الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

لماذا يستحوذ قطاع التعمير على جدول أعمال دورات جماعة الدار البيضاء؟

لماذا يستحوذ قطاع التعمير على جدول أعمال دورات جماعة الدار البيضاء؟ عبد الصمد حيكر

هناك سؤال يفرض نفسه بقوة، كلما تم الإعلان عن دورة من دورات جماعة الدار البيضاء، ألا وهو: لماذا يستحوذ قطاع التعمير على جدول أعمال دورات جماعة الدار البيضاء؟

 

قد يبدو الأمر عاديا في السنوات الماضية، بحكم أن مدينة الدار البيضاء هي القلب النابض للاقتصاد الوطني، وتعرف زخما وتمددا عمرانيا كبيرا في جميع الاتجاهات، وغالبية الأنشطة العقارية تروج داخل ترابها. لكن الأمر في زمن كورونا يطرح أكثر من علامة استفهام، خصوصا إذا علمنا أن جدول أعمال الدورة العادية للشهر أكتوبر، والتي ستعقد يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 2020، لم يضم أي نقطة تتعلق بصحة البيضاويين والبيضاويات في زمن كورونا، باستثناء نقطة يتيمة متمثلة في الدراسة والتصويت على مشروع ملحق الاتفاقية المتعلقة بتهيئة وتجهيز المستشفى الميداني المؤقت بفضاء مكتب المعارض بالدار البيضاء الخاص بمرضى كوفيد 19.

بمعنى أن نصف نقط جدول أعمال دورة أكتوبر 2020، برمجها المكتب المسير لجماعة الدار البيضاء خاصة بالتعمير والممتلكات الجماعية، وهو أمر غريب بعض الشيء، ويعكس بقوة طبيعة التدبير (الاسمنتي) للمشرفين على الشأن المحلي بجماعة الدار البيضاء، ويكفي الرجوع لجدول أعمال الدورات السابقة لنقف على بشاعة الجرم المرتكب في حق المدينة وسكانها من طرف الأغلبية المسيرة لجماعة الدار البيضاء.

 

بعض العارفين بخبايا الأمور داخل المدينة يفسرون ذلك لقوة النائب الأول للعمدة المشرف على قطاع التعمير عبد الصمد حيكر، وصلابته في الدفاع عن الملفات التي يدرجها ضمن جدول أعمال دورات مجلس المدينة، ويستميت في الدفاع عنها وفرضها ضمن نقط جدول الاعمال، بل يخوض من أجلها -والعهدة على هؤلاء العارفين- حربا شرسة مع الأعداء والاخوان.

 

قوة نائب الرئيس المكلف بالتعمير، أو العمدة الحقيقي للمدينة، تحدثت عنها الكثير من المقالات الصحفية، وأكدتها الممارسة اليومية.. إذ ها هي نبيلة الرميلي (حزب التجمع الوطني للأحرار)، تشغل أيضا نائبة عمدة المدينة، وكذلك منصب المديرة الجهوية لوزارة الصحة، ورغم ذلك لم تستطع فرض أي نقطة تخص صحة المواطن البيضاوي وتساهم في الحد من انتشار فيروس كوفيد 19.

 

لن يتسع المجال لذكر العديد من نواب رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء، الذين لا يستطيعون تضمين جدول أعمال الدورات، ولو بنقطة يتيمة يقترحونها، في حين يمكن للنائب الأول المسؤول عن قطاع التعمير فرض العديد من النقط.