الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

هل يتعين إعدام المهندسين أم إعدام وزراء الإسكان؟

هل يتعين إعدام المهندسين أم إعدام وزراء الإسكان؟ المشروع السكني "السعادة"

من أصل 4000 مهندس معماري بالمغرب (منهم 1000 يعملون بالقطاع العام)، اختار المهندس المعماري "يحيى بن موسى"، أن يوقع عمله الهندسي في المشروع السكني "السعادة" (المعروفة بإقامة الورود) بتراب عمالة الحي الحسني بالبيضاء، وهي من الإقامات السكنية التي حولها سكانها إلى فضاء العيش النظيف والمؤمن والمحروس.

 

المشروع يوجد في حي الزوبير امتداد، في الطريق نحو المدار الجنوبي الغربي (وتحديدا بين دوار لقلالشة ودوار احمر)، وهو من المشاريع السكنية التي تدخل في إطار السكن الاجتماعي.

 

إشهار توقيع المهندسين المعماريين على المشاريع العمرانية ظل من المطالب المعلقة التي تسمح لكل متتبع بتقييم أي مشروع هندسي والحكم عليه إيجابا أو سلبا من جهة، كما أن هذا الإشهار يسمح بخلق تنافسية بين المهنيين لتوفير عرض هندسي جيد وجميل.

 

صحيح أن السياق المغربي لا يسمح بهذه التنافسية وضمان الجمالية بمدننا، بحكم أن وزارة الإسكان تضع كناشا للتحملات يحدد مواصفات الشقة ومساحتها ويحدد عرضها ومساحة المرحاض ونوعية الحائط وسمكه إلخ... بشكل يقيد حرية المهندس المعماري ويجعله مجرد "ماكينة" لجمع مواصفات الوزارة لترجمتها في تصميم لعمارة من مجموعة من الشقق، بدون تحرير إبداع المهندسين المعماريين وضمان حقهم الأدنى في الخيال والجمال. لكن مبادرة المهندس يحيى بنموسى يمكن اعتبارها تمردا على كناش الوزارة ودعوة لكل المعنيين بوجوب إعادة النظر في صيغة إنتاج منتوج سكني متشابه بمدننا وخالي من كل بصمة جمالية وإبداعية.

 

الكرة في ملعب الحكومة والبرلمان والهيأة الوطنية للمهندسين المعماريين والأحزاب وفيدرالية المنعشين لتعبئة الرأي العام حول حق المواطن في سكن جميل يتضمن رفاهية العيش الكريم والحق في زرع عمارات سكنية خالية من البشاعة ومن الروح.

 

فتحية للمهندس يحيى بنموسى الذي خلخل الطابو.