من أجل القيادة وأخد المسؤولية - بما لها و ما عليها - في أي مجال انطلاقا من التسيير والاشراف على مشروع صغير جدا " حانوت " كمثال، إلى منصب رئيس حكومة باعتباره الشخص الاول المنتخب شعبيا يتولى تسيير الشأن العام، يجب أن تكون في المستوى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليس بالضرورة أن تكون لديك مؤهلات أكاديمية كبيرة أو خريج اوكسفورد أو السوربون ... بل يجب أن تكون فطن، عاقل، مفكر، ذكي، و ثقيل أو كما نقول باللغة العامية المغربية "خاتر ".
حكومتنا الفاضلة الجميلة الرائعة المتكاملة... ال .... ال ... ال ... بوزرائها المنتخبين على رأسهم رئيس الحكومة وأحزاب الأغلبية والتكنوقراطيين، كشف * كوفيد 19 * هفواتهم و عشوائيتهم بتوقيع قارات وبلاغات تحطك انت كمواطن بين ليلة وضحاها أمام أمر الواقع بدون مهلة أو زمن محدد للتنفيذ (في بعض الاحيان يكون التنفيذ بعد 6 أو 4 ساعات ... كل الأسف).
منذ توليهم تدبير الجائحة و نحن نتلقى الصفعات، إلى اخر قرار قاتل مشترك اصدر يوم الأحد 26/07/2020، قرار مفاجئ، مباغت لا يحترم ذكاء المواطن المغربي.
أُفصل هذه النقطة بضبابية الحكومة في تدبير الجائحة – منذ بدايتها – بسرية التفاصيل ومراحل الحوار والنقاش الذي أدى إلى الوصول لذلك القرار و تعليل المخرجات، أولا احتراما لكينونة ووجود المواطن المغربي، و ثانيا تزكية مصداقية الحكومة – المهزوزة – و الوزراء مما يولد قناعة لعامة الشعب بان القرار الذي اتخذ سليم و في مصلحة العامة.
الأهم – فيما يخص الشق المادي – هو انعدام تقارير و تفاصيل صرف مساهمات صندوق تدبير الجائحة الذي احدث بتعليمات سامية من طرف جلالة الملك، فهذا الأمر جد مهم تحوم عليه الكثير من علامات الاستفهام و التعجب ؟؟؟؟
عندما يتعلق الامر بقرارات حكومية من هيئات ساهرة على تسيير الشأن العام والأمن القومي، ليس لديها الحق أن تقوم بإصدار قرار قاتل وغير مدروس في " الدقيقة 90 " و قد شاهدنا ما وقع ، الشوارع ممتلئة ... مداخل المدن و الطرق السيارة محتقنة، الجميع يفر كأنها " ابوكاليبس ".
بعد القرار بساعة امتلاءات المحطات الطرقية والقطار، الحكومة بما وقع تكون قد ساهمت بتوسيع دائرة انتشار الفيروس وأي شخص مخالط لا يعلم أنه مصاب سيولد بؤرة.
السرعة من أجل الوصول إلى الوجهة سببت حوادث مميتة، قرار ساهم بتشريد اطفال وعائلات و قتل ناس ... يحز في النفس كل تلك المشاهد التي نقلت عبر منصات التواصل الاجتماعي لصور اللهفة والسرعة والبحث والهرب السريع.
لا يمكن التغاضي عن المسؤولية التامة للحكومة، لكن حتى بعض المواطنين سامحهم الله يلامون فيما وقع، لا أتحدث عن الذين يقضون عطلة أو في سفر و سارعوا من أجل الرجوع، أتكلم عن بعض المواطنين، انطلقوا بعد البلاغ بقليل من أجل الالتحاق - بمدن الأصول - وقضاء عطلة العيد مع الاحباب، فقد كانوا من المساهمين في فوضى يوم الأحد ، لماذا هذه الفئة لم تلغي بصفة نهائية السفر؟؟؟ فالمغرب - بل العالم - يعيش فترة غير عادية وحرجة، أيضا من نقل الاغنام بسرعة و تهور ليلا وتسبب بحوادث مميتة، لا أغنام وصلت إلى أصحابها ولا أرواح سلمت.
عشوائية في التواصل، نحس كمواطنين أن الحكومة بكل وزرائها تعامل عامة الناس بتكبر وسياسة أمر الواقع، وليس لدينا الحق في البحث عن التفاصيل أو المطالبة بها، ربما لأنها تفاصيل ليس لدينا القدرة على فهمها أو تتجاوز مستوى ذكائنا لأن الوزراء اذكى من العامة ... كل الاسف ... يتم تمرير قرارات بأنانية و سكوت حتى "يبرد الطرح" كيف لا و أن معظم وزراء الحكومة يمررون فضائح أعمالهم الخاصة بهذا الاسلوب.
أظن أن أصغر موظف في هيكل الاستخبارات المغربية عند التشاور معه و طرح سؤال بسيط بأن وزارة الداخلية و وزارة الصحة ستقرر إقفال المدن المشار إليها (بتلك الصيغة التي خرج بها البلاغ) سيجيبك انك تبحث عن كارثة، و هذا ما وقع .
مؤسسات الدولة بميزانيات ضخمة و كثرة المناصب والموظفين، ليست قادرة على إدارة الكثير من الملفات (الأمثلة كثيرة) بالإضافة إلى جائحة كورونا التي زادت الطين بله، هل لدينا خصاص في الأطر؟؟؟ أظن أن هناك الكثير من الكفاءات والشباب بصفة خاصة حاصلين على تعليم في المستوى لا في المغرب أو خارجه، هل ليس لديهم القدرة على تسيير ووضع دراسة إستراتيجية وإخراج قرارات حكيمة وموجهة من أجل تفادي الانتكاسات ؟؟؟ لماذا ليس لدينا ثقافة تحليل المخاطر ولا نستعمل هذه الالية (Gestion des risques)؟؟؟ لماذا التواصل مع الشعب ضعيف و ليس في المستوى ؟؟؟
رغم أننا مازلنا في حالة الحجر الصحي فهذه الاخيرة لا عرفيا و لا اخلاقيا تعطيك حق إصدار أمر الاغلاق بصفة نهائية بل تدريجيا كان افضل و أرقى و أحسن ، خطأ قاتل وفادح اخر يسجل في تاريخ حكومة العثماني.