الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

أسامة الزكاري يرصد تاريخ شمال المغرب ومظاهره الثقافية في "مدارات" التهاني

أسامة الزكاري يرصد تاريخ شمال المغرب ومظاهره الثقافية في "مدارات" التهاني الباحث أسامة الزكاري (يمينا) والزميل عبد الإله التهاني

استضاف برنامج "مدارات" الذي يعده ويقدمه الزميل عبد الإله التهاني، في حلقة يوم السبت 31 أكتوبر 2020، الباحث والكاتب أسامة الزكاري، المتخصص في تاريخ المغرب، للحديث عن اهتماماته بتاريخ منطقة الشمال وأعلامه، وكذا بمظاهر الحركة العلمية والتاريخ السياسي والحضاري لشمال المغرب، بالإضافة إلى حصيلة دراساته البيبليوغرافية والمونوغرافية ذات الصلة .

 

في بداية برنامج حوار في الثقافة أكد عبد الإله التهاني على أن الباحث أسامة الزكاري قد خطط لمساره البحثي توثيق الإرث الثقافي والتاريخي والسياسي والحضاري لمنطقة الشمال بشكل عام، ومدينة أصيلا بشكل خاص. وساهم الباحث أسامة الزكاري برصيد وافر ومتنوع من الإصدارات بمختلف الكتابات والأبحاث التاريخية والأٍركيولوجية، والدراسات البيبليوغرافية والمونوغرافية (أصيلا حصيلة البحث التاريخي والأركيولوجي ـ أصيلا دراسات بيبليوغرافية تصنيفية).

 

وعرج التهاني في تقديمه لضيفه على إصداراته التي خصصها للأديب أحمد عبد السلام البقالي على مستوى الإبداع ومنجزاته الشعرية، فضلا عن إشرافه على توثيق رجالات الحركة الوطنية المغربية، وكذا الدراسات والمقالات التي تراوحت بين الفكر والتاريخ والتوثيق.

 

الباحث أسامة الزكاري اعتبر أن انتمائه لمنطقة الشمال (أصيلا تحديدا) ببعدها الحضاري الواسع كان عاملا في توجيهه البحثي على مستوى تراثها الرمزي، بالإضافة إلى عامل تلقيه الدرس الأكاديمي والتكوين الجامعي كمحفز أساسي في مشواره المعرفي، مما جعله ينفتح على أعلام منطقة الشمال (طنجة وتطوان) من رموز الكتابة الذين عايشهم حيث قال في هذا الصدد: "أن تعايش أسماء وازنة في الكتابة يخلق لك استفزازا علميا".

 

وركز أسامة الزكاري في حديثه على أهمية "العودة للبحث المونوغرافي، والعودة إلى الجهة والانتماء المحلي". مستحضرا أطروحة الكاتب أحمد التوفيق التي شكلت انعطافة في كتابة التاريخ، وفتحت الباب للاشتغال على التاريخ المناطقي والجهات النائية والأقاصي "كان تقصيرا، حيث ظل الهامش منسيا في علاقة مع طبيعة الكتابة الكلاسيكية"، يوضح الباحث أسامة الزكاري

 

وعن سؤال اشتغاله على موسوعة حول تاريخ مشال المغرب أفاد ضيف "مدارات" بأنه "يسعى إلى تقديم وتجميع كل الوثائق والكتابات المتعلقة بتاريخ منطقة الشمال.."؛ مؤكدا على أن "الرصيد المنجز له ما له، وله ما عليه". مضيفا: "إن العمل لا يمكن أن ينجز إلا بعد تجميع المادة المصدرية والوثائقية.. وترتيبها والتعريف بالأرشيف.. بشكل يضمن الخصوبة والطراوة التاريخية".

 

وأكد الباحث أسامة الزكاري بأن "الأطروحات الاستعمارية كانت تروج لطرح مغاير على المستوى الهوياتي..و كانت تسعى لخلق نوع من الشرخ في المجتمع المغربي".

 

وفي بعض تفاصيل البحث المحلي عن تاريخ منطقة الشمال أوضح الزكاري بأن" توثيق ذاكرة الريف تحتاج إلى العودة لوثائق المؤرخين الإسبان الذين اهتموا بالمشترك بين إسبانيا والمغرب.. لأنها تحمل رؤى متجددة وتجاوزت الطابوهات التي كانت تحكم العلاقة بين البلدين.."

 

نفس الشيء ينطبق على منجز تاريخ أصيلا "رصيد وكم هائل من الوثائق التاريخية لها علاقة مباشرة بالبرتغال... وكتب الشيء الكثير عن أصيلا منذ القرن 15.." لذلك يؤكد الباحث بأنه "لا يمكن معرفة أصيلا إلا بالرجوع إلى كتابات ووثائق المؤرخين البرتغاليين"؛ ليخلص إلى أنه بعد دخول البرتغال للمغرب قد "حولوا أصيلا عاصمة للمغرب".

 

واعتبر ضيف الزميل التهاني أن "المكتبة العامة بتطوان ثاني مكتبة من حيث الأهمية لأنها غنية بالوثائق النفيسة والذخائر العلمية التاريخية الخاصة بمرحلة الاستعمار الإسباني.... ويقصدها باحثون من كل أقطار المعمور". وشدد في هذا السياق على أن الباحث "لا يمكنه أن يشتغل على تاريخ منطقة الشمال بدون المرور من المكتبة العامة بتطوان".

 

وعن القيمة العلمية التي خلفها كل من محمد حكيم بن عزوز، وعبد العزيز خلوق التمسماني، قال الباحث أسمة الزكاري بأنهما قد خلفا: "رصيدا مهما من آلاف الوثائق ذات القيمة التاريخية، والدراسات والمجلات والذخائر التي تغطي كل الميادين والحقول (الحركة الوطنية، الغزو البرتغالي، الوثائق الخاص بالصحراء المغربية، معلمة غمارة...) العمل الأكاديمي داخل الجامعة المغربية، والبحث في المادة المصدرية لتاريخ المغرب.."

 

وفي نفس السياق تحدث الزكاري عن الأديب أحمد عبد السلام البقالي، ابن مدينة أصيلا، حيث يعتبره "أحد رموز الثقافة المغربية، الذي خلف رصيدا مهما من الكتابات في الرواية والشعر والمسرحية والأنشودة....وكتب في الخيال العلمي ويعتبر مؤسسا لأدب الأطفال".

الأديب أحمد بن عبد السلام البقالي يعتبره الباحث أسامة الزكاري "طاقة هائلة في الكتابة والنشر، وذاكرة الإبداع المغربي... وظف معارفه للاشتغال على عدة نصوص هامة جدا.. إن الرجل تجاوز مدينة أصيلا والمغرب ليشتغل على مواضيع كبرى".