الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

مراكش: بعد أن فارق بعضهم الحياة.. هل ستتحرك إدارة لخليع لإنقاذ باقي أعوانها من وباء كورونا؟

مراكش: بعد أن فارق بعضهم الحياة.. هل ستتحرك إدارة لخليع لإنقاذ باقي أعوانها من وباء كورونا؟ ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا بين صفوف مراقبي التذاكر السككيين

ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا بين صفوف مراقبي التذاكر السككيين العاملين على متن قطارات الخط والبراق للمكتب الوطني للسكك الحديدية، بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية.

 

فعلى سبيل المثال أصيب حتى مساء يوم الجمعة 11 شتنبر 2020 على الأقل 7 مراقبين يشتغلون على مستوى قطارات محطة مدينة مراكش، التي تربط بين مراكش وفاس، فيما لازالت الإدارة العامة للسكك الحديدية تتكتم على الموضوع؛ ناهيك عن العشرات من المصابين من أعوان المحطة المذكورة المكلفين ببيع التذاكر وتقديم الارشادات للمسافرين بعين المكان.

 

أما على مستوى باقي المدن، فالأكيد أن الوضع سيكون أخطر بكثير في اتجاه باقي المناطق التي تعرف انتشارا مخيفا لفيروس كورونا، خاصة على مستوى جهتي الدار البيضاء والرباط القنيطرة، تاركة (الإدارة) أعوانها المراقبين السككيين الذين يعملون طوال الوقت لتأمين رحلات وراحة المسافرين عرضة لخطر الإصابة بعيدا عن عائلاتهم، خاصة وأن أغلبهم يقطعون يوميا أكثر من 200 كلم متنقلين بين المدن، وهم يصادفون في عملهم اليومي شرائح من المجتمع المغربي من شماله وجنوبه، قبل أن يعودوا إلى أسرهم، والخوف يتملكهم من الداخل مخافة أن يكونوا من حاملي الفيروس بعد أن احتكوا خلال رحلاتهم اليومية مع المئات من المواطنين، وزرهم الوحيد في ذلك أن يكونوا من ناقلي العدوى إلى أفراد عائلاتهم الصغيرة، أو يكونوا السبب في فقدان أحدهم، لا قدر الله.

 

آخر المعطيات التي أثرت في نفوس السككيين بمدينة مراكش، فقدان أحد السككيين لزوجته وقريبة له  في وقت واحد بسبب مرض كورونا الذي لم يمهلهن كثيرا.. أما عن الوفاة الثالثة التي وقعت في أقل من أسبوعين، فيتعلق الأمر بعون سككي آخر لم ينعم بعد بتقاعده، إذ سيفارق الحياة متأثرا بفيروس كورونا، يوم التاسع من شتنبر 2020، وكان يعمل قيد حياته رئيس أمن حركات القطارات بذات المحطة المذكورة. وهؤلاء الراحلون الى دار البقاء يسكنون بعمارة مخصصة للسكن الوظيفي المجاور لمحطة القطار.

 

أما المعنيون بهذا السكن الوظيفي فقد باتوا يعانون الأمرين، من جهة غياب المسؤولين سواء من المكتب الوطني للسكك الحديدية أو من السلطات العمومية المحلية أو المنتخبة أو حتى الصحية، بحيث، وبعد سقوط الضحايا الثلاث، بات هذا الرقم مرشح للارتفاع في القادم من الأيام، ولا أحد يتحرك بالشكل الصحيح لاحتواء الوضع الوبائي وتعقيم البنايات الإدارية والسكنية أو لإجراء التحاليل المخبرية للأسر القاطنة بها والمخالطين للمصابين.. ومن جهة أخرى أنها باتت تعيش جحيما يوميا في ظل الأرقام الاستثنائية للمصابين بمحطة القطار بمراكش، في ظل صمت غير مبرر للجهات النقابية، خاصة وأن محطة مدينة مراكش، بالرغم لما تتوفر عليه من موارد بشرية مهمة، مازال أعوانها يعانون من غياب أي مخاطب اجتماعي يرعى أوضاعهم الاجتماعية والصحية المتمثلة في الكنوبس، على سبيل المثال، وهي مسؤولية النقابات السككية الحاضرة الغائبة.