الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد نورالدين : دبلوماسية العسكر الجزائري تصب الزيت على النار ضد المغرب

أحمد نورالدين : دبلوماسية العسكر الجزائري تصب الزيت على النار ضد المغرب أحمد نورالدين
هي مناورات جزائرية محبوكة لإجهاض بوادر التقارب بين المغرب وموريتانيا، وقد تكون زيارة بوقادوم إلى نواكشوط لاستثمار التصريحات المناوئة لوحدة المغرب في قضية الصحراء والتي أطلقها مؤخرا الرئيس الموريتاني.
وتستمر دبلوماسية العسكر الجزائري في صب الزيت على النار، كما اعترف بذلك وزير خارجيتهم منذ بضعة أيام في ندوة صحافية مع الأمين العام للجامعة العربية إن كانت زلة حتى ولو كانت مجرد زلة لسان، وتستمر دبلوماسية العسكر الجزائري في مخططاتها السوداء لهدم وحدة المغرب وعزله عن جواره.
وتستمر دبلوماسية العسكر الجزائري في الدفع بالمنطقة إلى حرب.إقليمية شاملة خاصة وأن هذه الزيارة تتزامن مع تصاعد محموم في منسوب التصريحات المعادية للمغرب من طرف كل أقطاب النظام الجزائري بدءا من الرئيس تبون إلى وزير خارجيته بوقادوم مرورا بمستشار الرئيس للشؤون العسكرية الجنرال عبد العزيز مجاهد.
كما تتزامن هذه الزيارة وهذه التصريحات المعادية للمغرب، مع صدور تقرير معهد ستوكهولم للسلام الذي كشف عن سباق جنوني للنظام الجزائري نحو التسلح والذي ارتفعت وتيرته بنسبة 71% بين 2015 و2019، مما جعل من الجزائر سادس مستورد للسلاح على الصعيد العالمي.
وفي الوقت الذي يصرف فيه جنرالات الجزائر آلاف المليارات من الدولارات على شراء الأسلحة، يعاني صندوق التقاعد الجزائري من عجز وصل مع نهاية سنة 2019 إلى حوالي 7 مليارات دولار، حسب الأرقام الرسمية التي أعلن عنها المجلس الوزاري المشترك برئاسة الوزير الأول الجزائري يوم 10 مارس الجاري 2020.
كل ذلك يتم على حساب مصالح الشعب الجزائري ومطالبه في الحرية والاستقلال من حكم العسكر، كشعار أساسي في الحراك الشعبي الذي دخل عامه الثاني دون انقطاع.
والحراك الشعبي الجزائري قد دخل عامه الثاني لا أستبعد أن يحاول جنرالات الجزائر صرف وتوجيه أنظار الشعب نحو العدو الخارجي المزعوم الذي يمثله المغرب في عقيدة الدولة الجزائرية. وقد يدفع الجنرالات إلى أبعد من ذلك بفتح مناوشات حقيقية على الحدود كما فعلوا ذلك خلال حرب الرمال سنة 1963، حيث بدؤوا بمهاجمة حاسي بيضة وفكيك وادعوا أن المغرب هو من بدأ بالهجوم.
وكانت خطة جهنمية استغلها بومدين وزير الدفاع آنذاك والرئيس الفعلي الذي انقلب على الرئيس الصوري أحمد بنبلة فيما بعد، استغل تلك الأحداث ووظفها للقضاء على المعارضين في الداخل وإيقاف الحرب بين أجنحة جبهة التحرير الجزائري التي كانت على أشدها بين جناح الداخل. وجناح الخارج أو جيش الحدود الذي كان يتزعمه هواري بومدين.
واليوم، كل المؤشرات من التصريحات العدوانية للنظام العسكري الجزائري ضد المغرب إلى السباق المحموم نحو التسلح إلى الحرب الإعلامية في القنوات الرسمية الجزائرية إلى التحركات الدبلوماسية على أكثر من صعيد، كلها تصب في خانة توجه المنطقة إلى حرب مدمرة.
وكيفما كان الأمر، فمن الأكيد أن المغرب سيخلد اسمه في السجل الذهبي للتاريخ.
أولا: بصبره الإستراتيجي طيلة نصف قرن أمام الاستفزازات الجزائرية عسكريا ودبلوماسيا وإعلاميا، وثانيا: يخوضه حربا إن فرضت عليه فستكون دفاعا عن أرضه ووحدته وسلامة أراضيه.
وفي نفس الوقت سيسجل التاريخ في سجل الخزي والعار عدوان النظام العسكري الجزائري على المغرب وتآمره وغدره لمن ساعده لنيل استقلاله، وسيسجل التاريخ بمداد الخزي احتضان النظام العسكري الجزائري للانفصاليين وتسليحهم والترويج لهدم وحدة المغرب خدمة لأجندات المخططات الاستعمارية، وإهداره لثروات شعبه وتعطيل وحدة البلدان المغاربية وتبذير أموال الشعبين الجزائري والمغربي وتوجيهها نحو خطط الهدم والحرب والخراب بدل توظيف آلاف المليارات الموجهة للتسلح والحروب الدبلوماسية في المحافل الدولية، نحو تنمية المنطقة وبناء اقتصادها، وتحقيق رقيها وعزتها.
حفظ الله المغرب من كيد الأعداء، وكل التضحيات تهون فداء للوطن، ولا نامت أعين الجبناء.
أحمد نور الدين، باحث ومحال سياسي