السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

الدكتور خطوف يسلط الضوء على الأبحاث السريرية حول دواء "كورونا"

الدكتور خطوف يسلط الضوء على الأبحاث السريرية حول دواء "كورونا" محمد خطوف
قال الدكتور محمد خطوف أخصائي الإنعاش والتخدير بالمركز الإستشفائي الجامعي الحسن الثاني، إن الأبحاث الجارية عن دواء لوباء كورونا تتطلب أسابيع وشهور، مضيفا بأن منظمة الصحة العالمية كشفت عن وجود 80 دراسة قيد الإنجاز على المرضى الذين يعانون من هذا الوباء، ونتائجها لن تظهر الآن، فالأمر يقتصر على مجرد نتائج أولية، مقدما على سبيل المثال النتائج الأولية التي تم الكشف عنها بفرنسا لأدوية معينة والتي لا تعني التوصل إلى دواء فعال لهذا المرض، فالأدوية التي تستعمل حاليا هي أدوية موجودة أصلا وتستعمل لأمراض أخرى ويجري حاليا تجريبها على هذا المرض الجديد، أما التوصل إلى لقاح لفيروس كوفيد 19 – يوضح خطوف – فيتطلب شهور أخرى من الأبحاث، قبل التوصل إليه لحماية الناس من موجة أخرى مستقبلا لكوفيد 19.
وأشار خطوف أن منظمة الصحة العالمية لم تعترف لحد الآن أن دواء معين معترف به من الناحية العلمية من أجل علاج كوفيد 19.
موضحا بأن هناك أبحاث سريرية تجري الآن على المرضى بفرنسا وهي أبحاث – يضيف – تتطلب مجموعة من المراحل، والعلماء يحاولون تقليص هذه المراحل لكسب الوقت لتجاوز هذا الوضع، وأشار خطوف أن تقليص هذه المراحل لا يخلو من مجازفة وخطورة إذ من الممكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية ومضاعفات خطيرة للمرضى، كما لا يخلو من أمل في التوصل إلى نتائج ايجابية، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول جاهدة تقليص مراحل الأبحاث السريرية الجارية عبر منح تراخيص استثنائية، من أجل التوصل إلى دواء لكوفيد 19، علما أن هذا البلد معروف بتبنيه الصارم لعدد من القواعد والإجراءات المعقدة في الأبحاث.
وأوضح خطوف أن إنتاج أي دواء يمر عبر مجموعة من المراحل ( المرحلة المخبرية، بالإضافة إلى ثلاث أو أربع مراحل في المرحلة السريرية ) والباحثون يسعون حاليا إلى تسريع وتيرة هذه الأبحاث من أجل التوصل إلى دواء فعال لعلاج كوفيد 19 في أقرب وقت.
وعن موقع المغرب في ما يجري من أبحاث قال خطوف إن المغرب لا يمكنها إجراء مثل هذه الأبحاث لأنه لا يتوفر لحد الساعة على عدد كبير من المرضى، فالأبحاث جارية في الصين التي فاقت فيها عدد حالات كوفيد 19، أكثر من 80 ألف حالة، كما تجري في أوروبا التي سجلت بها 100 ألف حالة.
وقال محدثنا إن الحالة الوبائية في المغرب مستقرة، ولا تدعو للقلق، كما أن عدد الحالات المسجلة حاليا تبقى ضعيفة، لكن الفيروس قادر في أي لحظة – لا قدر الله – إلى التحول إلى بؤر، فاحتمال ارتفاع حالات الإصابة يبقى واردا.
وزادا محدثنا قائلا إن أحسن وسيلة أتبتث نجاعتها في التصدي لفيروس كورونا هي البقاء في البيوت، وتفادي الإختلاط بالناس، علما أن 80 إلى 90 في المائة من الحالات مصدرها الإختلاط، بالإضافة إلى النظافة وتجنب لمس الأسطح والأماكن التي يشتبه في حملها للفيروس.
وكشف خطوف أن هناك استعدادات جارية بالمغرب لإستقبال موجة كبيرة من المرضى- لا قدر الله – كما أنه اتخذ تدابير استباقية مهمة مقارنة مع فرنسا وايطاليا، من خلال إغلاق المدارس، المساجد، ومنع التجمعات بصفة عامة، وتقييد حركة المواطنين، داعيا المواطنين إلى التحلي بروح المسؤولية بدل الهزل أو الإستهانة بالموضوع من خلال الإلتزام بشروط النظافة و الوقاية  بالنسبة لمن هم مضطرون للخروج للعمل، موضحا بأن التدابير والإجراءات التي تم اتخاذها من طرف السلطات تتوخى تقليص عدد الإصابات الممكنة إلى أقصى حد على امتداد فترة زمنية تتراوح مابين شهرين إلى ثلاث أشهر، وهو ما سيمكن من تقليص عدد المرضى الذين سيقصدون المستشفيات والذين سيكونون بحاجة إلى الإنعاش وإلى العناية الطبية المركزة .