الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

مصطفى يخلف: مخاطر الأخبار الزائفة في زمن كورونا

مصطفى يخلف: مخاطر الأخبار الزائفة في زمن كورونا مصطفى يخلف

عرّف المشرّع المغربي الخبر الزائف، بمقتضى الفصل 72 من قانون الصحافة والنشر، بأنّه: "القيام، بسوء نيّة، بنشر، إذاعة، نقل خبر زائف أو ادعاءات أو وقائع غير صحيحة أو مستندات مختلفة أو مدلس فيها منسوبة للغير إذا أخلّت بالنظام العام أو أثارت الفزع بين النّاس، بأيّة وسيلة من الوسائل ولاسيّما بواسطة الخطب أو الصيّاح أو التهديدات المفوه بها في الأماكن أو الاجتماعات العمومية وإمّا بواسطة المكتوبات والمطبوعات المبيعة أو الموزعة أو المعروضة للبيع أو المعروضة في الأماكن أو الاجتماعات العمومية إما بواسطة مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية أو الإلكترونية وأية وسيلة أخرى تستعمل لهذا الغرض دعامة إلكترونية".

 

وعلاقة بوباء كورونا الذي اجتاح العالم، والتصدي له وطنياً انطلاقاً من إجراءات احترازية وضوابط وقائية ونصائح طبية وأخرى علاجية، بغاية الحد من انتشاره أولاً والدّفع بكل الإمكانيات المادية والمهنية والطبية والإنسانية للشفاء من الحالات المصيبة به ثانياً.

 

وأمام هذا التحدي الوطني من أجل الدّفاع عن السلامة والصحة العمومية، والحفاظ على الأمن العام والخاص، وزرع التفاؤل والطمأنينة بين المواطنين، فقد ظهر للعلن وبشكل وقح ومتسم بقلّة المسؤولية مجموعة من الأخبار والإشاعات والتهويلات والأرقام والمقارنات الخاطئة، التي تهم واقع وحال انتشار وباء كورونا بالمغرب، وطرق التصدي له، وكذا تبخيس المجهودات المبذولة والتشكيك في الصرامة والجدية المتخذة من طرف السلطات الإدارية والصحية والمؤسّسات المعنية، وهو ما يندرج ضمن المفهوم القانوني للأخبار الزائفة والتي نتج عنها مجموعة من الأضرار نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

- المس بالإحساس الأمني لدى الموطنين.

- تبخيس المجهودات المبذولة بخصوص التدابير الصحية.

- المس بحقوق الأشخاص المحتمل إصابتهم بالوباء.

- المس بالطمأنينة النفسية للمصاب بالوباء وزرع انعدام الثقة في المؤهلات الصحية والعلاجية بالوطن.

- زرع اليأس ومحاربة التفاؤل العام والخاص.

- التشويش على التطبيق الصارم والحازم للطوارئ الصحية.

- دعوة الغير مباشرة للعصيان والتمرد.

- المس بالحق في الصورة بخصوص الأشخاص المستغلة وضعيتهم وظروفهم الصحية الاستثنائية.

- الدّفع بالمواطنين إلى اتخاد قرارات خاطئة تخص كيفية التعامل مع الوباء .

- نسق كل المجهودات الوقائية المتخذة.

- المس بالنّظام العام الصحي.

 

لذا فإنّ المرحلة والوضع الوطني الصحي يفرض على الجميع التضامن من أجل مصلحة كافة المواطنين وحقوقهم في الأمن الصحي والطمأنينة للمؤسسات والثقة في التدابير الاحترازية المتخذة ويفرض على الجهات الأمنية والقضائية المختصة التصدي ومحاربة ومعاقبة كل مروّج لأيّ خبر زائف ووقائع كاذبة أو مشكوك في صحتها تخص أيّة معلومة صحية تتعلق بحقوق أي مصاب أو أسرته أو عائلته وبأي وسيلة نشر كيفما كان نوعها وبأي تعليق كيفما كانت طبيعته.

 

إضافة إلى وجوب عمل كل المؤسّسات والجهات التعليمية والمدنية والإعلامية على خلق مناخ جديد للشرح والتوضيح بمخاطر المرحلة والأضرار الكبيرة التي تخلّفها الأخبار والأقاويل الزّائفة وتأثيرها على معنويات المواطنين والمجهودات الدّولية.

 

كما يستلزم من باب الوجوب تفعيل جانب التخليق الذاتي المرتبط بأيّ شخص يتطفل على مجال الصحافة ويتدخل في مجالات الصحة والأمن وتقديم الخبر الذي له ذويه ورجالاته وأطره ومؤسساته.

 

- مصطفى يخلف، محامي بأكادير