الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: الجزائر تتخلى عن مخيمات تندوف بعد تفشي وباء كورونا

يوسف غريب: الجزائر تتخلى عن مخيمات تندوف بعد تفشي وباء كورونا يوسف غريب
في هذه الظرفية الاستثنائية التى يعيشها العالم وهو في صراع ضد الوقت لمحاصرة انتشار الفيروس الوبائي  باتخاد الدول مجموعة تدابير احترازية لحماية مواطنيها.. نجد دولة العسكر بالجزائر قد تخلت عن جمهورتها الوهمية (البوليزاريو)  في هذا الظرف الحساس بإغلاق حدودها في وجه ساكنة مخيمات تندوف في انعدام تام   لتجهيزات طبية للأمراض العادية…فكيف لها أن تقاوم هذا الوباء المميت ( كورونا)   الذى انتشر داخل المخيمات حسب مصادر إعلامية وهي تتحدث عن أزيد 250 حالة وسط المدنيين و17 حالة من العناصر المسلحة المتواجدين على الحدود الموريتانية  ثم عزلهم خارج المخيمات للموت البطيء.. 
إذ أن ما يسمّى بغرف العزل تفتقر  إلى أبسط التجهيزات بما فيها الأسرْة الطبيّة ومواد التعقيم…وقلة مواد التنظيف ومياه الشرب مع انعدام لأنظمة الصرف الصحّي مما يهدّد ليس فقط ساكنة المخيمات بل والمنطقة عموما.. ويقوض هذا المجهود العالمي  للقضاء عليه .. ونحن أمام هذا الوضع الخطير وما يمكن أن يترتب عنه كبؤرة تفشي الوباء على أوسع نطاق…
هذا التدبير المؤسف يسترعي انتباه منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية في العالم بأسره، على اعتبار أنه يشكل مسّا مباشرا بكافة الجهود المبذولة من طرف الدول فالأمر يتعلق بصحة الإنسان على المستوى العالمي قبل كلّ شئ.. 
كما يستلزم الوضع أيضاً هناك ونحن أمام جرائم إنسانية بكل المقاييس دعوة الجهات الرسمية ببلادنا لإثارة الموضوع أمام المحافل الدولية والمنظمات الأممية الصحية والحقوقية.. وبدعم لكل الفعاليات المدنية ذات الصلة المباشرة بموضوع عوائلنا وأسرنا المحتجزين وسط مخميات هي الآن موبوءة.. 
وهو أيضاً درس  حقيقي وملموس لمن زال يعتقد بهذا الوهم الإنفصالي وهو يلاحظ كيف أن ما يسمّى القيادة الصحراوية احتمت بنفسها وسط العاصمة الجزائرية تاركة ما يسمى بالشعب الصحراوي عرضة للحصار من كل الجوانب وفي عزلة تامّة عن العالم يعاني من حرمان أبسط شروط العناية الصحية زمن الوباء.. 
وهو الزمن الذى أسقط القناع على الحكام الجزائريين الذين أداروا ظهرهم لهذه الساكنة في هذا الظرف.. لتنهار تلك اللازمة المتكررة كحق الشعوب في تقرير مصيرها.. أو اعتبار مشكل الصحراء مسألة تصفية استعمار.. 
لقد سقط القناع عن كل هذه المزاعم وتبيّن من خلال هذا الموقف اللإنساني اتجاه الساكنة المحتجزة فوق أراضيها العقلية المافيوزية للعسكر الجزائري الذي وظف كل خيرات الشعب الجزائري ضد المغرب ومعاكسة مصالحه الاستراتيجية.. تلك الموارد المالية التى لو وظفها من أجل نماء البلد لكان النظام الصحى بالجزائر في مستوى تحدْي الوباء الذي انتقل بالجار الشقيقة إلى المرحلة الثالثة…وهم حائرون بين العلاجات ألاستشفائية والبحث عن المواد الغدائية.. في ذات الوقت يقوم بعض قيادات الأركان باستقطاب أطقما طبيا صينيا لحماية أنفسهم وعائلاتهم  والبعض الآخر يفر هارباً لإحدى الدول الخليجية.. 
هي الأزمة – وبكلّ  ألمها – استطاعت أن تسقط القناع على الوجوه البشعة للأفراد كما للحكّام أيضا .. 
استطاعت أيضا أن تبرز الفرق بين الحقيقة والوهم.. 
نعم بين وطن حقيقي ودولة مسؤولة في حماية شعبها….وبين مشروع دولة ورقية تحترق الآن بين أيادي صنّاعها.