مجسم المشروع أصدرت عشر جمعيات ومراكز أبحاث، بياناً للرأي العام عبّرت فيه عن رفضها الشديد لمشروع تسقيف الموقع الأثري سجلماسة، معتبرة أن المشروع "يشوه" أحد أهم المعالم التاريخية بالمغرب ويشكل "إهداراً للمال العام" بتكلفة تقدر بـ12 مليار سنتيم.
وأكدت الجمعيات الموقعة، ومنها المرصد الوطني للتراث الثقافي والجمعية المغربية للتراث، أن المشروع يندرج ضمن سياسة "طمس الذاكرة والاعتداء على التراث الوطني"، محذرة من أن التسقيف المعدني سيغير من الطابع الثقافي والمعماري للموقع المصنف ضمن لائحة الآثار الوطنية منذ 2017.
وشدد البيان على ضرورة وقف المشروع فوراً، ودعا إلى إنجاز دراسات جدوى من طرف مختصين قبل إطلاق أي مشاريع بالموقع، مع التركيز على ترميم المعالم الأثرية الظاهرة مثل القصبة الإسماعيلية والمسجد الجامع وبقايا الحصن، بما يحفظ قيمتها التاريخية والمعمارية.
وطالبت الجمعيات بإدراج سجلماسة ضمن التراث العالمي، وتفعيل دور المحافظة الخاصة بالموقع ومركز الدراسات والبحوث العلوية، إلى جانب وقف كل أشكال الاستغلال غير الملائم للموقع، كدفن الموتى وإقامة ملاعب ومجازر فوق أجزاء حساسة من المعلم.
كما شدد البيان على أهمية الاستثمار في العنصر البشري وتقوية الكوادر العاملة في مجال التراث، داعياً وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى اعتماد مقاربة شمولية تضمن العدالة المجالية وحسن تدبير المال العام، بدل صرف مبالغ ضخمة على مشاريع "لا تخدم هوية الموقع ولا تاريخه".
واختتمت الجمعيات بيانها بالتأكيد على حرصها على تثمين كل عمل جاد يرمي إلى حماية وتأهيل التراث المغربي، مع التشديد على التصدي لأي تشوهات تطال الموروث الوطني المادي وغير المادي.
