الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

الزوزي: على وزارة الصحة التسريع بالتنسيق بين أطباء القطاع العام والخاص لمواجهة "كورونا"

الزوزي: على وزارة الصحة التسريع بالتنسيق بين أطباء القطاع العام والخاص لمواجهة "كورونا" الدكتور نورالدين الزوزي

قلل الدكتور نورالدين الزوزي، يشتغل بقطاع الطب العام، من "التهويل الذي تمارسه بعض المنابر، والمتطفلين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين استغلوا الفرصة للترويج للتفاهة والإسفاف". مؤكدا أن أطباء الطب العام يتعاملون "مع هذا المرض كسائر الأمراض المعدية الأخرى"، على اعتبار أن فيروس كورونا هو "زكام عادي، والجديد فيه هو حدة الأعراض المرضية التي يسببها وسرعة انتشاره".

 

+ ما هو تقييمك لقرارات الحكومة عامة ووزارة الصحة خاصة في مواجهة وباء كورونا؟

- أظن أن البرنامج الوطني الذي اتخذته الحكومة للتصدي لهذا الوباء، والذي يشمل مجموعة من الإجراءات الاحترازية، كإلغاء أو تأجيل التظاهرات والتجمعات البشرية الكبرى (المهرجانات والبطولات الرياضية و...)، بالإضافة إلى الحد من الرحلات من وإلى مجموعة من الدول التي عرفت انتشارا ملفتا للمرض، يبقى برنامجا فعالا إذا تم تطبيقه بطريق موضوعية وعقلانية.

أما فيما يخص الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة للحد من انتشار هذا المرض (رصد الحالات المشبوهة والحجر الصحي على الأشخاص المصابين وإصدار بلاغات تتابع عن كثب الوضع الصحي...)، فتبقى لحد الآن إجراءات فعالة، ولو أنها جاءت متأخرة بعض الشي. ما نعيب على هذا القطاع هو عدم التنسيق بين قطاع الطب الخاص والطب العام، على اعتبار أن الطب العام هو الخط الأول في مواجهة هكذا أمراض من خلال التشخيص المبكر والتوعية والاطلاع على آخر المستجدات العلمية والعملية التي تخص تطور "كورونا فيروس".

 

+ كيف تتعاملون بقطاع الطب العام مع المرضى على مستوى التأطير للتعامل مع فيروس كورونا؟

- نتعامل مع هذا المرض كسائر الأمراض المعدية الأخرى، بحيث نركز خلال الكشف السريري للمرضى على الوقاية وشرح طرق انتشار العدوى وكيفية تفاديها، وتصحيح المغالطات التي ألصقت بهذا المرض، على اعتبار أن "كورونا" هو زكام عادي والجديد فيه هو حدة الأعراض المرضية التي يسببها وسرعة انتشاره.

 

+ أين تكمن خطورة ترويج إشاعات وأخبار زائفة على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي؟

- للأسف الشديد، ما لاحظناه منذ الإعلان عن أولى الحالات في آسيا، هو تهويل المرض أكثر من المرض نفسه، بحيث تم التركيز إعلاميا على الأشخاص المصابين بشكل مهول، وفي بعض الحالات بشكل لا إنساني، أكثر من التركيز على الأشخاص المتعافين من المرض بعد إصابتهم. وكذلك عدم التركيز على الأشخاص الذين لم يصابوا بالمرض رغم اختلاطهم بحاملي الفيروس.

انطلاقا من هذه المعطيات، وبالإضافة لإحصائيات المنظمة العالمية للصحة التي أتبتث أن أكثر من 80 في المائة من المصابين بمرض كورونا يتماثلون للشفاء، وجب القول إن الأمر لا يستدعي هذا الهلع الذي خلقته بعض المنابر الإعلامية الإلكترونية، ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، بقدر ما وجب الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات الوقائية؛ لأن تأثير الشائعات والأخبار المغلوطة انعكس على أرض الواقع مما ساهم في تأثير سلبي على الحياة اليومية للمواطن، بحيث أصبح التهافت على اقتناء الكمامات والمطهرات بشكل كبير مما فتح المجال للمضاربين والسماسرة لاستغلال الوضع قصد الربح السريع، فضلا عن ظهور بعض المشعوذين الذين يدعون القدرة على شفاء هذا المرض مستغلين الوضع النفسي والسيكولوجي لشريحة مهمة من المواطنين.. لذا وجب على جميع المنابر الإعلامية الجادة التصدي لهذه الهرطقة والسفاهة في ترويج المغالطات.

 

+ كيف يمكن تقديم وتبسيط شرح خاصية هذا المرض/ الفيروس دون تهويل؟

- في هذا السياق وجب علينا توضيح بعض المعطيات حول هذا المرض مع تبسيطها أيضا، دون الدخول في المسائل العلمية والتقنية، حتى يتمكن المواطن من التعرف أكثر على فيروس كورونا.

إن اسم فيروس "كوفيد 19 " المتسبب في هذا المرض هو فيروس ينتمي لعائلة "كورونا فيروس" لأنه إذا وضعناه تحت المجهر وقمنا بتكبير الصورة سوف نراه على شكل تاج. أما بخصوص مسار الفيروس

فهذا النوع من الفيروسات ليست وليدة اليوم، بل ظهرت في ستينيات القرن الماضي، وبرز أكثرها في محطتين هما، 2003 بآسيا وسمي حينها بـ "سارس"، وفي سنة 2012 ظهر في شبه الجزيرة العربية وسمي حينها بـ "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية". ولم يتحول إلى وباء عالمي رغم كل التخوفات التي كانت حينها ونتمنى أن تكون كذلك في هذه الحالة .

أما بخصوص الأعراض فيمكن تلخيصها، في أعراض الزكام العادي مع اختلاف في الحدة حسب مناعة الشخص والتي تزداد حدة عند المسنين ومرضى السكري والقلب والأمراض المزمنة. كما نلخص أعراضه في (سيلان الأنف ـ ارتفاع درجة الحرارة ـ صعوبة في التنفس ـ  اضطرابات في الجهاز الهضمي كالتقيء والإسهال). أما فيما يتعلق بكيفية انتقال الفايروس فهو ينتقل عن طريق الرداد أو اللمس المباشر.

و تعتمد أساليب الوقاية على غسل اليدين باستمرار بالصابون طبعا والمطهرات الكحولية إن أمكن ذلك. واستعمال مناديل أو كلينكس عند العطس أو التفوه، علاوة على اتخاذ مسافة لا تقل عن مترين من الشخص المصاب، مع استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض التي سبق ذكرها في أقرب وقت حتى يتسنى للجهات المختصة اتخاد التدابير اللازمة.