الجمعة 26 إبريل 2024
خارج الحدود

إيمانويل ماكرون يسعى إلى تبديد "سوء الفهم" مع الإسلام والمسلمين

إيمانويل ماكرون يسعى إلى تبديد "سوء الفهم" مع الإسلام والمسلمين إيمانويل ماكرون وجانب من الوقفة الاحتجاجية

مساء السبت الماضي قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دخول مسار التهدئة مع مواطنيه المسلمين الفرنسيين ومسلمي العالم.

لقد اختار قناة "الجزيرة" القطرية ليقدم توضيحات بخصوص تصوراته للإسلام في فرنسا، ولما اعتبره مخططا لمقاومة ما سماه الانفصالية الإسلامية islamistele séparatisme (أو الانعزالية في ترجمة أخرى)، وذلك في الوقت الذي كان فيه الإعلام الفرنسي ينقل تفاعلات اعتداء بإطلاق النار على كاهن يهم بإغلاق إحدى كنائس مدينة ليون.

قبله بيوم واحد كان وزيره في الداخلية جيرالد دارامان، قد تحدث لإذاعةRTL، ليؤكد أن فرنسا تخوض ما سماها "حربا ضد الإيديولوجيا الإسلامية المتطرفة"، مؤكدا تغيير "قانون الانفصالية"، المقرر عرضه على مجلس الوزراء يوم 9 دجنبر القادم، وتعويضه باسم "قانون دعم العلمانية وأسس الجمهورية"،مرجحا وقوع مزيد من الهجمات على الأراضي الفرنسية.

ونهار الخميس الماضي، وفي نفس السياق، وجه وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان رسالة سلام إلى العالم الإسلامي يؤكد فيها أن "فرنسا بلاد التسامح، لا بلاد الازدراء أو الإقصاء. وأنه يجب عدم الاستماع إلى الأصوات التي تسعى إلى تأجيج مشاعر التوجس والحذر".

وبالطبع فقد كان الغرض من هذه المبادرات تهدئة ردود فعل الغضب والاستياء التي عبر عنها المسلمون في فرنسا والعالم العربي تجاه التصرف غير المحسوب لتفاعل ماكرون مع الأحداث الإرهابية التي عرفتها كل من مدينة نيس حيث أقدم إرهابي من أصل تونسي على ذبح سيدة داخل كنيسة نوتردام، ومدينة جدة حيث اعتدى سعودي بآلة حادة على حارس أمن بالقنصلية الفرنسية.

ثم تفاعله مع الحادث الإرهابي الآخر الذي نفذه إرهابي آخر (لاجىء من الشيشان هذه المرة) أقدم على ذبح أستاذ للتاريخ بإحدى ضواحي باريس بعد تقديمه للطلبة كاريكاتيرات شارلي إيبدو المسيئة لنبينا الكريم.

في هذه الورقة محاولة هادئة لفهم ما يجري. سنعرض سياق هذه التهدئة أولا عبر عرض مضمون حوار الرئيس مع "الجزيرة"، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس فرنسي إلى هذه القناة.

ثم نعرض ملاحظات حول عوامل فشل الإدارة الفرنسية في ملف تدبير ما تحرص على تسميته "إسلام فرنسا" منذ ميتران إلى ماكرون، مرورا بكل الرؤساء الذين قدموا "فتاوى" مختلفة دون أن يتحقق منها ما يعيد التوازن إلى مقاربة الموضوع.

لا بد في البدء من التأكيد على إدانة كل الأعمال الإرهابية في نيس أو باريس، كما في كل بلدان العالم، والتعبير كذلك عن الأسف لكون المجرمين الذي يقترفون مثل تلك الجرائم يحرصون على توقيعها باسم الله عز وجل.

لا بد أيضا أن يكون واضحا أن الفرنسيين أسياد على ترابهم الوطني. وهم مطوقون بإرثهم الحضاري، وبقيم الثورة الفرنسية، وفكر الأنوار.

