الخميس 28 مارس 2024
سياسة

علي بوطوالة : اليوسفي قاد إصلاحات كثيرة.. لكن للأسف تم الإنقلاب على تجربته على غرار عبد الله إبراهيم

علي بوطوالة : اليوسفي قاد إصلاحات كثيرة.. لكن للأسف تم الإنقلاب على تجربته على غرار عبد الله إبراهيم علي بوطوالة، و الراحل عبد الرحمان اليوسفي
قال علي بوطوالة، منسق فيدرالية اليسار الديمقراطي في شهادة لجريدة "أنفاس بريس " في حق المجاهد الكبير عبد الرحمان اليوسفي جاءت كالتالي : 

إنه لا أحد يمكن أن ينكر دور الفقيد عبد الرحمان اليوسفي في تاريخ المغرب، وفي إطار الحركة الوطنية والمقاومة من أجل طرد الإستعمار الفرنسي، كما أنه لعب دورا قياديا في إطار الإتحاد الوطني للقوات الشعبية بجانب الشهيد المهدي بنبركة، والفقيد عبد الرحيم بوعبيد، والمرحوم عبد الله ابراهيم، والمرحوم الفقيه البصري وآخرون، واستمر في لعب دور قيادي داخل الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، خاصة بعد خلف الفقيد عبد الرحيم بوعبيد بعد وفاته عام 1992، ويعتبر ما يشهد الجميع مهندس ما عرف ب " حكومة التناوب "، ولعب دورا كبيرا آنذاك في إنقاذ المغرب من ما عرف ب " السكتة القلبية "، بالرغم من وجود ما كان يسميهم ب " جيوب المقاومة "، حيث أدخل إصلاحات كثيرة ومتعددة، لكن مع الأسف لم تكتمل، أولا لأن تجربته أوقفت في منتصفها بعد ما عرف ب " الإنقلاب " عليها عام 2002، علما أنه كان من المفروض بحكم نتائج صناديق الإقتراع أن يستمر على رأس حكومة أخرى، فإذا تم إيقاف تلك التجربة، كما تم إيقاف تجربة عبد الله ابراهيم في بداية الستينيات، وبطبيعة الحال كان خطابه الشهير في بروكسيل حول المنهجية الديمقراطية بمثابة نقد ذاتي، لأنه كان يراهن كما يقال على النية الحسنة، ولكن وكما قال هو نفسه فالسياسة ليس فيها تأمين، ولا تقوم على النوايا الحسنة، بل هي تدبير الصراع من أجل المصالح، ومع ذلك لا يمكن لأحد أن ينكر ما قدمه من تضحياته، وعلى الخصوص استقامته ونزاهته مقارنة مع رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على إدارة الشأن العام طيلة 60 سنة الأخيرة.
كما لا يمكن إنكار الدور الهام لحكومة عبد الرحمان اليوسفي في تجربة العدالة الإنتقالية رغم أنها دشنت بعد توقيف تجربته، فهي تعد استمرارا بشكل من الأشكال لتجربته، وأنا أتذكر أنه لولا دوره لما تم إنصاف 1500 من نساء ورجال التعليم والصحة، والذين تم تجميد وضعيتهم لمدة عقدين من الزمن، ولم يتم تسوية أوضاعهم الإدارية والمالية إلا بعد مجيء حكومة عبد الرحمان اليوسفي، وكان ذلك سنتي 2000 و2001، وكذلك على المستوى الإقتصادي تم خلال تجربته تصحيح التوازنات الكبرى التي أصابها الإختلال، وإن كان على حساب المؤسسات العمومية التي تمت خوصصتها، لكن حدث هذا في إطار موجة دولية، وفي إطار العولمة، وفرض المؤسسات المالية الدولية سياسة نيوليبرالية على جميع البلدان النامية، والمغرب بدوره خضع لتلك التوجهات، رغم كون الذين كانوا على رأس الحكومة كانوا في السابق يعارضون الخوصصة ويعارضون السياسة النيوليبرالية. 
ونحن بهذه المناسبة نترحم على الفقيد عبد الرحمان اليوسفي، ونقدم أحر العزاء لحزبه، ولعائلته الصغيرة والكبيرة، ونتمنى لهم الصبر والسلوان