السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

الثابت والمتحول في رقصة حمادة أيقونة ثقافة الصحراء

الثابت والمتحول في رقصة حمادة أيقونة ثقافة الصحراء مجموعة حمادة بوشان في مهرجان تراث أحمر باليوسفية (أرشيف)

تتابع جريدة "أنفاس بريس" عملية توثيق تراث منطقة الرحامنة في علاقة مع ثقافة الصحراء، حيث خلصنا، من خلال أوراقها ومنشوراتها، إلى أن مجموعة البحث بتنسيق ومواكبة الأستاذ عبد العالي بلقايد، قد ترجمت بالفعل والممارسة، مفهوم انخراط المجتمع المدني في توثيق الثقافة الشعبية، على اعتبار أن تمرة المجهودات الجماعية منذ البداية، فتحت في وجه كل من له غيرة على كل الأشكال التعبيرية للموروث الثقافي الشعبي بمنطقة الرحامنة.

وقد استندت المجموعة الشابة المثابرة على ركيزة الرأسمال المعنوي والمادي الذي يشكل فعلا عمق الإرث الحضاري والثقافي الذي سيفجر الأحلام ويحصن الموقع لاكتساب أسباب القوة.

حلقة اليوم التي أعدها كل من: أمينة رمحاوي وهشام متصدق، تتناول موضوع: "رقصة حمادة أيقونة ثقافة الصحراء بين الثابت والمتحول".

 

تقديم: لابد من فتح أقواس في هذا المنشور الذي نريده أن يكون مقدمة لمقال قادم، والذي سنسعى من خلاله إن تمكنا، غلق هذه الرحلة في تراث ثقافة الصحراء بالرحامنة. وبالضبط في شقه  الأول.

 

القوس الأول: مهمة توثيق التراث موكولة كذلك إلى المجتمع المدني، وليس فقط للمؤسسات ذات الصلة، وذلك بالجهد العلمي والمالي، وغيرها من الإمكانات المتاحة، وذاك ما نقوم به وسنقوم به بقناعة وفرح طفولي إيمانا منا بقيمة التطوع كقيمة طابعة لثقافتنا.

 

القوس الثاني: هذا العمل هو ثمرة لمجهود جماعي، نعتبر من ساهم فيه ولو بتوجيه أو مفهوم قدم البحث شريك لنا في هذا المجهود الفكري.

 

القوس الثالث: لا نتعامل مع التراث بلا رؤية،  بل نعتبر كل انطلاقة حضارية لا يمكن أن تكون خارجة ذاتنا التي كناها، والتي نحيا فيها، وسنكونه مستقبلا. فالرقص والموسيقى كبنية تحية للثقافة لا يمكن أن تكون إلا بالأهواء المغربية، لأن الأحاسيس وتحويلها هي المدخل لكل تحويل على مستوى التصرف والتفكير.

 

القوس الرابع: المجتمعات التي لا تتوفر على إرث حضاري وثقافي مصيرها الضمور في عالم ستكون فيه الصراعات معقدة على مستوى السيمانتيكي، والاقتصادي، والتي لها عمق ثقافي سيكون الفيض المعنوي الذي سيفجر الأحلام، ويحصن الموقع لاكتساب أسباب القوة.

 

الرقص والفن رأسمال مادي ومعنوي:

المغرب بلد الحضارة، وعمق التاريخ، والامتداد الثقافي الذي وصل صداه إلى العديد من البلدان ذات الثقل الاقتصادي والمالي. فإذا كنا قد رصدنا تبعا إلى ما أقره محمد المدلاوي المنبهي كباحث لساني، وسيميائي، بجريدة "العلم"، بكون الإيقاعات المغربية قد انتشرت بالموسيقى العالمية كالجاز والبلوز، واليابانية، والكثير من موسيقى الشرق الأدنى. فالأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تعداه إلى الرقص الذي انتقل إلى هناك عبر العبيد الأفارقة الذين حملوه إلى أمريكا، ويتعلق الأمر بالنقر بالحداء على الأرض. وقد يطلق عليه الرقص النقري، الذي قد يتشابه مع رقص سوس، والحوز اللذين يستعملان الركز بالأرجل.

وهو مستعمل حسب مجلة "بريتانيكا" بالجاز، أو البروداي، الذي يكون بالمسرح الموسيقي. وللحصول على النقر يكون ذلك بحذاء به مصفح حديدي بالأمام والكعب حتى تكون إمكانيات إصدار نقرات عند ارتطام الحذاء المصفح بالأرض.

 

هذه المعطيات الثقافية سواء بأمريكا الشمالية أو اللاتينية، تعطي إمكانيات استثمارها، سواء في الدبلوماسية الثقافية، أو في الترويج للسياحة الثقافية، وهذا رهين بالقدرة على الترويج عبر هذه الوسائط التي تكون قريبة لكثير من الشعوب التي  نتقاطع معها في الكثير من العلامات الثقافية. وهذا رهين بقدرة المؤسسات ذات الصلة بتثمين هذا الرصيد الثقافي عبر  منحه صورة مؤثرة، ومقبولة، وإن كانت جاذبيته يحوزها من إيقاعاته الساحرة والتي تتجاوب معها الذائقة الفنية، والشعبية لكثير من شعوب المعمور خاصة  بدول أمريكا.

 

مستقبلا سنكون بالاقتصاد والمال، والثقافة التي تتأسس على العمق الحضاري. فلا حضور في عالم الغد بدون هذا العمق.