وبالتالي فإن من غير المسموح ل"داعش" أو للإخوان المسلمين، أو لغيرهما من التنظيمات والتيارات أن يفرضواعليهم ورقة الطريق إلى العالم. لكن ما ينساه ماكرون وغيرهم من الساسة هناك هو أن الاستفزاز المعلن في خطاب 2 أكتوبر (بعد جريمة ذبح أستاذالتاريخ من طرف الإرهابي الشيشاني) لم يؤذ فقط مسلمي العالم، ولكنه أساء لمعتقد شريحة هامة من الفرنسيين الذين همليسوا فقط المسلمين العرب والأفارقة، وغيرهم من الأصول الأخرى، بل هم المسلمون من أصول فرنسية أبا عن جد.

خطاب ماكرون يومذاك أخطأ الهدف، وأبان عن افتقاده إلى خبراء في التواصل، وفي ذكاء التمييز بين ما يهم المعرفة، وما يهم التوظيف السياسي، خاصة حين يتعلق المقام بفرنسا ذات النسيج الاجتماعي والثقافي والعقائدي المتعدد.

نعم لقد كان الرئيس يسعى، في أطروحته حول "الانفصالية الإسلاموية"(والتي ترجمت خطأ في بعض المنابر ب "الانفصالية الإسلامية" وهناك فرق كبير بين التعبيرين) إلى إقناع المسلمين الفرنسيين، ومسلمي العالم بأن العيش في ظل الجمهورية الفرنسية له اشتراطاته المؤطرة بمبادىء وقيم الجمهورية، وضمنها اللايكية( أو العلمانية) التي لا تقبل أن يسمو أي معتقد على الجمهورية.

وفي هذا الإطارأكد في ذلك الخطاب ثقته في الفرنسيين المسلمين، وفي قدرتهم على الانخراط في هذه المعركة الجمهورية ضد "الانعزالية الإسلاموية" من أجل بناء إسلام التنويرLumièresUn islam des، معلنا دعمه لهذا الإسلام. وبهذا الخصوص ذكر أنه وجد، بعد التحاور مع ممثلي الهيئات الإسلامية، قناعة مشتركة تفيد "تحرير المساجد من قبضة المتطرفين، وضرورة إنهاء فكرة إعارة الأئمة من خارج فرنسا لنحرر الإسلام في فرنسا من الضغوط الأجنبية، على أن تباشر عمليات تدريب وتأهيل جيل من الأئمة المثقفين في فرنسا الذين يدافعون عنإسلام متوافق مع قيم الجمهورية الفرنسية".

كما أعلن عن فرض إلزامية التعليم في المدرسة للجميع ابتداء من مفتتح بداية العامالدراسي 2021، ويهم القرار جميع التلاميذ ابتداء من سن الثالثة، وذلك لمواجهة ما اعتبره "الانحرافات التي تستبعد آلاف الأطفال من التعليم"، حيث ذكر أن "50000طفل يتلقون تعليمهم في المنزل، وأن هناك متطرفين دينيين يديرون مدارس غير قانونية".

في نفس السياق اعتبر أن"الإسلام دين يمر بأزمة عميقة اليوم في جميع أنحاء العالم"، معيدا أن سبب ذلك"مرتبط بالتوترات بين أصوليات ومشاريع دينيةوسياسية على وجه التحديد، والتي تفضي إلى تطرفبالغ للغاية في جميع مناطق العالم، بما في ذلك الدول التي يشكل فيها الإسلام دين الأغلبية".لكن ضمن ذلك جاء قرار إغلاق مسجد بانتان يوم19 أكتوبر2020.

ثم ستتصاعد مشاعر الغضب بعد كلمة ماكرون نفسه حين تحدث، أثناء تأبين الأستاذ في جامعة سوربون بباريس في 21 أكتوبر، مشددا على عدم تخليه "عن الرسوم الكاريكاتورية والرسومات حتى لو تراجع آخرون"، وعلى عدم المس بحرية التعبير.

