الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد نور الدين: بعض من العمى الاستراتيجي للنظام الجزائري

أحمد نور الدين: بعض من العمى الاستراتيجي للنظام الجزائري أحمد نورالدين

الشعب الجزائري يعاني الأمرين ويكابد المحن والأزمات، وآخرها نقص في التموين بسبب وباء كورونا، نسبة بطالة في عنان السماء تدفع الشباب إلى الهجرة وكان الجزائر لا تسبح فوق بحر من النفط والغاز، نقص في التزود بالماء حتى في أحياء العاصمة، مستشفيات مهترئة، نسبة تضخم جعلت الدينار يهوي إلى قعر سحيق( 1$= 100 دينار جزائري)، دولة تطبع 60 مليار$ من الأوراق دون مقابل في الاقتصاد الحقيقي، انهيار القدرة الشرائية، تدني الأجور، إفلاس السياسات الاقتصادية وأكبر عنوان لها هو اعتماد خزينة الدولة على صادرات النفط والغاز بنسبة 97%، استيراد الجزائر النفط المكرر من الدول الأوروبية رغم أنها مصدر للنفط الخام، انهيار مدخرات العملة الصعبة بنسبة 90% خلال 6 سنوات، عجز في الميزان التجاري، احتقان اجتماعي في أغلب القطاعات ترجمته الإضرابات المتكررة والمستمرة للأطباء والأساتذة والموانئ، وشركة الطيران، وحتى متقاعدي الجيش والشرطة..

 

أزمة سياسية خانقة منذ انقلاب العسكر على الانتخابات الحرة الوحيدة في يناير 1992، التي أدت إلى مقتل 250 ألف جزائري بسبب ذاك الانقلاب العسكري، مازال 18 الف جزائري مختطف مجهول المصير منذ العشرية الدموية إلى اليوم، تراكم الأزمات ادى إلى نزول الشعب بالملايين إلى الشوارع في كل المدن الجزائرية لأكثر من سنة منذ 22 فبراير 2019...

 

ورغم كل هذا الانحباس الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يصر النظام العسكري الجزائري على تبديد ثرواته وأمواله وطاقته ووقته وجهده لتفتيت وحدة المغرب وتشجيع الانفصال في الصحراء المغربية وشراء اعترافات الدول الموالية للجمهورية تندوف الوهمية، وشراء ذمم موظفي الاتحاد الأفريقي والمنظمات الأممية والأوربية، وتضليل الجمعيات الحقوقية في أوروبا...

 

إنه العمى الاستراتيجي لنظام يركب قطارا فائق السرعة متجها للارتطام بحائط من الإسمنت المسلح !!

 

- أحمد نور الدين، باحث ومحلل سياسي مهتم بقضية الصحراء المغربية