الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

الراقي: هذه هي الصيغة التعليمية الأمثل لمواجهة كورونا في الموسم الدراسي الجديد

الراقي: هذه هي الصيغة التعليمية الأمثل لمواجهة كورونا في الموسم الدراسي الجديد عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم

لا تفصلنا عن الموسم الدراسي الجديد إلا أيام معدودة، إلا أن الوضعية الوبائية مقلقة وتحتاج إلى إعمال العقل التربوي لاتخاذ القرارات المناسبة حتى لا يتم خلق بؤر وبائية في المؤسسات التعليمية..في هذا السياق حاورت جريدة "أنفاس بريس" عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فكانت هذه عصارة الحوار في الشأن التعليمي في زمن كورونا

++ هناك قلق، وحيرة الآباء والأمهات إزاء سؤال كيفية استئناف الدراسة برسم 2020/2021، طبعا في علاقة بالوضعية الوبائية الخطيرة، هل هذا صحيح ؟

فعلا هناك قلق يساور الحركة النقابية، بجانب قلق و حيرة الأمهات والآباء والأسر، ونساء ورجال التعليم، وهو قلق مشروع نتيجة غموض قرار وزارة التعليم في شأن استئناف الدراسة خلال الموسم الجديد برسم سنة 2020/2021 . وقد عبرنا عن موقفنا منذ مطلع شهر غشت من السنة الجارية، بعد صدور مقرر الوزارة بخصوص تنظيم عملية انطلاق الموسم الدراسي، والذي نعتبره جاء متأخرا ليثير من جديد سؤال ما العمل؟ وكيف سندير مسألة الموسم الدراسي الجيد في علاقة بالوضعية الوبائية الخطيرة؟

نحن كنقابة وطنية للتعليم في السيديتي، نشاطر هذا القلق مع كل المغاربة، ومع شركاء العملية التعليمية في ظل جائحة كورونا، هذا القلق الناتج عن الغموض الذي يكتنف قرار الوزارة، مع العلم أن تركة السنة الدراسية المنصرمة على مستوى العمل المؤجل إلى غاية شهر شتنبر 2020 ثقيلة.. لأن ما تبقى من امتحانات يشكل أيضا قلقا إضافيا مثل (الامتحانات الجهوية، والامتحانات الجامعية السنوية ...)، قلق إزاء مخلفات السنة الفارطة؟ وأظن أن كل هذا أصبح في كف عفريت..

++ هل هناك تخوف من انتشار الفيروس وسط مكونات الحقل التعليمي وتحويل المؤسسات التعليمية إلى بؤر وبائية ؟

الحالة الوبائية في المغرب واضحة، لقد أصبحنا نسجل يوميا ما بين 1000 إلى 1600 حالة إصابة، وكذلك ما بين 30 إلى 40 حالة وفاة يوميا، وهذه الأرقام دالة وتترجم الشكل التصاعدي لمنحى الإصابة والوفيات، لذلك نقول أن الأمر يستدعي قرارا خاص واستثنائيا من طرف الجهة المسئولة عن تدبير قطاع التعليم بشكل عام.

اعتقد أن استئناف الدراسة بشكل عادي وتنظيم ما تبقى من امتحانات ممكن يساهم في خلق بؤر بالمؤسسات التعليمية، ويمكن أن يهدد سلامة ساكنة أي مدينة بفعل انتقال العدوى وسط التلاميذ والتلميذات.

عامل الاكتظاظ سيشكل هاجسا لدى كل المسئولين بالمؤسسات التعليمية بالمدرسة العمومية أضف إلى ذلك أن نسبة النجاح التي عرفتها الامتحانات الإشهادية كانت مرتفعة هذه السنة (السادس والثالث إعدادي و السنة الأولى باكلوريا) لأسباب معرفة، دون الحديث عن أمواج هجرة التعليم الخصوصي نحو المدرسة العمومية...

++ ما هي توقعاتك، وما هو موقفك في هذا الشأن بالنسبة للنقابة الوطنية للتعليم؟

لقد اقترحنا في بداية شهر غشت سيناريو "التعليم بالتناوب" لتفادي انتشار الجائحة في صفوف التلاميذ والأسر، (وهذا الأمر عبر عليه ملك البلاد في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب بعدما اتضحت خطورة انتشار الوباء وتصاعد أرقام الإصابات والوفيات). وأكدنا على أن سيناريو التعليم الحضوري بنسبة 100 في المائة مستبعد جدا، نظرا لتصاعد الحالة الوبائية في البلاد. نفس الشيء ينطبق على صيغة التعليم عن بعد بنسبة 100 في المائة.

