الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الحميد اضليعة: بكالوريا 2020 وسؤال هل يمكن النجاح بتميز؟

عبد الحميد اضليعة: بكالوريا 2020 وسؤال هل يمكن النجاح بتميز؟ عبد الحميد اضليعة
تشكل بكالوريا يوليوز  2020 استثناء في تاريخ التعليم ببلادنا لارتباطها بمجموعة من المعطيات أهمها انتشار كورونا فيروس وما صاحب ذلك من خطر هدد الإنسان في صحته وحياته، وفرض الطوارئ والحجر الصحيين.
إن قرار تأجيل إجراء الامتحان الوطني للبكالوريا إلى شهر يوليوز والاكتفاء بالامتحان في المقروء حضوريا إلى حدود ما قبل 16 مارس 2020 تاريخ توقف الدراسة بسبب الطوارئ الصحية هو قرار شجاع في مرحلة صعبة.  ويعني هذا القرار من ضمن ما يعنيه:
• مدة أطول للتحضير للامتحان الوطني (أكثر من 7 أسابيع إضافية تحتسب ابتداء من تاريخ 12 ماي 2020)،
• دروس أقل (المقروء فقط)
• ومجهود أقل مقارنة ببكالوريا المواسم الدراسية السابقة،
• فرصة أكبر للنجاح وبتميز،
من خلال هذه المنطلقات، واستحضارا للحكمة الفرنسية القائلة: " من يريد يبحث عن الوسائل، ومن لا يريد يبحث عن المبررات" يكون تلميذ البكالوريا أمام تحد كبير وهو أن النجاح لا يجب أن يناقش- إلا في حالات محدودة جدا- بل ما يجب على كل تلميذ الإجابة عنه: هل يمكن النجاح بتميز - وأشدد على التميز - من خلال الحصول على معدل التميز في بكالوريا 2020 ؟  
هذا السؤال، يقود التلميذ الباحث عن التميز إلى طرح سؤال ثان: ماذا يجب فعله لتحقيق ذلك؟، وهنا أوجه تلميذ البكالوريا إلى العمل ببعض التوجيهات والقواعد المساعدة:
1. وضع هدف واضح، دقيق وكبير في مستوى التميز المنتظر.
2. التوقف بشكل فوري عن استقبال الإشاعات أو الترويج لها مع البحث عن المعلومة من مصادرها الرسمية وهي المؤسسة التي ينتمي إليها التلميذ،
3. استثمار رمضان والحجر الصحي للمراجعة والدعم،
4. استثمار أكبر للوقت من أجل تحقيق النجاح بتميز،
5. التدبير الجيد للزمان حتى لا يحصل العياء والملل وربما التوتر والقلق وغيرهما، 
6. وضع خطة زمانية دقيقة للمراجعة والإلتزام بها،
7. التدرب الكبير على نماذج الامتحانات السابقة والتمارين التطبيقية لمواد الإمتحان الوطني لدورها في التمكن من المهارات المطلوب الاشتغال بها  في الامتحان والمعلومات المطلوب توظيفها خلاله،
8. التدبير الجيد خلال المراجعة لمواد الامتحان الوطني وعدم التقليل من قيمة أي مادة. كل تقليل هو إضعاف لمعدل النجاح بتميز،
9. مراجعة الدروس تبدأ من الأقل تحكما فهما وتطبيقا إلى الأكثر ضبطا
10. التنويع في يوم المراجعة بين المواد العلمية والتقنية (الرياضيات، الفيزياء... ) وبين المواد الفكرية (الفلسفة، العربية، الإنجليزية...). مثلا: لا نراجع الرياضيات والفيزياء متتابعين، أو الفلسفة والعربية... بل استبدال ذلك مثلا بالرياضيات والفلسفة، الفيزياء والإنجليزية، العربية والإنجليزية...
11. التعاون والتواصل –عن بعد - مع الأصدقاء الإيجابيين لدورهم في دفع مجموعة الأصدقاء إلى النجاح الجماعي وبتميز ولمنحهم الطاقة الإيجابية للعمل أكثر.
12. التعامل بحذر كبير مع لصوص الزمان كمواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الفورية في التواصل كالواتساب والنوم طيلة أيام رمضان ...
13. ممارسة أنشطة رياضية وأنشطة الترفيه والاستمتاع الأخرى كالرسم والتلوين وحصص التنفس بعمق ... للتخفيف من التوتر والضغط والعياء... ومنح الطاقة للتعلم والمراجعة،
14. النوم الكافي لدوره المهم في التعلم الجيد والمزاج الجيد والتذكر الجيد للمعلومة،
15. التغذية المتوازنة وشرب الماء الكافي والتهوية المناسبة لفضاء المراجعة لدور ذلك في التعلم والتركيز،
16. إبعاد عناصر التشويش عن مكان وزمان المراجعة للرفع من نسبة التركيز والانتباه والإدراك،
بالنظر لمنطلقات فكرة ضرورة النجاح بتميز، والقواعد المساعدة على ذلك نكون كتلاميذ وكأسر وكمدرسة وكوطن أمام رهان النجاح بتميز باعتباره جزء من الجواب عن الآثار المترتبة عن تفشي جائحة كورونا فيروس.
 
عبد الحميد اضليعة، أستاذ الفلسفة والتواصل، مدرب تنمية ذاتية