الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

هل يتوفر الوزير الفردوس على الشجاعة والكفاءة لتصريف مضمون نداء مرصد الإرهاب والتطرف؟

هل يتوفر الوزير الفردوس على الشجاعة والكفاءة لتصريف مضمون نداء مرصد الإرهاب والتطرف؟ عثمان الفردوس
بعد أن خاب ظن المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف في حنكة عثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة وجه هذا الأخير نداء صارما قال فيه "كنا ننتظر أن تبادر الوزارة إلى فتح مشاورات متعددة أفقية وعمودية مع النسيج المدني، وكل المتدخلين المدنيين في قطاع الطفولة والشباب إيمانا منا أننا شركاء، ومع التمثيليات الوطنية كالجامعة الوطنية للتخييم والجمعيات الوطنية والجهوية والمحلية. وباقي المكونات التي تتقاطع اهتماماتها وقضايا الطفولة والشباب، لكن خاب ظننا، ولم نجد بدا من توجيه هذا النداء، فلا يمكن القبول بأي ردة عن قيم وآليات المقاربة التشاركية في التخطيط وصياغة البرامج الكبرى".
في سياق هذا النداء، توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة منه، أوضح المرصد أنه "انتظر ما يكفي من الزمن ومنح لوزارة الشباب والرياضة والثقافة، الوقت الكافي حتى يستأنس الوزير الجديد بأجواء القطاع ويطلع على الملفات الاستراتيجية، وبالتالي يقوم بعرض استراتيجية الوزارة الوطنية لتدبير مرحلة الحجر الصحي وما بعد الحجر الصحي بما يخدم الطفولة والشباب، علما أن قطاع التخييم تدبره بالشراكة عدد من مكونات المجتمع المدني والفاعلين التربويين كالجامعة الوطنية للتخييم التي نتقاسم معها أفقيا جل تصوارتها وبرامجها الرائدة في أجرأة البرامج الوطنية والتنزيل السليم لفلسفة الدولة في القطاع دون أن ننسى الأطر الكفأة للوزارة التي كانت في عدة محطات مصدر إلهام وإبداع وجسر تواصل بين مختلف الأطياف بحس وطني عال وكفايات تدبيرية متميزة جدا..."
ورغم تداعيات أزمة الجائحة على جميع المستويات مازالت الوزارة خارج التغطية و لم تعلن عن "تصورها لتدبير قطاع الطفولة والشباب تحت إكراهات هذه المرحلة الصعبة، إن الوضع المعطل حاليا وفي ضوء قيم الحكامة يعد هدرا خطيرا للزمن و للطاقات والموارد. مما يفرض علينا أن نخرج من الانتظارية إلى المبادرة حماية للطفولة والشباب من تداعيات الحجر الصحي وما بعده". يضيف نداء المرصد
ولم يتردد رفاق قمر محمد رئيس المرصد أن يبسطوا أمام الوزير الفردوس مجموعة من الأسئلة التي وصفها النداء بـ "حذرة ومتفائلة في الوقت نفسه، حذرة من تجاهل ممكن لعرض المرصد ممكن أن يكون مكلفا نفسيا واجتماعيا لطفولتنا وشبابنا، ومتفائلة ثقة في وزير شاب ذي مسار متميز يمكنه بلا تحفظ من التجاوب الإيجابي انسجاما مع نهجه الأكاديمي والمهني".
في سياق متصل ساءل المرصد المسئول الوزاري عن استراتيجية وزارته وتصورها في علاقة مع الجائحة في "الحد الأدنى لتدبير القطاع وتنزيل مشاريع وبرامج متلائمة، قادرة على التكيف وتدبير كل الإمكانات المتاحة لتحقيق موسم تربوي مكيف لكنه رائد التجربة".
وأكد نداء المرصد أنه لا يمكن التحجج بـ "الحجر الصحي وإكراهاته لتعطيل أوراش الوزارة، و تأجيل كل دينامية تربوية، فهذا زمن صعب لكنه فرصة لصناعة النخب وإفراز الطاقات المبدعة، والكشف عن العقول المبتكرة، على غرار باقي القطاعات الحكومية مطلوب من الوزارة أن تبادر إلى الملاءمة والتكييف، وتتسلح بالشجاعة الكافية لفتح نقاش حول استراتيجية مبدعة متكيفة"
وكشف المرصد على أن "الطفولة الآن تعاني الأمرين في البيوت من جراء الآثار ضغط التعليم عن بعد وما صاحبه من توتر نفسي، والحالة هذه فالحاجة إلى مبادرات إبداعية مبتكرة أكثر استعجالا من أي وقت ما"
وطرح نداء المرصد صيغ بديلة قائلا: " فبدل أن يذهبوا للمخيمات لنشارك الطفولة في البيوت برامج وأنشطة وصيغا للترفيه والتنشئة الاجتماعية، ولنا الثقة في أطر الوزارة وقدراتهم على الإبداع وتعميق التفكير كعادتهم حول القضايا المطروحة بشراكة فعلية وكل مكونات النسيج التربوي المدني والفاعلين والفاعلات.."
وأعلن النداء بأسف على أن الوزارة لم "تبادر لحد الساعة إلى تقديم تصورها لتدبير قطاع الطفولة والشباب لمرحلة ما بعد الحجر برؤية استباقية عقلانية.. فهل صارت الطفولة والشباب خارج أجندة الوزارة في زمن كان ممكنا لها أن تكون مبدعة. ومبادرة لما تزخر به من أطر وطاقات إبداعية في شتى المجالات؟؟."
"ما أحوج أبناؤنا وشبابنا في هذا الزمن الفارق إلى برامج مبتكرة و مبادرات تملأ الزمن الفاصل و تدبر الزمن المتبقي لابتكار وضعيات تربوية طفولية جديدة، وصيغا حداثية للترفيه والتربية والتكوين. فلنتعامل بإيجابية مع الحجر الصحي ولتكن الجائحة مصدر قوة وإبداع لا مصدر إحباط و تعطيل" كما هو واقع الحال.
وشدد نداء المرصد على أنه ينتظر "بأمل من الوزارة أن تبادر إلى فتح مشاورات مع مكونات المنظومة التي راكمت من التجربة ما يجعلها محط ثقة كل الفاعلين والمتدخلين لصياغة استراتيجية عاجلة ذات زمنين، زمن الحجر الصحي وزمن ما بعد الحجر الصحي".
على اعتبار يقول النداء أن " الطفولة والشباب أكثر حاجة اليوم من أي زمن آخر إلى برنامج حية محينة ومكيفة من شأنها تخفيف وطأة الحجر والتأهيل النفسي والاجتماعي في مرحلة ما بعد الحجر الصحي، حتى يكون العبور بين الزمنين نفسيا سلسا واجتماعيا سليما وبدون صدمات سوسيوـ نفسية".
وفي ختام ندائهم قال رفاق قمر محمد أن مرصدهم يضع "إمكاناته البشرية والمعرفية والتدبيرية رهن إشارة الوزارة لوضع تصور وطني عقلاني مكيف ومبتكر". معلنين انفتاحهم على كل "حوار تشاوري لإنضاج المرحلة وتجويد العرض التربوي مع التكييف والملاءمة..." معتبرين النداء "هذا نداء نسجله للتاريخ من باب المسؤولية والوطنية دون مزايدة ولا شعبوية...فالطفولة والشباب أشد حاجة اليوم إلى الوزارة من أي زمن آخر... فللحجر تداعياته الخطيرة النفسية والاجتماعية ولابد من مبادرة وقائية شجاعة وقرارات رائدة".