++ لماذا التعليم عن بعد مستبعد بالنسبة للموسوم الدراسي الجديد؟

لأن التجربة كانت فاشلة، وتم الإقرار رسميا بعدم اعتماد فترة التعليم عن بعد خلال فترة الحجر الصحي فيما يتعلق بتقويم تعلمات التلاميذ. بمعنى أن الدروس المنجزة عن بعد لم تحسب في امتحانات نهاية السنة سواء في الباكلوريا أو في التعليم العالي أو غير ذلك. الغريب في الأمر أن الوزارة استبعدت هذا السيناريو ووضعت بدله مقرر تنظيمي للسنة الدراسية الجديدة وكأن الأمر عادي جدا.

++ ما هي إيجابية صيغة "التعليم بالتناوب"؟

التعليم بالتناوب هو نوع من المزاوجة بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وهو الصيغة الكفيلة بتطبيق إجراء التباعد الإجتماعي. لأن التعليم بالتناوب سيقلص من عدد التلاميذ بالأقسام الدراسية ووسط الساحات أثناء الاستراحة بنسبة 50 في المائة، لضمان تطبيق التباعد الإجتماعي والجسدي... ممكن أن نوفر التعقيم ومستلزمات النظافة والكمامات ولكن مسألة التباعد الاجتماعي اعتبرها شرط صعب التحقق.

التباعد الاجتماعي في الوسط التعليمي معضلة حقيقية لا يمكن تطبيقها إلا بصيغة ّالتعليم بالتناوب" والتقليص من عدد التلاميذ بالأقسام والساحات القسم يضم ما بين 40 إلى 46 تلميذ)، والعمل على تناوب 50 في المائة من التلاميذ على مقاعدهم الدراسية الحضورية، والنصف الآخر يمارس دراسته عن بعد في مواد وبرامج بيذاغوجية يمكن متابعتها عن طريق التواصل الرقمي وشبكة الانترنيت.

++ هل الوزارة هيئة لهذا السيناريو أي صيغة التعليم بالتناوب؟

أولا تحقيق العمل بصيغة التعليم بالتناوب يحتاج إلى مجهود كبير، مما يطرح سؤال عمل الوزارة لتحقيق شرط التباعد الاجتماعي، في الحقيقة المسألة غير واضحة وهذا غموض يكتنف الدخول المدرسي الجديد. ليس هناك حسم وليس هناك وضوح...نحن مع هذا الحل الذي نعتبره واقعي ومنطقي حتى لا تتحول مدارسنا إلى بؤر وبائية... آلاف المتمدرسين من التلاميذ الأطفال والمراهقين لا يمكن أن تطبق عليهم مسألة التباعد الاجتماعي، وصعب أن تفرض عليهم التباعد الجسدي.

الدخول المدرسي العادي نعتبره مجازفة ومخاطرة بصحة التلاميذ والأسرة المغربية عامة، ونرفض أن تتحول مدارسنا إلى بؤر وبائية إلى جانب البؤر التجارية والصناعية والعائلية.

إذا لا قدر الله تم انتشار الوباء وتحولت المدارس إلى بؤر وبائية فالحل الوحيد آنذاك هو إغلاق المؤسسات التعليمية والإعلان عن سنة بيضاء وإنهاء الموسم الدراسي قبل الأوان وهذا ما لا نتمنوه لبلادنا.

++ هل من تجارب يمكن الاستئناس بها في الشأن التعليمي في زمن كورونا؟

يجب إعمال العقل التربوي المبدع، ويجب على الوزارة أن تأخذ بعين الاعتبار صيغة التعليم بالتناوب، الذي ستشتغل به دول مثل الأرجنتين وكذلك فرنسا...، وعدد من التجارب التي تسير في اتجاه العمل بهذه الصيغة، ونحن في النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل نعتبر هذا حلا من الحلول الممكنة التي ستخفف من وطأة الوباء و الحد من مخاطر تفشي مرض كورونا في أوساط التلاميذ والمجتمع بصفة عامة.