الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

حسن شاكر: الذئاب البشرية وجائحة "كورونا"

حسن شاكر: الذئاب البشرية وجائحة "كورونا" حسن شاكر
جرمت التشريعات الكونية كل أعمال الابتزاز ، واستغلال الظروف الصعبة كالكوارث، بل اعتبرتها جنايات يعاقب عليها القانون ورفعتها إلى خانة " ظروف تشديـد "،في حين وصفتْ أدبيـات " التجريم والعقاب " مُقترفـوا هـذه الأفعال " بالذئاب المفترسة "..
كل الكوارث الطبيعية صاحبتها أعمال إنسانية و أخرى غير أخلاقية وصفت أصحابها بالذئاب المفترسة، ففي الوقت التي تكون فيه المجتمعات مع أنظمتها يقاومون جميعا وباءا أو كارثة طبيعية كفيضان أو زلزال مثلا...تستغل الذئاب المفترسة هذه الظروف للقيام بأعمال سرقة أو نهب أو اغتصاب أو مضاربات اقتصادية كالرفع من أثمنة السلع أو بيعها في "السوق السوداء "...أو نشر أخبار زائفة من شأنها نشر حالات الهلع والخوف داخل المجتمع و تدخل نوعا من الارتباك في تطبيق تعليمات السلطات العمومية...حتى أن بعض أعمال " الذئاب المفترسة " تـلبس بعض مواصفات الأعمال الإرهابية وتُـوجب المتابعة بقانون الإرهاب حسب القانون الجنائي..
الدستور المغربي وقبله الدستور الإنساني وقبلهما الواجب الديني، يُـلزمنا جميعا بالمساهمة وقت الكوارث التي تصيب وطننا العزيز..وهي مساهمات تختلف حسب إمكانيات الأفراد والمؤسسات...ولهذا فإننا صفقنا لكل المبادرات الوطنية والدستورية في التخفيف من تداعيات فيروس كورونا بمساهمات مادية أو عينية مهمة، بعيدا عن كل انتماءا حزبي ضيق أو أفق سياسي أو فئوي...
في حين ارتفعت بعض الأصوات النشاز والتي حاولت تبخيس أو التقليل من تلك المبادرات والمساهمات في إطار تصفية حسابات شخصية أو سياسية صرفة... وإلباسها لُـبوس المصلحة السياسية والحزبية والوظيفية....وهي أفعال ترتفع إلى درجات تصرفات « الذئاب المفترسة " ويجب معاقبتها و إلجامها لأنها تهدد السلم المجتمعي المغربي في وقت عصيب...
لأنه لا يهمنا في هذه اللحظات اللون السياسي للمتبرع ولا تهمنا جغرافيته...
ما يهمنا في هاته اللحظات هو أعمال التوعية و الالتزام بتعليمات السلطات العمومية و تقديم المساعدات والعون لكل المحتاجين من جيراننا وأصدقاؤنا...لأنها لحظة التزام بمصلحة " حزب المغرب " فقط.. وما دونه نثيره في المستقبل بعد الانتصار على فيروس كورونا القاتل..
لأننا نحتاج إلى كل أفراد المجتمع المغربي متحدين و متضامنين...أما تلك الأصوات النشاز والذئاب المفترسة فمصيرها مزبلة التاريخ...لأننا لم نرى منهم لا فــائدة عِـلمية و لا سياسيـة ولا حتى أي مساهمة مادية ولو صغيرة ... في وقت نحتاج فيه إلى مجهودات الجميع...وهُـم بِكل حقارة مهتمون بتسفيه أو تقليل من أعمال الآخرين...سنعود " للذئاب المفترسة " قــريبا لكن بعد ظهور يــوم مشرق جديــد....