الثلاثاء 30 إبريل 2024
كتاب الرأي

بدر بخاري: لماذا لم يتم تطوير المضامين الرقمية والوسائط في التعليم قبل عدة سنوات

بدر بخاري: لماذا لم يتم تطوير المضامين الرقمية والوسائط في التعليم قبل عدة سنوات بدر بخاري

أمام تزايد انتشار وباء فيروس كورونا المستجد في العالم، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر، ودعت في الآن ذاته إلى تظافر جهود جميع الدول لمواجهة هاته الكارثة العالمية. لذلك ومن منطلق مسؤولية كل دولة اتجاه مواطنيها تم اللجوء إلى إقرار تدابير احترازية للحد من انتشار الوباء، تدابير يجب أن تراعى فيها بطبيعة الحال معادلة ضمان الأمن مع الاكتفاء الذاتي لدرء حالة الهلع المستجد (حالة التهافت على السلع في الأسواق المغربية اليوم نموذجا...).

 

هنا لابد من الإشارة إلى تفاوت الدول فيما بينها، سواء على مستوى القدرة على التنظيم والتأطير والإمكانيات اللوجستيكية والمادية. لذلك ففي حالة الدول ذات الامكانيات المحدودة، فإن انتظار المساعدات الدولية لا يعتبر حلا دائما لمثل هاته الكوارث، لكن الرهان يجب أن ينصب حول إبداع أساليب ذكية لإدارة الأزمة سواء مركزيا أو قطاعيا.. فعلى مستوى قطاع التعليم ببلادنا مثلا نلاحظ أنه مباشرة بعد القرار الرسمي الفرنسي بوقف الدراسة، صدر في المغرب بلاغ رسمي لوزارة التربية الوطنية بخصوص قرار إيقاف الدراسة حتى إشعار آخر؛ والأمر هنا لا يتعلق بعطلة رسمية استثنائية حسب البلاغ ذاته؛ بل بإجراء وقائي يسعى لحماية صحة المتعلمين والمتمدرسين، وكذا الأطر التربوية والإدارية مع دعوة الأطر  التربوية إلى الانخراط في تدابير تعويض الدروس الحضورية بالدروس عن بعد ضمانا للاستمرارية البيداغوجية.

 

ومع كامل مراعاتنا للموقف الحرج والصعب ودون خلط بين الكوارث الطبيعية والمواقف الإنسانية، يهمنا أن نسجل الملاحظات التالية:

- لماذا لم يتم تطوير المضامين الرقمية والوسائط منذ سنوات؟ مع العلم أنه منذ عشرين سنة البرامج التعليمية والمنهاج التعليمي يعجان بالتوصيات على ضرورة استخدام تكنولوجيا التعلم (الموارد الرقمية والسمعية والبصرية والحقائب بيداغوجية) دون رصد إمكانات مادية لذلك، فلو تم الأمر كما ينبغي لتوفرنا على البدائل المناسبة في الوقت المناسب عكس وضعية الارتجال التي نعيشها الآن.

- عدم استثمار الفضاءات التربوية (شهر ونصف من الدراسة تقريبا دون إدماج برامج حقيقية للتوعية الصحية بالوباء في الحصص الدراسية).

- عدم الاستفادة من الطاقات الشابة في القطاع (طلبة، تلامذة الثانوي التأهيلي...) من خلال تشجيع العمل التوعوي التطوعي بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، عبر أنشطة تربوية تثقيفية وتوزيع الملصقات والبطائق...

 

ختاما، العلم والتعليم ثابتان مهمان لا يمكن الاستغناء عنهما مهما حلت الكوارث، لأنهما بعد الطب، جبهة مهمة لمحاربة هذا الوباء بواسطة زرع الثقة بين الناس، وفي العلم من خلال تشجيع البحث فيه مع ما يوافق ذلك من تقوية للفكر العقلاني ضد انتشار الفكر الخرافي في أوساط الشعب لدرء الفتنة التي يغذيها للأسف بعض رجال الدين. وهذه مسؤولية الإعلام أيضا بدرجة قصوى.

 

- بدر بخاري، فاعل نقابي