الخميس 25 إبريل 2024
اقتصاد

إدالي: تهافت المغاربة على المواد الغذائية تقويه صور الرفوف الفارغة والرغبة في البقاء

إدالي: تهافت المغاربة على المواد الغذائية تقويه صور الرفوف الفارغة والرغبة في البقاء محسن إدالي، أستاذ بجامعة السلطان مولاي اسليمان
كشف محسن إدالي، الأستاذ بجامعة السلطان المولى سليمان ببني ملال، أن الخوف من مخاطر انتشار "كورونا" وما سببه من حالة من الهلع بين المواطنين هو الذي جعل فئة عريضة منهم، يجتاحون كبريات الاسواق وكذا المتاجر جعل بعض رفوفها فارغة، وزاد من ذلك الخوف من نقص المواد الغذائية ومواد التنظيف.
وقال إدالي في لقاء مع جريدة "أنفاس بريس"، أن المغاربة لايشكلون استثناء لهذا التهافت بل نفس الصور تم تداولها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى اوربا مرورا بكندا، وهو ما يجعل الظاهرة مجردة غير مرتبطة بأمة دون أخرى، ما دام ان حب البقاء يبقى هو المسيطر على الإنسان.
 واعتبر إدالي ان الهلع مرتبط بالإنسان خصوصا في الحروب والمجاعات وهو ما برز عبر التاريخ في عدد من المحطات، لكن الامر ازداد بانتشار منصات التواصل الاجتماعي التي طعلت العالم قرية صغيرة ومفتوحة، "إذ يمكننا تصور ذلك المتلقي المغربي الذي يتابع تطورات الأمور في أمريكا أو أوربا، ويرى كيف ان دولا عظمى اعلنت حالات الطوارئ وهي التي يضرب بها المثال في الخدمات الصحية، وكيف ان شعوبها اجتاحت الاسواق الكبرى، هذه المشاهد يكون لها تأثير مباشر على المتلقي المغربي، الذي يتوجه بدوره للأسواق لاقتناء الضروريات والكماليات على حد سواء، بل ويبالغون في ذلك"، يقول إيدالي، مضيفا "ان حالة الذعر التي تنتاب المواطنين هي طبيعية، فمنظمة الصحة العالمية حذرت بأن الفيروس انتقل من التفشي إلى الوباء ثم إلى الجائحة، ولم يعد مرتبطا برقعة جغرافية صغيرة، وتم تصنيف اوربا بؤرة لهذا الوباء، وهي التي على بعد كيلمترات قليلة من المغرب، والحدود البحرية والبرية والجوية تغلق، والحكونة بمختلف قطاعاتها الوزارية تامر باتخاذ إجراءات توقيف الدراسة ومنع منح العطل لمهنيي الصحة.. كل هذا في ظل الاخبار الحقيقية والمزيفة يحدث هلعا مرضيا لدى المواطنين مما يجعلهم يبالغون في اقتناء المواد الغذائية تحسبا لاي طوارئ محتملة، وكأن حيازتهم لهذا المخزون الغذائي سيمنحهم الشعور بالسيطرة على الأزمة، فنجدهم يحرصون على امتلاك جميع السلع الممكنة بكميات كبيرة خوفاً من نفادها من الأسواق بعد تفشي الفيروس، وهذا غير صحيح مادام ان اي مخزون معرض للانتهاء، بل ويمنح ذلك فرصة للمضاربين بالاثراء غير المشروع"، يقول إدالي.
وكشف الأستاذ الجامعي ان نشر صور الأسواق الكبرى برفوفها الفارغة من المواد الغذائية وعربات التسوق وهي محملة بها وطوابير المستهلكين  يثير حالة من الذعر لدى المواطنين ويجعلهم يشعرون بضرورة شراء جميع اللوازم والإمدادات الظاهرة في هذه الصور حتى إن كانت ليست ذات أهمية، ويزيد من ذلك توجيهات المسؤولين مكوث المواطنين في منازلهم، مما يحفز الرغبة الجامحة في تخزين السلع، خصوصا، وان عددا من بلاغات القطاعات الحكومية تتحدث عن الدخول في اتخاذ إجراءات حتى إشعار آخر، يعني ان المواطن لايعرف موعد انتهاء الأزمة.
واستطرد محسن إدالي بالقول انه رغم هذا التهافت المرضي على اقتناء المواد الغذائية، فإنه عبر التاريخ أبانت محطات الأزمات عن قيم للتضامن بين المغاربة، فيستيقظ الضمير القيمي، ويبرز التكافل الاجتماعي، منبها إلى ضرورة الحذر من بعض الفئات الاجتماعية التي ستستغل الأوضاع وتحاول إثارة الفتنة، إذ ارتبط الاحتجاج عبر التاريخ بمثل هذه المحطات الصعبة.