عرضنا موقف ماكرون من داخل خطابه لكن الخطاب، كما يعلم اللغويون واللسانيون ومنظرو فكر التواصل، ليس هو الفكرةأو المضمون، بل الشكل والسياقونبرات المرسل وطبيعة المرسل إليه...ومن هنا اتسعت مناطق الغضب.

ثاني ملاحظة تهم الاستثمار السياسي لتلك الطبيعة الملتبسة لخطاب ماركون. حيث انبرىبعض الرؤساء في العالم الإسلامي ليخترقواتلك المناطقلاعتبارات وأهداف مختلفة.

ويهمني منهم موقفالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وجدها مناسبة ملائمة لتصفية الحساب مع فرنسا، ومع ماكرون الذي يقف في المواجهة معه في عدد من الملفات والمواقف، في ليبيا وسوريا وقبرص واليونان وأرمينيا، وقبله ملف الأكراد وتفاصيل الخلاف حول موضوع عضوية الاتحاد الأوروبي. .وأضاف بعض المحللين إلى ذلك "انزعاج أردوغان من حديث نظيره الفرنسي عن موضوع تمويل المساجد والجماعات الدينية الذي هو، في تقديرهم، أحد المنافذ التي تعبرها تركيا لتغذية فكر الإخوان المسلمين في فرنسا كما في العالم".

من كل هذه الزوايا يجب أن نقرأ الموقف التركي، وضمنه الدعوة إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، إذ يصعب علي شخصيا الاعتقاد بأنه أردوغان يشن دفاعاخالصاعن الإسلام بالنظرإلى فكر الرجل وسلوكه، فهو مسكون بوهم استعادة الخلافة العثمانية، محتضن دائم ل"داعش" ومخطط لطرقها نحو سوريا...

وبهذا الخصوص نعيد التأكيد على أن ماكرون لم يكن واضحا تماما في رؤيته،لا فقط لأنه تحدث بتعميم غير مبرر، وبدون أساس، عن أزمة في الإسلام. ولكن أيضا حين تحدث عن "الانفصالية الإسلاموية" لم يقم بجهد لتوضيح أن المقصود هو تطرف مجرمي "داعش" و"القاعدة" ونظرائهم. ولذلك كان من الطبيعي أن يفهم المسلمون بأنهم مستهدفون من طرف خطاب عنصري يصورهم كما لو هم وحدهم مصدر الشر في فرنسا.

هنا لا بد أن نشير إلى أن بعض الصحافيين والمحللين كانوا قد سعوا الى تبديد بعض الغموض كالقول بأن مساندة الرئيس لفن الكاريكاتور لم تكن تخص رسوم أسبوعية "شارلي إيبدو"، بل هي تخص حرية التعبير التي هي قيمة مقدسة لدى الفرنسيين، مضيفين بأن  محرري ورسامي "شارلي إيبدو" هم غير مؤمنين بأي دين، وبأنهم لا يسخرون فقط من ديننا الحنيف، ولكن كذلك من كل الأديان والأنبياء، كما من العرب والأفارقة واليهود والفلسطينيين بحسب الوقائع والسياقات كما وضح ذلك مقال نشر بموقع "مونتي كارلو الدولية" يوم 23 أكتوبر2020، وقد كان متضمنا لنماذج  تصور عيسى وموسى عليهما السلام...

لتبديد الغموض من لسان الرئيس كان علينا أن ننتظر ظهوره شخصيا على "الجزيرة"ليؤكد:

- تفهمهلمشاعر المسلمين، مشددا على أن حكومته لا تقف خلف هذه الرسوم، وأن "الرسوم الكاريكاتورية ليست مشروعا حكوميا، بل هي منبثقة من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة". "لكنني، يضيف ماكرون، مضطر لحماية الحق في التعبير. ولا أريد أن أضيق مساحة التعبير. هذا ما أريد أن تفهموه. وتفهموا أنها لا تستهدفكم".

- "الصحافة حرة، وحرية التعبير مقدسة. ولا يمكنني وقف ذلك" يقول ماكرون، منضيفا "كلامي بهذا الخصوص تعرض للتحريف، وفهم على أنني أؤيد الإساءة . والحال أن كل الأنبياء والرسل من كل الديانات كانوا موضوع سخرية من تلك المجلة. كما أن سياسيي فرنسا من الأغلبية أو الأقلية تعرضوا إلى الانتقاد. بمن فيهم رئيس الجمهورية".

