السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

أدخنة وروائح كريهة تلوث بيئة ساكنة قيادة أولاد عمران ومدينة سيدي بنور والسبب هو

أدخنة وروائح كريهة تلوث بيئة ساكنة قيادة أولاد عمران ومدينة سيدي بنور والسبب هو مدينة سيدي بنور
في تحدي صارخ لكل القوانين الضامنة للحق في بيئة سليمة وسط ساكنة دكالة، بإقليم سيدي بنور وتحديدا بمنطقة قيادة أولاد عمران، يعمل مجموعة من المحترفين في ميدان بيع وشراء النحاس وبقايا قطع الحديد على حرق أكوام من المتلاشيات لإزالة البلاستيك الملفوف على الأسلاك النحاسية والحديد، مما يتسبب في أضرار بيئة وصحية للساكنة ومحيطها الزراعي والفلاحي أمام أعين أعوان ورجال السلطة وعناصر الدرك الملكي.
جريدة "أنفاس بريس" عاينت بقايا آثار هذه الجرائم البيئية التي تهدد سلامة وصحة البشر والحيوان بالعديد من الممرات والطرقات القريبة من الحقول الزراعية، بل أن هناك من يقدم على هذه الأفعال المحرمة قانونا بالقرب من بنايات وإسطبلات ومنازل الساكنة مثل ما يقع بدوار أولاد الشيخ بقيادة أولاد عمران على سبيل المثال لا الحصر.
هذه الكارثة البيئية تعيش على وقعها كذلك ساكنة مدينة سيدي بنور القاطنة بالقرب من السوق الأسبوعي، بسبب تصاعد دخان حرائق الكابلات النحاسية، والعجلات المطاطية، والمتلاشيات البلاستيكية، فضلا عن تفكيك القطع الحديدية والإليكترونية بعد أن تحولت المنطقة إلى مستودع كبير للنفايات المضرة بالمجال البيئي.
الأكثر فظاعة هو استغلال أطفال قاصرين يشتغلون في مجال حرق الأسلاك وقطع الحديد لاستخراج "السلع النحاسية" من بين فك نيران و أدخنة المتلاشيات التي يتم حرقها دون وضع كمامات واقية من سموم الدخان الملوث أو قفازات خاصة تحمي أيادي العمالة من لهيب النار.
"نتعرض ليل نهار لوابل من الأدخنة، تتساقط سمومها على منازلنا، ومواشينا ودواجننا وحاجياتنا من الأثاث والملابس"، تقول إحدى السيدات من منطقة أولاد عمران ، وتؤكد أن "عملية الحرق تتسبب أدخنتها في اختناقات وحساسية مفرطة تؤدي إلى مشاكل في التنفس لدى الأطفال والنساء الحوامل دون الحديث عن الروائح الكريهة التي تزكم الأنف ".
وفي سياق متصل طالب عدة مواطنون من السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي بقيادة أولاد عمران بإعمال "القانون البيئي ومراقبة هذه الأعمال الضارة بالمحيط الاجتماعي للساكنة، وحماية الأمن الصحي للمواطنين قبل أن تتفاقم أوضاعهم بالمنطقة ".
ومن المعلوم أن منطقة قيادة أولاد عمران بإقليم سيدي بنور تعرف تصاعدا مضطردا في منسوب الاشتغال في عالم الخردة الحديدية والنحاسية، وامتهان الأطفال القاصرين للعمل غير اللائق لدى محترفين متخصصين في عزل النحاس وقطع الحديد المعدة للبيع.
فهل تتحرك الجهات الوصية لفرض رقابتها على ترابها الإداري والأمني لحماية الساكنة من بؤر التلوث البئيي التي تساهم في خلق مشاكل بيئية وصحية واجتماعية، والتفكير في خلق مناطق صناعية خاصة بهذا القطاع غير المهيكل للحد من هذه التجاوزات البيئية؟