الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: أركان الخروج من البيت في زمن كورونا خمسة

محمد الشمسي: أركان الخروج من البيت في زمن كورونا خمسة محمد الشمسي

نحاول في هذا الركن الخروج بالقارئ في نزهة دون أن يغادر بيته، نأخذ بيده في عالم المجاز والاستعارة مع توابل من الهزل الهادف الذي نسخر به جميعا من همومنا، فلا دواء للهم غير اتخاذه هزءا وتناسيه، مع الإيمان أكثر بالقضاء والقدر، لكن بعد اتخاذ كل التدابير لتفادي الخطر.. واليوم نناقش معا أركان الخروج من البيت في زمن كورونا، فالخروج من البيت بات له أركان مثل أركان الوضوء وهي خمسة، أولها أن يكون الراغب في الخروج بالغا قادرا، وثانيا أن يكون عاقلا، وثالثا أن يكون حاملا لرخصته، ورابعا أن يكون واضعا كمامته، وأخيرا وخامسا أن تتجه نيته إلى قضاء حاجة قصوى لأن "الخروج بالنية" ولكل امرئ ما نوى.. ويقصد بالبلوغ مع القدرة أن يكون الراغب في الخروج هو رب الأسرة أو معيلها بحسب بحث المقدم أو الشيخ، لا فرق في ذلك بين الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت، بمعنى يكون "بدراعو وكيجيب طريف ديال الخبز للأسرة"؛ ولا علاقة للبلوغ والقدرة هنا بمجرد الاحتلام أو العضلات المفتولة، وأما شرط العقل فيقصد به أن يكون الراغب في الخروج عاقلا أي مدركا " فين غادي خارج"، وأن يكون "عارف آش كيتسناه برّا"، وقادرا على "يحضي راسو" من كورونا ومن الحبس..

 

وقد زاد بعض أهل العلم في تفسير العقل، حيث اشترط أحدهم على الراغب في الخروج أن يستحضر عقله عند الخروج كأن يخصص للخروج ملابس خاصة، وأن يحمل معه معقما لكل غاية، ومنهم من رأى أن شرط العقل يكمن في "التقليل من الخروج"، وذلك "أقوى الاحتياط"، ثم الركن الرابع وهو حمل الرخصة، ومفهوم الرخصة هنا اختلف حوله العلماء، فمنهم من جعل الرخصة منحصرة فقط في "برمسيون المقدم" دون غيره، وأفتى هؤلاء بحرمة استعمال رخصة العمل للخروج بحثا عن قضاء حاجة خاصة للأسرة، لكن هناك من أهل العلم من أباحوا توظيف رخصة العمل لجلب منفعة للأسرة، وأخيرا الركن الخامس وهو أن يكون الخروج لـ "الضرورة القصوى" ومفهوم "الضرورة القصوى" ترك العلماء أمر تفسيره للبوليس والقايد حين يستوقفه أحدهم ويسأله عن سبب الخروج، فإن أقنعهم فقد تحقق له الشرط الخامس، و"قطع الواد ونشفو رجليه"، وإن أخفق في ذلك يصبح خروجه باطلا حراما وممنوعا، يوجب عليه القضاء والكفارة، حيث يقضي ليلته في ضيافة البوليس، ثم يُكفِّر عن خطيئته أمام وكيل الملك، و"شوف تشوف".

 

ومن أهل العلم من أضاف عددا من المستحبات للخروج من البيت في زمن كورونا، كأن "لا يعقل" الواحد على قريبه أو جاره" فيسلم عليه من "بعيد"، ثم أن يحترم "الصف" أمام كل بقال أو دكان، مع "مسافة الأمان" التي حددتها الحكومة في متر على أقل تقدير، ثم أن يشتري صاحبنا ما يحتاجه "بالزايد" تفاديا لخروج جديد... وأضاف بعض الغلاة وجوب الاغتسال بجافيل أو الكحول عند العودة للمنزل، لكن تيار "الدنيا هانية" يكتفون بغسل اليدين بالصابون و"تغميس الحذاء في جافيل"، والانتباه إلى ما أحضره من سلعة فقد يكون الفيروس مدسوسا فيها.