- توضيحه أن"حديثه عن الانفصالية تعرض لسوء الفهم كذلك، وأريد أن أزيل اللبس. المقصود هو مقاومة التطرف. أما المسلمون فأحرار في فرنسا مثل كل المتدينين الآخرين، وغير المؤمنين.

هذا هو معنى اللائكية (العلمانية) التي تحمي حق الجميع في ممارسة العقائد".

- تأكيده أن كلامه عن وجود الإسلام في أزمة تعرض كذلك لسوء الفهم.

وأنه كان يقصد تحديدا "أن الأزمة قائمة داخل المسلمين، وما يعيشونه من تجاذبات تغذي توجه المسلمين نحو التطرف".

-يقول الرئيس "حربناهي مع هؤلاء المتطرفين الذين يحرفون الإسلام، وباسم هذا الدين يدعون الدفاع عنه، والمسلمون هم الأكثر تضررا من تصرف هؤلاء المحررين".

- يضيف كذلك "علينا أن نكون في حوار دائم. وعلينا تقليص مساحة سوء الفهم، ضمانا للتعايش".

 

وبعد، بعد سوء الفهم ومحاولة تبديده لا تزال لدي رغبة التأكيدعلى حاجة فرنسا إلى إخراج موضوع الإسلام والمسلمين من المزايدات الانتخابية، فذلك من مصلحة اليمين والوسط واليسار ومن كل الأقاصي، ثم هناك الحاجة إلى إعادة النظر في الموضوع، بدءا من الترسانة القانونية التي لا ينبغي أن ينظر إليها ككتاب مقدس، إذ رغم تأكيد ماكرون أن حرية التعبير مقدسة فلا شيء يمنع من تعديل قانونها، أو على الأقل إصدار نصوص تنظيمية تمنع الإساءة الى كل الأديان والمعتقدات. لحظتها ستتم حماية الاسلام والمسيحية واليهودية وغيرها، وتكريس معنى أن  "حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين" كما علمنا إياه شارل مونيسكيو منذ القرن الثامن عشر، وستسحب الذرائع التي تجعل منبرا صحفيا ما يتصرف كما لو كان معلقا في الهواء، والحال أن الأمور قد تغيرت، وصارت الهويات موضوع صراع وتنازع حول الوجود. 

ثم هناك كذلك الحاجة إلى إعادة النظر في التعامل الرسمي للإدارة مع المواطنين الفرنسيين المسلمين حيث لا يزالون يعاملون بميز واضح على مستوى الحياة اليومي إذ غالبا ما يقصى أصحاب البشرات الملونة، أو حاملى الأسماء العربية، ويعانون أثناء الترشح للحصول على منصب شغل،كما في إجراءات البحث عن السكن، خاصة بعد تنامي المد العنصري، واستفحال الازمة الاقتصادية والاجتماعية...وحتى اتهام المسلمين وحدهم باعتماد التدريس بالمنزل يتضمن مغالطة، كما صرح لي بذلك أحد الفرنسيين، الذي وضح لي أن "التدريس المنزلي واحد من الاختيارات التربوية المتاحة أمام الفرنسيين المسلمين والمسيحيين واليهود".

في هذا الإطار تناقلت وسائل إعلام رسالة وجهها،يوم 6 أكتوبر، صحفي فرنسي (ماتيو بيليار MathieuBelliard)، إلى الرئيس إيمانويل ماكرون بعد نشرتها بجريدة لوفيغارو (Le Figaro)، حيث تأسف خلالهاعن قرار الرئيس بإلغاء هذه الإمكانية الذي شكل صدمة له، ولأسرته التي اختارت منذ 2006 التعليم بالبيت، مشددا على أن "التعليم المنزلي للأطفال حقا ينص عليه القانون الفرنسي، وهو خيار يفضله كثيرون على التعليم في المدارس".

