السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

سعيد جعفر: هؤلاء ريعيون وجب على الدولة إعادة النظر في امتيازاتها لهم

سعيد جعفر: هؤلاء ريعيون وجب على الدولة إعادة النظر في امتيازاتها لهم سعيد جعفر
التعليم الخاص والطب الخصوصي والمهندسون المعماريون ببياناتهم الثلاث المخجلة فتحوا أعيننا وربما أعين الدولة على كائنات ريعية لم تكد الأزمة تشتد حتى بدؤوا في التسول ولي ذراع الدولة بمطالب منها ما هو سابق حتى لمرحلة الأزمة.
ما صدر عنهم مخجل طبعا وفي لحظات عامرة بالألم والخوف من المجهول كان منتظرا منهم التضامن بالضرورة، فهم شركاء للوطن وشركاء للدولة في تدبير شؤون الأفراد في قطاعاتهم.
هؤلاء طعنوا الدولة والوطن والمجتمع في لحظة حاسمة من تاريخ هذه الجماعة البشرية، وإذا كان المقررون فعلا يحسون وخز هذه الإبر المسمومة التي تغرز في خاصرة الوطن فعليهم فعلا أن يقرروا في أمر الامتيازات الممنوحة لهؤلاء.
هؤلاء جلهم تقريبا يعيشون في فيلات فخمة ويملكون ضيعات ويركبون "الكات كات "، والرونج روفر والإيكس5، ويدرسون أبناءهم في معاهد وجامعات راقية في الخارج وفي جامعة الأخوين، فكيف أصبحوا فقراء في ظرف عشرين يوما من التوقف عن العمل؟
إنها لعمري أكثر أشكال التسول والريعية في نفس الوقت، إذ ما معنى أن تطالب بتعويضات للخسائر والضمان الاجتماعي وغيرها من صندوق خصص أصلا لمساعدة معوزي وفقراء وأرامل وأجراء هذا الوطن الذين لن يجدوا كسرة خبز إذا حدث وطال الحجر الصحي لا قدر الله؟
ما الذي سيقوله بائع الخبز والكسال والنادل ومنظفة درج العمارة وبائع الديطاي وماسحي الأحذية و عمال الإنعاش الوطني وطالب معاشو وسائق الطاكسي بالروسيطا و راعي الغنم بالخمس او الربع والفقيه المشارط في الدوار والفنان والخياط التقليدي الصغير ومول الحانوت الذي يوفر للناس سلعا بالكريدي والمتسولون والأرامل والعجزة والمرضى وغيرهم من بسطاء ومقهوري الوطن؟
ما الذي سيقوله الأجراء والموظفون من الطبقة المتوسطة ممن اقتطعت مبالغ مهمة من أجورهم من المصدر وتقبلوها كتضامن مع الوطن في محنته؟
بصراحة لقد أبنتم عن ريعية وأنانية كبيرتين وسيكون من غير المنصف ومن المجحف والظالم حقا لنا نحن أبناء الوطن المتيمين بحبه إذا انجلت هذه الأزمة واستمررتم في التبختر في الامتيازات الممنوحة لكم دون وجه حق.
الوطن للجميع و الثروة للجميع
كفى من الريع الذي ينتج وخزات في خصر الوطن..