الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد بوازرو: حتى لا تصبح السيطرة تحت الوضع.. أنقذوا مراكش ستحتاجونها مستقبلا

محمد بوازرو: حتى لا تصبح السيطرة تحت الوضع.. أنقذوا مراكش ستحتاجونها مستقبلا محمد بوازرو

"لا سياحة ولا صحة ولا عمل ولا رياضة، فكيف لهذه المدينة أن تستمر في ظل كل ما ذكر، فالراية البيضاء اقتربت من أن تحمل، أو لربما حملت وانتهى الأمر.."

عبارات صادقة ومؤثرة وصلتنا منقولة من الزميل مولاي عبد الله العلوي، ابن هذه المدينة العريقة الغيور عليها حتى النخاع.

 

مولاي عبد الله نقل إلينا هذه العبارات والارتسامات لكي يكشف زيف أولئك الذي يدعون اهتمامهم بمدينة عريقة ضاربة جذورها في تاريخ المملكة المغربية، بعد أن تخلوا عن مدينة مراكش البقرة الحلوب التي كانوا يحلبون منها ملايير الدولارات في السياحة، وتخلوا عن ساكنتها، وتخلوا عن تجار السياحة بالمدينة القديمة وجامع الفنا، وتخلوا عن صناع الفرجة من الحلايقية ورواد التنشيط السياحي وعن الصناع التقليديين المبدعين، وتخلوا عن سائقي الطاكسيات والنقل السياحي، وتخلوا عن الفنادق وعمال الفنادق، وتخلوا وتخلوا... وهي الآن تحتضر ولا من مجيب ولا من يتدخل.

 

الزميل مولاي عبد الله العلوي الذي يعد من أبرز المصورين الفوتوغرافين بمراكش، أبى إلا أن يمرر لنا عبارة "لا طير يطير ولا وحش يسير"، ولعلها أبرز جملة يمكن أن يقولها المراكشيون على مدينتهم في الآونة الأخيرة في ظل التهميش الذي شهدته المدينة الحمراء، جراء انتشار فيروس كورونا، مأزومة بهشاشة القطاع الصحي الذي لربما بدأ بالانهيار، حسب العديد من المتتبعين.

 

فمدينة مراكش، كما نقل إلينا العلوي، أصبحت تعيش وضعية صعبة للغاية، أما سكانها فلم يعد لهم القدرة لتحمل هذه الحياة التي لم تعتد عليها لا المدينة ولا القاطنين بها، لا سياحة ولا اقتصاد ولا صحة ولا عمل، والكل يشتكي .

 

وكما كان زميلنا يصر دائما في كل مناسبة، فـ "لعل ما يجب أن يكون الآن، هو تحرك السلطات والمسؤولين، والتفاعل مع احتجاجات المواطنين، ومع حاجياتهم، وإيجاد حل لهذا التدهور الذي تعيشه المدينة الحمراء، قبل أن تصبح السيطرة تحت الوضع، بدل الوضع تحت السيطرة.. فانقذوا مراكش، لأنكم ستحتاجونها مستقبلا"...