السبت 20 إبريل 2024
اقتصاد

هجوم غير مسبوق على الوحيش والثروة الغابوية في زمن الحجر الصحي

هجوم غير مسبوق على الوحيش والثروة الغابوية في زمن الحجر الصحي مزارعون محليون للكيف يستهدفون الأشجار بجماعة اساكن بإقليم الحسيمة لتوسيع المساحات المزروعة من الكيف

تعاني العديد من المناطق في المغرب لاستنزاف خطير للثروة الغابوية، نذكر منها إقليم الحسيمة، وعلى الخصوص جماعة إساكن التي تشهد استنزافا كبيرا للثروة الغابوية وارتفاعا ملفتا في وتيرة الجرائم الغابوية، لاسيما خلال فترة الطوارئ الصحية -حسب مصادر محلية- والتي تستهدف أشجار الأرز وأشجار الصنوبر والفلين بكل أنواعه والأحراش الغابوية، خصوصا مع تزامن حالة الطوارئ الصحية مع موسم حرث الكيف، حيث يسجل بعض المراقبين ارتفاع وتيرة الهجوم على الغابة بالتزامن مع موسم حرث الكيف من أجل توسيع المساحات المزروعة بالكيف، أمام تهافت مزارعي الكيف لزراعة نبتة "بريتيكا" وهي بذرة للكيف معدلة جينيا في مختبرات أجنبية يصل ثمن الحبة الواحدة منها إلى 10 دراهم، وتعرف بانتاجيتها المرتفعة مقارنة مع نبتة الكيف المحلية.

 

كما تشهد مناطق أخرى من قبيل إملشيل (إقليم ميدلت) وأمسمير (إقليم تنغير) هجوما غير مسبوق على الوحيش الغابوي، حيث ذكرت مصادر محلية أن حيوان الأروي يتعرض للإبادة بالمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي (تبلغ مساحته 40 ألف هكتار) بسبب الصيد العشوائي باستعمال بندقيات صيد غير مرخصة خلال فترة الحجر الصحي؛ مضيفة بأن هؤلاء يلجؤون إلى قنص هذا الحيوان المهدد بالانقراض تحت طلب بعض الأثرياء بأثمنة تتراوح ما بين 3000 إلى 4000 درهم؛ محذرة من انقراض حيوان الأروي خلال سقف زمني قصير لا يتعدى سنتين، بسبب الصيد العشوائي، علما أن أعداده في تناقص مهول في السنوات الأخيرة، إذ لم تعد تتعدى العشرات.

 

بالمقابل وجهت المندوبية السامية للمياه والغابات مذكرة إلى المدراء الجهويين للمياه والغابات ومحاربة التصحر حول حماية الثروة الغابوية في ظل حالة الطوارئ الصحية؛ داعية في نفس المذكرة، التي تتوفر جريدة "أنفاس بريس" على نسخة منها، الأطر التقنية العاملة بالوحدات الميدانية التابعة للمديريات الجهوية إلى مواصلة العمل كالمعتاد في ظل حالة الطوارئ الصحية من أجل محاربة الجرائم الغابوية المقترفة من طرف عصابات منظمة تنشط في غالب الأحيان خلال ساعات متأخرة من الليل، وممارسة شرطة القنص من أجل محاربة ظاهرة القنص العشوائي التي تعرفها بعض المناطق، ومكافحة الحرائق وذلك بهدف ضمان استمرارية مراقبة وحماية الثروة الوطنية الغابوية في ظل الظروف الاستثنائية التي تعرفها بلادنا.

 

كما دعت نفس المذكرة المهندسين والتقنيين والفرسان المعنيين إلى ارتداء البذلة النظامية واشعار المصالح المركزية في حالة وقوع أية نازلة.