية نتاج لذاتها، في مجتمع كان مجتمع محاربين دولة وشعبا، ودولة فلاحين، وبناة مماليك، حسب تعبير الخطيبي، فلهذا لم يعط للثقافة العالمة دورا كبيرا، بل عبر عن حضارته عبر الرقص، والغناء، والعمارة....لهذا كانت نتاجاته الفنية أكثر قوة، يبغي من خلالها كتابة الثقافة عبر أيقونات مادية، غير عالمة، لكن تتجلى في كل تمظاهرات حياته، وهذا ما طبع الفن المغربي بالطابع الإحتفالي.