وأضاف بأن "لا أحد من أطفاله يعاني من أمراض خطيرة، ولا ينطوي اختياره على أية خلفية دينية، وإنما هو خيار يعكس رغبة والدين مستنيرين وطموحين في الالتزام التام بتعليم أطفالهم، ومنحهم نظرة واسعة للعالم وتنمية شعورهم بالاستقلالية".وأوضح ماتيو كذلك بأنه "ليس متعصبا لفكرة ما أو أيديولوجية معينة، ولا يفرض على أطفاله البقاء في المنزل، بل يسألهم بانتظام عما إذا كانوا يريدون الذهاب إلى المدرسة".

الحاجة كذلك ماسة إلى تفادي نوع آخر من الميز الذي يؤلم المسلمون الفرنسيين الذين يتساءلون لم لا تقم أركان الدولة الفرنسية بالتنديد ب"إقدام فرنسي عنصري على تهديد المارة بواسطة مسدس في شارع بمدينة أفينيون قبل أن يقتل، صباح الخميس الذي هو خميس نيس، بأيدي عناصر الشرطة.وبحسب موقع ميديا بارت الاستقصائي، فإن "المهاجم كان يلبس سترة زرقاء عليها شعار "دافعوا عن أوروبا" الذي تستعمله مجموعة يمينية متطرفة فرنسية تدعىGénération identitaire"، وكذلك الأمر حين أقدمت سيدتان فرنسيتان،بعد ثلاث أيام من حادث قتل الأستاذ، قرب برج إيفل،على تهديد كنزة وحنان المسلمتين (من أصل جزائري)، ومحاولة قتلهما بسكين أمام اطفالهما بعد شتمهما باعتبارهما من العرب القذرين.

 

بعد حادث الخميس بمدينة نيس، بثت فرانس 24 حوارا مع حكيم قروي (محلل فرنسي من أصل تونسي، مؤلف كتاب "الإسلام ديانة فرنسية" عن غاليمار سنة 2018)وضح فيه "ضرورة أن يكون هناكإسلام فرنسي كما
أن هناك إسلام سعودي وإسلام مغربي وإسلام سوري... وما يميز مسلمي فرنسا أنهم يعيشون في بيئة مختلفة فهم أقلية.

يعيشون في مجتمع لديه جذور مسيحية، وفي بلد غربي، ولهم مرجعيات ثقافية وروحية مختلفة"، داعيا فرنسا الجمهورية إلى أن تفي بوعودها تجاه المسلمين الفرنسيين، والتي هي الحرية والمساواة والإخاء.

حينها سألته المذيعة:

-"لماذا؟ هل الفرنسيون لا يتمتعون بالحرية على الأراضي الفرنسية؟"

فأجاب:

-"نعم. هناك حريات. أما المساواة فنحن بعيدون عنها".

من هنا الحاجة في رأيي إلى العمل من أجل تدبير جديد للعلاقة مع مسلمي فرنسا لتسهيل الاندماج الحقيقي، ولرعاية أوضاعهم بعدالة ومساواة، وبالعمل جديا على إصلاح هويتهم المعطوبة أما في الوضع الحالي فمقاربة الساسة الفرنسيين لن تعمل سوى على مراكمة الضغائن ما ينذر بمشروع فتنة قادمة.

آمل أن يعمل مسار التهدئة الذي دشنته الإدارة الفرنسية على توضيح ما غمضإما بسوء الفهم، أو بسبب الانفعالأو الاستسلام للتجاذب الانتخابي، وعلى تفادي توتر العلاقات مع بلد نحبه، ونتمنى أن نظل دائما إلى جانبه، وأن يظل إلى جانبنا بدون عقدة عظمة أو نقص.

المطلوب فقط الإنصات إلى كل مواطني فرنسا بمن فيهم العرب والمسلمين الذين هم جزء من النسيج الوطني، والوفاء لشعارات الجمهورية المفروض أن تظلل كل الفرنسيين، وأن يشمل ثراءَها وجود فرنسا في كل العالم.