الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

لزرق: الابقاء على اللائحة الوطنية للشباب هو تكريس لريع الحزبي

لزرق: الابقاء على اللائحة الوطنية للشباب هو تكريس لريع الحزبي رشيد لزرق
لقد أعطت اللائحة الوطنية للشباب مفعولا عكسيا وجعلت الشباب انتهازيا متربصا في انتظار دائم فرصة الانقضاض على ريع القيادة؛ وهي عامل  من عوامل "ستاتيكو" الحزبي، االذي يستغل  لضرب أي فعل سياسي.
واعتقد  بأنه  قد حان الاون للتطبيق الصارم للدستورعلى اعتبار أنه لا أساس دستوري لهذه اللائحة التي ترسخ التميز وتفرزالمريدين عوض القادة، كما أن التجربة  أظهرت أن جل من تمكنوا من الصعود في لائحة الشباب، اصبحوا مثال الانتهازية والانتظارية ويعتبرونها حقهم في الريع، ولم تظهر أن ما تسمى لائحة الشباب تحفز الشباب فعلا على المشاركة السياسية.
غير أن الثابت في الأمر  هو أن اللائحة الوطنية لكل حزب  تفرز شبيبات حزبية بعقلية شيوخ .
وفي هذا المنحى يكفي القيام بتقييم حصيلة الكوطا الشبابية التي شرعت مند انتخابات 2011، والتي كان المبتغي من وراءها هو دفع الشباب  إلى الاقتناع  بأن معركتهم  يجب أن تكون  من داخل المؤسسات لكن ما حصل هو ظهور ممارسات عكسية.
  
 وبالتالي  فإن  الابقاء على لائحة الشباب هو تكريس لريع  الحزبي، وقتل للسياسة  التي من المفترض. ان يكون محركها هم الشباب  بالاضافة  الى ان لائحة الشباب  تضرب فلسفة التمثيلية داخل المؤسسة المنتخبة .
ان انتظار مكان في لائحة الريع قوى إذن  
الطابع الهرمي للأحزاب السياسية و كان احد مسببات بروز احزاب الافراد و تقوية  العلاقة التسلّطية في المنظومة الحزبية.
فاللائحة الوطنية بدل  أن تضرب هذه العلاقة تحاربها    عملت بالعكس على  تدريسها وهو  ما افرز لنا شباب الريع، غير قادر على ابداع  شكل جديد لتحقيق التمثيل السياسي و من التفاعل و إيجاد طرق جديدة لإعادة توجيه طاقاتهم من أجل تحقيق الهدف الأوسع و ادراك ان عملية تكريس الديمقراطية  هي عملية طويلة وشاقة،يفرض علي الشبيبات الحزبية بدل المطالبة بالريع  العمل على خلق حراك حزبي داخل تنظيماتهم الحزبية، عبر المطالبة  باعتماد طرق  التنظّيم الجديدة والهيكليات الأفقية التي من شانها جعل الشبيبات الحزبية  الأكثر كفاءة في التحول الديمقراطي السليم.
الخلل لا يتعلق بخلل في الديمقراطية التمثيلية كما يحاول البعض تبريره؛ بل المسألة مرتبطة ببنية حزبية باتت تفاوض لكبح الحراكات من خلال ريع المناصب و شراء المواقف و العمل بمبدأ العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة، فالثابت في المنظومة الحزبية  أن الديمقراطية صارت تُشترى من خلال الوعود الذي يعطيها قادة الأحزاب و كذلك تقديم الحصانة السياسية للفاسدات و المفسدين. وهنا تطرح مدى تمثيلية الفئات الشعبية المتضررة بالفعل  من الخيارات اللاشعبية، و من مقاومة حدوث التغيير، فظل افتقاد  شبيبات حزبية لوعي ديمقراطي يجنبها الوقوع في علاقة زبونية مع قادة  الأحزاب الشعبوية التي تستثمر قدراتها التنظيمية  من أجل تقديم موالين لها كممثلين  
للشباب